الوقت - قامت الحكومة التركية منذ منتصف كانون الأول، بإرسال مجموعات إرهابية تدعمها إلى المناطق المحتلة شمال سوريا (شمال محافظة الرقة) للاستعداد مرة أخرى لخرق وقف إطلاق النار وبدء الاشتباكات.
هدف أنقرة وجماعات إرهابية أخرى، كما حدث في اكتوبر 2019 هو قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تحتل أجزاء من محافظات حلب والرقة والحسكة ودير الزور في شمال غرب وشمال شرق سوريا.
اطلقت قوات الاحتلال التركية والإرهابيون، في 10 اكتوبر من العام الماضي عملية أطلق عليها اسم "نبع السلام" في شمال سوريا بضوء أخضر من أمريكا، وبحلول نوفمبر من ذلك العام تمكنوا من إخراج منطقة تبلغ مساحتها نحو2500 كيلومتر مربع من سيطرة المسلحين الأكراد واحتلالها.
وانتهكت عناصر إرهابية، مساء الجمعة (18 كانون الأول الجاري)، بدعم من وحدات الجيش التركي، اتفاق وقف إطلاق النار في شمال سوريا، بعد قرابة 14 شهراً من الخروقات واستهدفت مواقع الميليشيات الكردية المدعومة من أمريكا على أطراف بلدة عين عيسى الاستراتيجية بريف محافظة الرقة الشمالي.
احتلال مدينة عين عيسى الاستراتيجية هو الهدف الأول لتركيا من المغامرة الجديدة حيث يمكن أن تقلب المعادلة بشكل كبير في شمال سوريا، والجماعات الإرهابية مستعدة لتولي بدء العملية.
وشنت عناصر إرهابية، بدعم من وحدة مدفعية الجيش التركي، في الأيام الماضية، هجمات ضد الميليشيات الكردية على أطراف بلدة عين عيسى وأحرزت تقدماً محدوداً، لكن المعركة الرئيسة على هذا المحور لم تبدأ بعد بين الجانبين.
بالتزامن مع تحرك القوات العسكرية التركية والإرهابيين، تجري مفاوضات مكثفة بين قادة الميليشيات الكردية وممثلي الحكومتين السورية والروسية، لكن الجانبين لم يتوصلا إلى نتيجة مشتركة حول كيفية مواجهة سيناريو أنقرة الخطير.
ووفق المعلومات الواردة، فإن اقتراح نشر قوات الجيش السوري في مدينة عين عيسى والمناطق المحيطة بها لوقف العمليات المحتملة للجيش التركي والإرهابيين قد تم تسليمه للمليشيات الكردية، لكن لم يتم قبوله بعد والمفاوضات جارية.
ووفق مصادر ميدانية، انتشرت عدة قوافل لقوات الجيش السوري بمعدات عسكرية ثقيلة على أطراف مدينة الطبقة، مركز محافظة الرقة، للوصول إلى عين عيسى وريفها فور اتفاق الأطراف.
إذا رفض قادة الميليشيات الكردية المعروفة باسم قوات سوريا الديمقراطية مقترح دمشق آملاً بوعود البيت الأبيض، فسيتعين عليهم انتظار نتائج قرارهم في ساحة المعركة، ومن النتائج هو قطع ارتباط الميليشيات الكردية في محافظة حلب وأجزاء من محافظة الرقة بمناطق أخرى.
وتحاول الحكومة التركية بالتزامن مع تحقيق عدة أهداف أخرى مهمة في شمال سوريا، منها الوصول الى طريق M4 الاستراتيجي، من خلال إطلاق عملية احتلال مدينة عين عيسى، والذي يعتبر امتيازاً وانتصاراً مهماً في هذا المحور.
يمتد هذا الطريق، الذي يبعد عن الحدود التركية نحو 30 كلم، من معبر اليعربية الحدودي شمال شرق محافظة الحسكة إلى وسط محافظة حلب، ومن مناطق مهمة مثل المنطقة الجنوبية للقامشلي - تل بيدر - تل تمر - عين عيسى - صرين - منبج – الباب، وهذه المسألة ضاعفت من أهميته.
وستقوم قوات الجيش التركي والإرهابيون من خلال قطع طريقM4 ، واحتلال مدينة عين عيسى وريفها، بقطع الارتباط من شمال شرق محافظة حلب والمناطق العربية في محافظة الرقة شمال الى شمال شرق محافظة الرقة ومحافظة الحسكة (تل التمر ، القامشلي. ، الحسكة ، الخ،
في المقابل، تدرك أنقرة جيداً أنه إذا شن الجيش السوري عمليات لتطهير محافظتي حلب وإدلب، فلن يبقى خيار أمام العناصر الإرهابية سوى الفرار، باستثناء مناطق جنوب تركيا، وبالتالي تسعى من خلال احتلال مدينة عين عيسى والنفوذ في الأراضي المحتلة من قبل الميليشيات الكردية، تحضير منطقة محمية لتمركز الإرهابيين.
تحاول الحكومة التركية اغتنام الفرصة المتبقية قبل تولي الرئيس الأمريكي الجديد منصبه، وببدء جولة جديدة من الهجمات واحتلال المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، تمضي بالأفكار التوسعية الواهية التي لم تصل في السنوات الماضية إلى نتيجة محددة، ما يعني اساساً احتلال المزيد من الأراضي السورية بهدف الحصول على تنازلات من دمشق في المفاوضات السياسية.