الوقت- على الرغم من هزيمة دونالد ترامب والجمهوريين في الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر 2020، ولکن يبدو أن جزءًا كبيرًا من أعضاء الإدارة الأمريكية السابقة ما زال غير قادر على قبول الهزيمة، وبالتالي فهم ينتقدون أداء الإدارة الجديدة على مستوى غير مسبوق منذ 20 يناير 2021 عندما تم تنصيب بايدن رئيسًا جديدًا للبيت الأبيض.
حيث إنه على مدار الأربعين يومًا الماضية، كان حجم التصريحات والانتقادات من الرئيس السابق دونالد ترامب ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو، غير مسبوق في التاريخ المعاصر للولايات المتحدة.
من ناحية، يواصل ترامب اتهام الديمقراطيين بتزوير الانتخابات، ويعتقد أنه هزم الحزب مرتين. وفيما يتعلق بالسياسة، وصف أداء بايدن بأنه أسوأ بداية للرئاسة في شهر واحد في التاريخ الأمريكي المعاصر، وأكد في تصريحاته الأخيرة أن بايدن انتقل من "أمريكا أولاً" إلى "أمريكا آخراً". كما انتقد ترامب سياسة بايدن الداخلية في مجال التعليم.
ومن ناحية أخرى، فإن وزير خارجية ترامب مايك بومبيو الذي يبدو أنه يوافقه الرأي أكثر من أي شخص آخر، انتقد في تغريدات وتعليقات مختلفة السياسة الخارجية لإدارة بايدن بشدة فيما يتعلق بتفاعلها مع إيران، والاتفاق النووي، وحلف شمال الأطلسي، والصين، والسعودية، وأنصار الله، واليمن وما إلى ذلك.
وبهذا، فإن السؤال المطروح الآن هو، ما هي أهداف ترامب وبومبيو كتيار متطرف من الحزب الجمهوري من انتقاد ومهاجمة جو بايدن وإدارته في مختلف المجالات؟
الحجة الرئيسة في هذا المقال هي أنه بالنظر إلى شخصية دونالد ترامب وأهدافه السياسية المحددة لمستقبله السياسي، فإن مثل هذا النهج يمكن التنبؤ به ومن المرجح أن يتكثف في المستقبل. وفي هذا الصدد، يمكن ذكر هدفين رئيسيين لترامب وبومبيو كسبب لاتخاذ هذا النهج.
استمرار الوجود على الساحة وجعل رئاسة بايدن مکلفةً
إن النهج النقدي غير المسبوق لدونالد ترامب ومايك بومبيو، هو لعبة سياسية أكثر من کونه نتيجةً لمخاوفهما الشخصية أو أفكارهما، والتي بدؤوها حتى قبل أن يتمكنوا من مغادرة البيت الأبيض.
واجهت سنوات ترامب الأربع في البيت الأبيض من 2016 إلى 2020 هجمات واسعة النطاق من الديمقراطيين، وحتى ترامب استشهد مرارًا وتكرارًا بهذا الأمر كوسيلة للحصول على الطاقة لأداء وظيفته بشكل صحيح.
وفي ظل الظروف الحالية أيضاً، يبدو أن ترامب والمقربين منه يخططون من الآن للضغط على إدارة بايدن على نطاق أوسع بكثير، وجعل رئاسته مکلفةً.
في الواقع، من خلال لعب دور حكومة الظل، يعتزم ترامب انتقاد جميع قرارات وسياسات إدارة بايدن بشدة، ومن المحتمل أنه في المستقبل غير البعيد، أو ربما بعبارة أخرى إذا هيمن على مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي لعام 2022، يبدأ باستجواب جو بايدن لمشاركته في قضية "أوكرانيا غيت"، ليصفي بطريقة ما حساباته مع الديمقراطيين في مسألة الضغط على الرئيس.
في الحقيقة، يعتزم ترامب ومن يدور في فلکه مواصلة التعليق واتخاذ المواقف الانتقادية بشأن سياسات إدارة بايدن، ليبقوا شخصيات مؤثرة في مجال الإعلام والفضاء الإلكتروني من ناحية، ويحافظون على ثقلهم السياسي على المستوى الكلي للمجتمع السياسي الأمريكي من ناحية أخرى.
التخطيط لانتخابات عام 2024
على الرغم من أن دونالد ترامب لم يعلن رسميًا بعد عن قراره الترشح في انتخابات 2024 على عكس التوقعات، ولکن ليس لدى كل المراقبين السياسيين أي شك في أنه يخطط لهذه الانتخابات، ولا يزال بإمكانه أن يکون المرشح النهائي للحزب الجمهوري.
في الوضع الحالي، ينقسم الحزب الجمهوري إلى مجموعتين رئيسيتين: مجموعة أنصار ترامب، ومجموعة الانتقام من ترامب.
يعتقد أنصار ترامب في الحزب الجمهوري أن الوضع الحالي هو بحيث أن أي فوز في انتخابات الكونغرس النصفية، ليس فقط لن يكون ممكنًا دون دعم ترامب وموافقته، بل يبدو مستحيلًا، ولذلك، بقبول الدور القيادي لدونالد ترامب، يجب الاستثمار في الفوز بالانتخابات الرئاسية لعام 2024.
لکن المعارضين لترامب في الحزب الجمهوري، وعلى عكس المجموعة الأولى، يعتبرون أن إضفاء الشرعية وقبول قيادة ترامب آفة كبيرة ونوع من القبول بديكتاتوريته، ما قد يكون له تأثير سلبي على الحزب في كل من انتخابات الكونغرس 2022 والانتخابات الرئاسية 2024، ويسبب هزيمتهم.
وبهذا، يعتزم دونالد ترامب والمقربون منه عبر انتقادات وضغوط غير مسبوقة علی إدارة بايدن على مدى السنوات الأربع المقبلة، الحفاظ على دورهم القيادي بين الجمهوريين كممثلين رئيسيين للحزب من ناحية، وزيادة فرصهم في الفوز بالانتخابات الرئاسية عام 2024 من ناحية أخرى.
وعلى الرغم من أن بعض الجمهوريين، مثل السناتور "توم كوتون"، قد نأوا بأنفسهم عن ترامب لخوض الانتخابات الفرعية، إلا أن الحقيقة هي أن المرشحين الجمهوريين الآخرين، لديهم فرصة ضئيلة لهزيمة ترامب في الانتخابات الفرعية، في الوقت الحالي على الأقل، وهذا ما جعل ترامب أكثر جرأةً في معارضته لإدارة بايدن.