الوقت- باتت الحدود الأردنية المفتوحة مع السعودية تشكل خطراً كبيراً على حياة الأردنيين، مع امتناع حكومة البلاد عن الاعتراف بذلك، ربما لاعتبارات دبلوماسية غير مبررة، حيث ذكرت تقارير إعلامية أنَّ الإصابات التي كُشفت على الحدود ودخلت الأردن، كان مصدرها الأساس الأراضي السعودية، وقد أبدت السلطات الأردنية منذ بداية أزمة فيروس كورونا المستجد، عدم رغبتها في إغلاق الحدود مع السعودية لأسباب صحية حسب ادعائها.
حادثة المفرق
بعد أكثر من 9 أيام لم يسجل الأردن فيها أية إصابة بفيروس كورونا، وما تبع ذلك من إجراءات حكومية في إعادة فتح القطاعات الإنتاجية بكامل طاقتها، عاد المرض للانتشار من جديد، والسبب سائق شاحنة قادمة من السعودية، ليعود الأردن مرة أخرى إلى دائرة الخطر، حيث سجلت البلاد يوم الجمعة الفائت، 508 إصابات بالإضافة إلى 9 وفيات.
وتشير المعطيات إلى أن سائق الشاحنة دخل الحدود الأردنية من الأراضي السعودية، ليتبين بعدها أن نتائج فحصه عند المعبر الحدودي كانت سلبية، وقد وَقّع السائق على تعهد بالالتزام بالحجر الصحي، ليغادر إلى منزله الكائن في بلدة "خناصري" بمحافظة المفرق شرقي البلاد، ومع حلول شهر رمضان، أقام هذا الشخص وليمة إفطار جماعية لعائلته، التي يقطن بعض أفرادها في محافظات ومناطق مختلفة أخرى.
والمثير في الأمر أن علامات كورونا بدأت تظهر على السائق تباعاً، ليتم نقله إلى المستشفى حيث كانت نتائج التحاليل إيجابية، عندها استنفرت خلية الأزمة وباشرت إجراءات العزل في البلدة والمناطق التي يوجد بها مخالطين، مع القيام بإجراء الفحوصات لهم، لتكشفت تلك الإجراءات فيما بعد عن أكثر من 30 إصابة أخرى بسبب مخالطة السائق، مما دفع سلطات البلاد لفرض العزل على أربعة قرى في محافظة المفرق، وثلاثة مبان في مدينة "إربد"، ومازالت عمليات الفحص مستمرة للمخالطين ومن خالطهم.
ونتيجة لهذه الحادثة، قررت الحكومة الأردنية فرض حجر صحي إجباري للسائقين، في مدارس عسكرية قريبة من مركز حدود العمري مع المملكة العربية السعودية، لحين إتمام بناء مخيم للحجر الصحي للسائقين عند المركز الحدودي، وسيتم الانتهاء من المرحلة الأولى من المخيم قبل نهاية الشهر الجاري، وفقاً لما ذكرته مواقع إخبارية.
خطر حقيقي
أظهرت حادثة سائق الشاحنة الأردني المقيم في مدينة المفرق، أن مواصلة إجراءات فتح الحدود مع السعودية بات يشكل خطراً فعلياً على الأردن، ومن ناحية أخرى يعكس حقيقة الوضع الصحي المقلق في بلاد الحرمين، والذي يترافق مع تستر حكومي مريب.
وفي هذا الصدد، وصف وزير الصحة الأردني "سعد جابر"، ما حدث بالـ”انتكاسة”، مبيناً مواصلة المعركة ضد فيروس كورونا.
أكثر من ذلك؛ اتهم بعض الأردنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، المملكة العربية السعودية بتصدير الفيروس إلى بلادهم، ليأتي تصريح نقيب المهندسين الأردني "أحمد سماره الزعبي" فيؤكد تلك الاتهامات، حيث أوضح أنَّ هناك أخطاء جسيمة ومتزايدة، باتت تشكل قلقاً على البلاد.
إضافة إلى ذلك، تساءل عضو البرلمان الأردني "طارق خوري" بقوله: " من هو المسؤول عن عدم تطبيق برنامج تبادل البضائع حيث تقف شاحنتان وتتبادلان البضاعة قبل العبور؟" واعتبر أن هذه الحادثة أفسدت فرحة الأردنيين بما أسماه "الإنجاز ضد كورونا"، وقد حمل المسؤولية لوزير النقل الأردني "خالد سيف".
وقد أثار تباطؤ الحكومة الأردنية في اتخاذ الإجراءات المناسبة بعد هذه الحادثة، موجة غضب شعبي واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد أن أصبحت الشاحنات القادمة من السعودية "بؤرة للوباء"، ما يثير علامات استفهام كثيرة حول ردة الفعل الحكومية في الأردن، مع ارتفاع أصوات المطالبين بإغلاق الحدود المشتركة بين البلدين، بعدما تسببت الإصابات المصدرة من السعودية بانتكاسة في الوضع الصحي الأردني وفق ما ذكر وزير الصحة.
إذن؛ المملكة العربية السعودية، أصبحت مُصدراً معروفاً لفيروس كورونا، كلام تؤكده تصريحات المسؤولين الأردنيين، والغريب في الأمر أنَّ أفعال الحكومة الأردنية في التعاطي مع هذه الكارثة، يتناقض مع ما نقلته مواقع إلكترونية عن لسان رئيس البلاد، الملك "عبدالله الثاني"، الذي حذر من أي أخطاء تعيد الأردن إلى الوراء.