الوقت-في ختام اجتماع افتراضي، تبنّت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية قراراً بالإجماع يدعو إلى "تقييم مستقل" للاستجابة الدولية لجائحة فيروس كورونا المستجد، بما في ذلك أداء منظمة الصحة العالمية.
ودعا القرار إلى تكثيف الجهود للسيطرة على الجائحة والوصول العادل إلى جميع التكنولوجيات والمنتجات الصحية الأساسية وتوزيعها بشكل عادل لمكافحة الفيروس.
الأمين العام للأمم المتّحدة، أنطونيو غوتيريش، أشاد بالجهود التي بذلتها الدول الأفريقية لمكافحة هذا الوباء.
وفي تصريح صحافي، دعا غوتيريش الدول المتطوّرة للإفادة من دروس الإجراءات الشجاعة التي اتّخذتها بعض هذه الدول للحدّ من تفشّي كورونا، مشيراً إلى أنّه بالمقارنة مع توقّعات الأمم المتحدة، فقد انتشر الفيروس ببطءٍ بفضل الإجراءات التي انتهجتها غالبية الدول الأفريقية.
وفي الواقع، سارعت منظمة الصحة العالمية إلى مساعدة دول أفريقيا، حتى باتت 37 دولة منها تمتلك القدرة على اختبار أعراض فيروس كورونا، بعد أن كان الأمر حكراً على السنغال وجنوب أفريقيا فقط.
وأضاف أنّ الفضل في "هذا البطء يرجع إلى حدّ كبير إلى حقيقة أنّ غالبية الحكومات والمجتمعات الأفريقية اتّخذت إجراءات وقائية شجاعة للغاية في الوقت المناسب، وهو درس لبعض الدول المتقدّمة التي لم تفعل ذلك".
ويحاول العلماء والمهندسون والمبتكرون الأفارقة تطوير حلول محلية للاستعداد للسيناريو الأسوأ. وقال ميهول شاه من شركة "آلرتا ريد تكنولوجي"، وهي شركة طباعة في نيروبي، إنه وشريكه نيفال شاه أدركا بسرعة أنهما يمكن أن يكونا "أول المستجيبين" في إنتاج معدات محلية الصنع.
وخلال ثلاثة أيام فقط، قاموا بتصميم دروع وجه ثلاثية الأبعاد مكوّنة من قناع يعلق على ورقة بلاستيكية. وتنتج الشركة حاليا نحو 500 درع في اليوم.
وفي أفريقيا، لم يفتك وباء كوفيد-19 حتى اليوم، بحسب البيانات الرسمية، سوى بأقلّ من ثلاثة آلاف شخص من أصل 88 ألفاً أصيبوا بفيروس كورونا المستجدّ في سائر أنحاء القارة. وبالمقارنة مع أماكن أخرى في العالم، تبدو القارة السمراء حالياً بمنأى نسبياً من هذا الفيروس التنفّسي الذي أودى بحياة 320 ألف شخص حول العالم.
وإذ أشاد غوتيريش بالخطوة التي قام بها في منتصف نيسان/أبريل العديد من الجهات الدائنة، بقرارها تعليق خدمة ديون الدول الأشدّ فقراً، اعتبر الأمين العام للأمم المتّحدة أنّ هذا التعليق "غير كاف"، ولا بدّ من تخفيف أصل الدين الذي يثقل كاهل هذه الدول.
وقال: "يجب علينا أن نستعدّ لتخفيف محدّد الأهداف للديون، ولمقاربة أكثر شمولأ وبنيوية لكي نتجنّب، مهما بلغ الثمن، سلسلة من حالات الإفلاس في المستقبل يمكن أن تؤدّي إلى كساد".
وفي القارة السمراء، هناك 41 دولة تشملها هذه الإجراءات. وقد أصبحت مالي أول دولة أفريقية تحصل من "نادي باريس" للجهات الدائنة على إعفاء مؤقت من دفع ديونها، بحسب ما أفاد مصدر في وزارة المالية الفرنسية الثلاثاء لـ"فرانس برس".
لكن ووفق دراسة أعدتها منظمة الصحة العالمية، توقعت إصابة ما يقارب ربع مليار شخص بالوباء في القارة، ووفاة 150 ألف شخص في غضون عام.
وقال الباحثون إن العديد من الدول الأفريقية كانت سريعة في تبني إجراءات الاحتواء، فقد حذروا من أن الأنظمة الصحية قد تقع بسرعة تحت ضغط شديد.
وتنشر الدراسة وسط تحذيرات صارخة من أن كوفيد-19 يهدد بحالة طوارئ صحية في الدول النامية، حيث تكافح النظم الصحية الضعيفة بالفعل للاستجابة لمجموعة من الأمراض المزمنة الأخرى.