الوقت- وصفت صحيفة وول ستريت جورنال ، في مذكرة كتبها وليام جالستون التي تحمل عنوان "طريق ترامب غير المحتمل إلى النصر"، طريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للفوز بالانتخابات الرئاسية صعب للغاية وغير مرجّح.
وأضاف جالستون "بعض الجمهوريين يتطلّعون إلى استخدام نموذج انتخابات 1988 لمنع هزيمة مرشح الحزب والانتقال إلى النصر" ، في إشارة إلى موقف دونالد ترامب الصعب في الفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة، في ذلك الوقت، المرشح الجمهوري جورج دبليو بوش ، الذي كان متقدماً بـ 17 نقطة على حاكم ولاية ماساتشوستس مايكل دوكاكيس والمرشّح الديمقراطي في بداية السباق، هزم الحاكم في النهاية بسبعة أصوات فقط.
وتابع جالستون "لم يكن جورج دبليو بوش رئيساً في انتخابات 1988 ليكون له سجل يمكن الدفاع عنه ، وكان منافسه دوكاكيس مرشح للناخبين الأمريكيين" ، مستشهداً بالمثل الأمريكي الشهير القائل بأن "الموازي أقل من الكمال"، وهو لم يكن شخصية معروفة، قدّمته حملة جورج دبليو بوش في ذلك الوقت كما يشاؤون قبل أن يريد منافسه دوكاكيس تقديم نفسه للجمهور، لكن مقارنةً بالوضع الحالي، يتمتع ترامب بخلفية أكثر أهمية وإثارة للجدل، ومنافسه جو بايدن شخصية معروفة كنائب رئيس سابق بين الناخبين الأمريكيين، مع اختلاف في المقارنة، كما يجب أن يؤخذ الوضع الحالي لانتخابات عام 1988 في الاعتبار ، حيث كان جورج دبليو بوش في ذلك الوقت يترشّح لرئاسة أمريكا، التي كان قبلها شخصية بارزة ومعروفة بين أعضاء الحزب الجمهوري ، ولكن على عكس تلك الشخصية، أثارت تصرفات ترامب وأفعاله مخاوف كثيرة ، حتى بين بعض مؤيديه.
يضيف المؤلف: في الوقت الحاضر ، زادت حملة بايدن من تحركاتها، وتقيّم استطلاعات الرأي أيضاً منافس ترامب بشكل أفضل مما فعل، بما في ذلك استطلاع حديث أجرته شبكة سي بي إس بعد الجمعية الوطنية الديمقراطية مباشرة ، والذي قال إن منافس ترامب له اليد العليا في السباق في بعض هذه الاستطلاعات ، ذكر الناخبون الأمريكيون سبب اختيار منافس ترامب لمعارضته ، بينما ذكر آخرون أسبابًا أخرى. من ناحية أخرى ، أعلن ترامب الأسبوع الماضي، أثناء حضوره الجمعية الوطنية الجمهورية ، أن خلافاته مع المرشح الديمقراطي كانت كبيرة ، وأنه لم يتخلف أي رئيس عن منافسه في بداية الحملة الانتخابية الرسمية منذ نصف قرن، وفي هذه الحالة يبدو فوز ترامب بعيد الاحتمال.
كما كتبت صحيفة وول ستريت جورنال: على الرغم من أن الديمقراطيين قاموا بحملة لترشيح جو بايدن كمرشح رسمي للحزب، لكن ظهر أيضاً أنّ حملة الديمقراطيين بها عيوب ونقاط ضعف خطيرة، حيث لا تركز حملة الديمقراطيين على الأجندة السياسية لجو بايدن ولم تتمكن من التعبير عنها بشكل جيد، ومن ناحية أخرى ، في بعض استطلاعات الرأي ، لاحظ الناخبون الأمريكيون أن حملة جو بايدن وفريق حملته يبالغون في التأكيد على قضية التمييز العنصري ضد الأقليات ، ويبدو أن هذا يجعل التركيز ينصبّ فقط على التطورات الأخيرة ، وفي الوقت نفسه كانت حملة بايدن أقلّ تواصلًا مع البيض والمواطنين الأمريكيين الآخرين ، في حين أن البيض هم مؤيدون رئيسيون لدونالد ترامب.
وقالت المذكرة "يبدو أن ترامب لم يفعل أي شيء لتوسيع قاعدة دعمه التي بلغت 46 في المئة في انتخابات 2016".
ويمضي المؤلف في القول: ترامب لديه أيضاً نقاط قوة؛ على الرغم من أنه واجه تباطؤاً اقتصاديّاً حادّاً بسبب كورونا، ورغم أن هذا الركود تحدى إدارته للموارد والقطاعات الاقتصادية ، إلا أن قدرته الاقتصادية مقارنة بمنافسه الديمقراطي لا تزال قائمة. من ناحية أخرى ، على الرغم من أن دعمه للمجتمعات الأمريكية الإفريقية لم يزدد ، فقد عززت سياساته الصارمة المتعلقة بالهجرة والمحافظة الاجتماعية الشديدة العدوانية موقعه بين بعض قطاعات مجتمعات أمريكا اللاتينية.
وتشير صحيفة وول ستريت جورنال أيضًا إلى نقاط قوة ترامب بالقول: يمكن لأجندة إدارة ترامب ، التي تم الإعلان عنها رسمياً وعلنياً في الجمعية الوطنية الجمهورية ، تحسين موقف ترامب ومساعدته، وتركز خطة ترامب الرئاسية لولاية ثانية محتملة على أشياء مثل الحدّ من اعتماد أمريكا على السلع الصينية ومنتجات المصانع، والتي يمكن أن تجتذب المزيد من المؤيدين له خارج الحزب الجمهوري، كما ينصّ برنامج الهجرة المعلن عن ترامب على أن إدارته ستطلب من المهاجرين الجدد تغطية تكاليفهم المالية، ومن ناحية أخرى، الدفاع عن أداء الشرطة أفضل من التخطيط لإعادة الهيكلة وإعادة الإنفاق لهم، وقد فعل ترامب الشيء نفسه في حملته من خلال الدفاع عن أداء الشرطة في التطورات الأخيرة والاحتجاجات الأمريكية.
ويختم الكاتب بالقول: ترامب يواجه طريقاً صعباً وصاعداً ضدّ منافسه، حيث إنّ معدل التوظيف في إدارته أقلّ من ذلك المطلوب للفوز بأصوات الكليات الانتخابية في أمريكا، متخلفاً عن منافسه في استطلاعات الرأي، وتجاوز بايدن ترامب في بعض الولايات بتراجع الأصوات الانتخابية، وهو ما قاد ترامب للدفاع عن أدائه في ولايات مثل أوهايو وأيوا وجورجيا وتكساس ، حيث سبق له الفوز في انتخابات عام 2016، أما في الوقت الحالي ، فإنّ ستة على الأقل من كل 10 أمريكيين لا يوافقون على أداء ترامب وإدارته في مواجهة أزمة كورونا، وقد تكون قضية كورونا قضية مركزية في الانتخابات المقبلة، كما قدّر بعض الخبراء الأمريكيين فرص ترامب في الفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة بنسبة 26 في المئة فقط ، وهو ما يبدو صحيحاً.