الوقت- أدرجت الأمم المتحدة تحالف العدوان السعودي على القائمة السوداء في عام 2017 لقيام هذا الاخير بارتكاب الكثير من الجرائم الوحشية ضد أبناء الشعب اليمني ومهاجمة عشرات المدارس والمستشفيات، لكن الأمين العام للأمم المتحدة بعد ذلك قام بشطب اسم التحالف الغاشم الذي تقوده السعودية من القائمة السوداء للمنظمة، وفي هذا الصدد، أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، إن قيام الأمين العام للأمم المتحدة بحذف اسم تحالف العدوان السعودي من القائمة السوداء، على الرغم من استمراره في قتل المدنيين في اليمن، تعتبر وصمة عار في صفحة هذه المنظمة العالمية. ولفتت تلك المنظمة أن إزدواجية الأمم المتحدة في تعاملها تجاه تحالف العدوان السعودي ينبع من تلقيها الكثير من الأموال والرشاوي من النظام السعودي. وخلال السنوات الماضية تجاهلت الأمم المتحدة معاناة أبناء الشعب اليمني الذي يعيشون تحت وطأة حصاراً خانقاً منذ ما يقارب من خمس سنوات ونصف وهذا الأمر يؤكد أن الأمم المتحدة منحازه بالكامل لدول العدوان ولها دور في قتل أبناء الشعب اليمني الذي بات على شفا مجاعة كبيرة.
وحول هذا السياق، أعربت حركة "أنصار الله" قبل عدة أيام، عن تمسكها برفع الحصار المفروض على اليمن، معتبرة أن أي مقاربة سياسية لا تأخذ ذلك في الاعتبار محكومة بالفشل. جاء ذلك في تغريدة لرئيس الوفد الوطني، "محمد عبد السلام"، على حسابه بـ"تويتر"، وهذه التغريدة تمثل أول تعقيب من حكومة صنعاء على دعوة مبعوث الأمم المتحدة لليمن، "مارتن غريفيث"، أطراف النزاع إلى التوصل لاتفاق ينهي الحرب. وقال "عبد السلام": "التجاهل الأممي للحصار المفروض على اليمن أمر غير مفهوم في الوقت الذي يشكل الحصار الوجه الآخر للعدوان". وتابع: أي مقاربة لا تأخذ في الاعتبار وقف العدوان ورفع الحصار معا فهي مقاربة محكومة بالفشل. وفي وقت سابق من هذا الاسبوع، دعا "غريفيث" أطراف النزاع في اليمن إلى التوصل لاتفاق من أجل إنهاء الحرب وإسكات الأسلحة وإحلال السلام وتحقيق المصالحة. وأعاد "عبدالسلام" في تغريدته تصويب مسار قضية "صافر" ووضع النقاط على الحروف وقال: "سفينة صافر منع عنها الوقود لتشغيلها منذ بدء العدوان، ومع مطالباتنا المستمرة لتقييمها وإصلاحها إلا أنها تقابل باللامبالاة والرفض، ذلك أن من يفرض حرب إبادة على شعب بأكمله ويفرض عليه أشد أنواع الحصار لا يبالي بمصير سفينة، ومن رفع قتلة الأطفال من لائحة العار لا يحق له الحديث باسم الإنسانية."
ومن جانبه، اتهم الدكتور "عبد العزيز بن حبتور" رئيس حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء، الأمم المتحدة بالتواطؤ إزاء الجرائم بحق الإنسانية في اليمن. وقال "بن حبتور": "إن الصمت المريب الذي تنتهجه المنظمات الحقوقية والإنسانية عند كل مجزرة يتعرض لها اليمنيون ومع كل جريمة حرب ترتكب بحق النساء والأطفال يعزز اليقين لدى الجميع بأن الصمت الأممي هو القاتل الحقيقي للشعب اليمني". وأضاف: "تحالف العدوان لا يمكنه التمادي في ارتكاب المذابح الجماعية للمدنيين إلا نتيجة ثقته بتواطؤ المنظمات الأممية وتغاضيها مدفوع الثمن عن كل جرائم الحرب اليومية التي يتباهى العدوان باقترافها على مرأى ومسمع العالم". وتابع: "إن جميع الجرائم المروعة التي يرتكبها طيران العدوان السعودي كل يوم، هي جرائم حرب تضاف إلى جرائم الإبادة الموثقة ضد العدوان المتوحش وبمشاركة المنظمات الأممية التي تقتل شعبنا بصمتها الأشد إيلاما وفتكا من طائرات العدوان". وأضاف "إن الجرائم بحق أبناء اليمن لن تسقط بالتقادم ولن تمر تحت أي مسمى كان، فالعقاب سيكون حتمياً طال الزمن أم قصر، وعلى المعتدين أن يتوقعوا الرد الموجع من شعبنا عاجلا غير آجل".
وعلى صعيد متصل، ذكر العديد من المسؤولين في حكومة صنعاء أن الأمم المتحدة شريك أساسي في الابادة الجماعية التي تحدث للشعب اليمني من خلال صمتها وموفقتها على الحصار الجائر الذي تفرضه قوات العدوان على ميناء الحديدة منذ اكثر من خمس سنوات ونصف والذي بدوره يهدد بكارثة انسانية بكل المستويات والمقاييس وعلى راس ذلك القطاع الصحي. وأكد المسؤولين اليمنيين أنه لن تعود الحياة والحق في العيش على هذه الارض الا بالقضاء على الشرذمة التي تدعي أنها إنسانية وهي اليد الاساسية في كل الخراب في العالم. وطالب المسؤولين اليمنيين السياسيين الاحرار والكّتاب لتعرية الامم المتحدة أمام الملأ وكشف مخططاتها والجرائم التي تقوم بها. كما طالب المسؤولين اليمنيين أبطال الجيش واللجان الشعبية بضرب بضرب القصور والمنشآت الحيوية لكل من شارك في إبادة الشعب اليمني.
وعلى صعيد متصل، أكد وكيل وزارة الإعلام "نصر الدين عامر"، أن الأمم المتحدة منذ بداية العدوان منحازة بالكامل لدول العدوان نتيجة الهيمنة الأمريكية على القرار الاممي. وقال "عامر"، أن "الموقف الأممي تجاه العدوان على اليمن، لم يعد صامتاً بل بات متحاملاً على الضحية لمصلحة القاتل"، مشيراً الى أن المال السعودي والاماراتي يستلب القرار الأممي الى حد كبير وهذا ورد على لسان الأمين العام السابق للأمم المتحدة بانكي مون الذي أزال السعودية من قائمة العار لانتهاكات الأطفال بعد تهديدات السعودية بوقف التمويل للسعودية وتمت ازالتها خلال أيام. ولفت إلى أن الوضع العام وخصوصاً الوضع الصحي ينذر بكارثة لا سيما مع تفشي وباء كورونا الذي تسببت دول العدوان بدخوله الى اليمن والان تساهم في انتشاره من خلال منعها كل الاحتياجات اللازمة لمواجهته واخرها ازمة الوقود التي تسببت الى الان بوقف جزئي للكثير من المرافق الصحية التي هي في الاساس ضعيفة جدا وقليلة جدا نتيجة استهدافها بالغارات منذ بداية العدوان. وأشار إلى أن الشعب اليمني لن يظل مكتوف الأيدي تجاه حصاره والعدوان عليه، لافتاً إلى أن الانجازات العسكرية اليمنية ستستمر وستتصاعد حتى يتوقف العدوان ويرتفع الحصار وتتحرر كل الاراضي اليمنية ويتوقف نهب الثروات اليمنية من قبل العدوان ومرتزقته .
وفي الختام، يمكن القول أن حكومة صنعاء لا يمكنها أن تعّول ابداً على الأمم المتحدة في تحقيق اي تقدم نحو السلام العادل ولن تعّول عليها في أي أمر في ظل الهيمنة الأمريكية والمال السعودي عليها والذي اخرجها تماما عن دائرة الاستقلال . وما استمرار قيادة صنعاء في مجاراة الأمم المتحدة إلا من باب التأكيد على حسن نواياها وعلى رغبتها الحقيقية في الوصول إلى السلام العادل والمشرف، وهو في ذات الوقت تأكيد على أن المواجهة والصمود هو خيارها الوحيد بدون السلام العادل وأن على تحالف العدوان والامم المتحدة أن يعلموا أن الاستسلام غير وارد ولا وجود له في كل قواميسها أياً كانت النتائج التي تتمخض عن هذا الموقف الاساسي والمبدئي لليمنيين قيادة وشعباً.