الوقت- لتعويض الخسائر الفادحة التي وقعت في الأشهر الأخيرة، شن تحالف العدوان السعودي عملية عسكرية واسعة النطاق ضد مواقع أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية منذ النصف الثاني من شهر تشرين الأول في وسط محافظة الجوف (وسط مديرية خب والشعف). وخلال تلك الهجمات حاولت عناصر تابعة لتحالف العدوان السعودي (قوات الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي)، إخراج قاعدة "الخنجر" المهمة والاستراتيجية من سيطرة أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية واحتلالها، لكن في ساحة المعركة واجهوا عدداً من الضربات القاضية والموجعة. ووفقاً لآخر المعلومات التي تم الحصول عليها، فقد تراجعت حدة الاشتباكات بين أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية وعناصر المرتزقة السعوديين في المحور الأوسط لمحافظة الجوف (المحور الشرقي والجنوبي الشرقي لقاعدة الخنجر العسكرية) وساد هدوء نسبي في المنطقة. ويسيطر أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية حالياً على قاعدة "الخنجر" العسكرية، وجبال الضواحي الشمالية والجنوبية، والتي منها (المعو، والرقيب الأسود، والرقيب الأبيض) ومناطق (برقي الأشراع، وبرقي الشرع، وغيرها)، كما تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية خلال الايام القليلة الماضية من طرد عناصر تابعة لتحالف العدوان السعودي من جبل "صابرين".
وتبذل قوات تحالف العدوان السعودي الكثير من الجهود لاحتلال قاعدة "الخنجر" العسكرية، ولذلك فلقد تقدمت في المناطق الغربية من محافظة الجوف وتمكنت من الاستيلاء على جزء كبيرة من طريق "البقعة – الحزم" الاستراتيجي للحد من دخول أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية إلى منطقة "اليتمة" والحدود المشتركة مع جنوب السعودية وكذلك فتح المجال للضغط على مدينة الحزم (عاصمة محافظة الجوف) من المحور الشمالي. وكان الهدف الآخر لتحالف العدوان السعودي في تنفيذ هذه العملية التي انتهت دون نتيجة، هو الحفاظ على المواقع المحتلة الواقعة في وسط محافظة الجوف، لأنهم يعلمون جيداً أنهم إذا انسحبوا من هذه المناطق، فسيضطرون إلى إخلاء محافظة الجوف بشكل كامل.
وهنا تجدر الاشارة إلى أنه بعد وقوع قتال عنيف، تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية إلى حد كبير من وقف تقدم العناصر التابعة لتحالف العدوان السعودي والسيطرة كلياً على المناطق المحتلة حديثًا ولا سيما "برقا الشراع، وقيسين، وبليق، وجو القف، وحزمة قريشمان". وتمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية بهذه العمليات السريعة والناجحة من تأمين الأطراف الشرقية لمحافظة الجوف، وعزل المرتزقة السعوديين عن قاعدة "الخنجر" ورفاقهم المتمركزين على محور بئر "المرزوق"، وتخفيف الضغط إلى حد كبير. ووفق لبعض المصادر الميدانية، فلقد استمر أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية في شن هجمات واسعة النطاق من المحورين الشمالي والجنوبي لقاعدة "الخنجر" العسكرية، ما أجبر قوات تحالف العدوان السعودي على التراجع بعد تكبده خسائر فادحة. ووفقاً لتلك المصادر الميدانية، فقد انسحبت عناصر تحالف العدوان السعودي في نهاية المطاف من المحور الشرقي لقاعدة "الخنجر" وفروا إلى الصحراء الوسطى ولم يسمح أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية للمرتزقة السعوديين بتثبيت مواقعهم في قاعدة "الخنجر" وذلك من خلال تنفيذ الكثير من الهجمات المتواصلة. ولقد أدت العملية الناجحة التي نفذها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية على المحورين الشمالي والجنوبي لقاعدة "الخنجر" إلى مقتل وإصابة عدد كبير من قوات تحالف العدوان السعودي، وأسر آخرين وخلال تلك الاشتباكات قتل العميد "عبد العزيز حنكل".
وعلى صعيد متصل، كشف مصدر ميداني يتابع التطورات الميدانية في محافظة الجوف عن كثب، أنه بعد الضربات الموجعة التي وجهها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية على التحصينات والتباب التي يتمركز فيها منافقي العدوان، بدأت عملية الهروب الجماعي كعادة المرتزقة في ميدان المواجهة، لتحضر عدسة الاعلام الحربي في توثيق لحظات فرار المرتزقة نحو الصحراء بأحذية عارية، تاركين خلفهم كميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ومعدات عسكرية منتشرة على طول وعرض المعسكر. ولفت ذلك المصدر الميداني أن عملية التطهير امتدت إلى ما بعد معسكر "الخنجر" لتشمل القرى المحيطة ومنها قرية "بير عزيز"، والتي كان يتخذ منها مرتزقة العدوان معقلا لتجمعاتهم وعناصرهم وللتمترس بين المواطنين. فيما حاولت غارات الطيران السعودي الأمريكي دون جدوى إسناد المرتزقة وتمكينهم من إعادة التموضع والانتشار في المناطق التي فروا إليها والمحاذية لجبهة الخنجر، إلا أن الغارات لم تمنع مواصلة تحرير المنطقة ومحيطها من المرتزقة والعصابات الإجرامية التابعة للعدوان.
الجدير بالذكر أن عناصر تحالف العدوان السعودي لا تزال تحتل بعض المناطق الواقعة في وسط محافظة الجوف وبعض المرتفعات ولا سيما مرتفعات "الحيض، والشهلاء، وبني جعاس، وهاطان، وبرقاء الخليلة، وعراق الحبيل، إلخ" والتي تقع في المحور الشرقي والجنوبي الشرقي لقاعدة "الخنجر" العسكرية. وفي حال تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية شرقاً من مناطق وسط محافظة الجوف (منطقة الريان) ووصلوا إلى محافظة حضرموت، فإن الطريق الرئيسي لنقل قوات تحالف العدوان السعودي ومعداته سينقطع من الحدود الجنوبية للسعودية إلى وسط وجنوب اليمن وهذا الامر يشكل كابوساً للرياض.
وبحسب عدداً من المصادر الاخبارية، فقد تصاعدت التوترات بين قادة تحالف العدوان السعودي في محافظة الجوف وذلك عقب تمّكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من صد الهجمات على قاعدة "الخنجر" العسكرية، حيث اتهم كل منهما الآخر بالفشل والخيانة. وفي شرق محافظة الجوف، تصاعدت القضية واشتبكت مجموعات تابعة لقيادة تحالف العدوان السعودي (قوات اللواء 161 ولواء الحسام في منطقة لغدام الواقعة غربي سوق اليتمة) وخلال تلك الاشتباكات قُتل العقيد "أحمد الخبيث" أحد قادة لواء الحسام وأصيب عدد آخر. كما اتهمت عناصر موالية لتحالف العدوان السعودي (حزب الإصلاح)، قوات قبائل "عبيدة" بالتعاون مع أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية، زاعمة أن هذا سبب هزيمتهم على جبهات "العلم والنضود" بمحافظة الجوف جنوب غربي البلاد. وبحسب بعض المصادر الميدانية، فقد اشتكى قادة تحالف العدوان السعودي (حزب الإصلاح) للنائب "محسن الأحمر" القابع في فنادق الرياض، من أن بعض شيوخ قبائل "عبيدة" لا يتعاونون معهم بشكل كامل فحسب، بل إنهم على اتصال بمقاتلي "أنصار الله" وأبطال الجيش اليمني.
وفي الختام، تجدر الإشارة إلى أن نجاحات أبطال الجيش واللجان الشعبية في محافظة الجوف بدأت مطلع شهر مارس عام 2020 وذلك عقب تحرير مدينة "الحزم" الاستراتيجية عاصمة محافظة الجوف وعدة أجزاء أخرى، وفي أواخر أغسطس من هذا العام تمّكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من تطهير 3200 كيلومتر مربع أخرى من المناطق المحتلة في مديرية "خب والشعف". وحتى الآن، سيطر أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية على 45٪ من مساحة محافظة الجوف والتي تعتبر مناطق مكتظة بالسكان، بينما معظم المناطق الأخرى التي لا تزال قابعة تحت سيطرة قوات تحالف العدوان السعودي صحراوية في مديرية “خب والشعف” وتشكل هذه المديرية حوالي 80٪ من تراب محافظة الجوف. ومحافظة الجوف هي البوابة الشرقية لمحافظة صعدة والعاصمة صنعاء. وتبلغ مساحة هذه المحافظة، التي تشترك في حدود تصل إلى نحو 247 كيلومتراً مع السعودية، نحو 40 ألف كيلومتر مربع وتبعد 170 كيلومتراً عن مدينة صنعاء.