الوقت- تجمع السعودية حلفائها اليوم لتوجيه «ضربة قاضية» إلى الشعب اليمني، وإجباره على الخضوع للشروط السلمانية (نسبة إلى الملك سلمان) بعد تركيعه. إعداد العدّة لمعركة صنعاء بات في خواتيمه، الأمر الذي سينعكس ليس على اليمن فحسب، إنما على المنطقة بأسرها، فلو نجحت السعودية في إجتياح صنعاء، يعني أنها نجحت في تثبيت الحكم السعودي لعدّة سنوات قادمة، إلا أن أي فشل أو تأخر في المعركة، أو بالأحرى أي نجاح للشعب اليمني في صد «المعتدي العربي»، فهذا يعني بداية النهاية، ليس لحكم آل سعودي فحسب، إنما للعديد من الأنظمة الخليجية.
مراجعة العدوان السعودي منذ بدايته وحتى يومنا هذا، تعيدني أكثر من 1380 عاماً إلى الوراء، وبالتحديد إلى عام 610 للميلاد، بعثة نبي الرحمة محمد (ص) حيث حاولت قريش وبشتى الوسائل، منع نبي الرحمة محمد (ص) من نشر تعاليم الدين الحنيف، فبدأوا بإغرائه ومن ثم لجؤوا بعد ذلك إلى تشويه صورته قصد إبعاد الناس عنه، إلا أنهم لما رؤوا أن هذه الأساليب لم تجد نفعاً في إحباط الدعوة الإسلامية، قرروا القيام بتعذيب المسلمين. فأخذ كل رئيس يعذب من دان من قبيلته بالإسلام، وتصدوا لمن يدخل الإسلام بالتعذيب والضرب والجلد والكي. حتى وصل الأمر إلى إيذاء النبي الأكرم (ص) نفسه وضربوه ورجموه بالحجارة في مرات عديدة ووضعوا الشوك في طريقه. لم تنجح كل محاولات قريش في منع إنتشار الإسلام، عندها اتفق زعماء قريش على مقاطعة بني هاشم وبني المطلب ابني عبد مناف فـ"لا يبايعوهم ولا يناكحوهم ولا يكلموهم ولا يجالسوهم حتى يسلموا إليهم محمد"، وكتبوا بذلك صحيفة وعلقوها في سقف الكعبة. فانحاز إلى الشعب بنو هاشم وبنو المطلب مسلمين كانوا أو غير مسلمين إلا أبا لهب فإنه ظاهر قريش، واستمرت المقاطعة قرابة ثلاث سنوات فلم يقربهم أحد في الشعب.
بعدها، وبالتحديد في العام 622 للميلاد، علمت قريش التي رأت في دعوة محمد(ص)
تهديداً بزوال سلطتهم، علمت بتأييد أهل المدينة لرسول الله، فسرعان ما اتفقوا مع
القبائل الأخرى بأن ترسل كل قبيلة أحد فتيانها الأقوياء الأشداء لقتل الرسول
لتتحمل كل القبائل دمه وبذلك يتفرق دم نبي الرحمة على القبائل.
مؤامرة قريش الجديدة
ربّما أطلت عليكم في سرد هذه القصة التي تعلمونها جميعاً، إلا أننا نرى هذا التاريخ يعيد نفسه اليوم، فما حصل مع الأجداد يحصل مع الأبناء، فالسعودية تقوم بدور قريش في إيذاء أحفاد آل الرسول(ص)، الذين وصفهم النبي بـ"أهل الإيمان والحكمة"، في حين يقبع "أبو لهب" هذا العصر، أي الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي عند قريش العصر أي آل سعود.
عندما أقول أن التاريخ يعيد نفسه، فإنني أعني حرفياً ما أقول، فقريش العصر حاولت الوقوف أمام ثورة الشعب اليمني، وعمدوا إلى تشويه صورة هذا الشعب بشتى الوسائل سواء عبر المبادرة الخليجية أو إثارة الفتنة بين القبائل اليمنية. إلا أنهم لما رؤوا أن هذه الأساليب لم تجد نفعاً، لجؤوا إلى العدوان تماماً كما فعلت قريش مع النبي الأكرم(ص). لم تنجح كل محاولات قريش العصر في الوقوف امام طموح الشعب اليمني، فإتفقت مع العديد من زعماء القبائل (الدول) على محاصرة هذا الشعب في شعبه.
يبدو أن فشل السعودية بعد مرور حوالي الـ6 أشهر على العدوان، أجبرهم على إعادة المؤامرة المشؤومة عبر الحشد لمعركة صنعاء، وقد إتفقوا اليوم مع العديد من القبائل (الدول) الأخرى، بأن ترسل كل قبيلة (دولة) أحد فتيانها (جنودها) لقتل الشعب اليمني، لتتحمل كل القبائل (الدول) دمه وبذلك يتفرق دم أبناء الرسول على القبائل (الدول).
لو سألنا قريش عن السبب، فسيتعللون، كما تعلّلت اليهود، فهم الذين قالو " لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ(مكة والطائف) عَظِيمٍ"، واليوم السعودية تجيب كذلك، فهي تريد أن يبقى اليمن في فنائها الخلفي، ولكن التاريخ يعيد نفسه.
لم تنجح مؤامرة قريش في قتل النبي(ص)، وقد أخبره الله في الآية 30 من سورة الأنفال "وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ"، فهل ستنجح مؤامرة قريش العصر، لا ندري، ولكننا اليوم وبعد حوالي 1400 عام نعيش بعزّة الإسلام، ولكن قريش...