الوقت- أصدر مركز الشرق الأوسط مؤخراً تقريراً عن الهجمات التي نفّذتها طائرات من دون طيار مجهولة الهوية على مقرات تابعة لقوات الحشد الشعبي في العراق وكشفت أيضاً جميع الأيادي الخفيّة التي قدّمت الدعم الكافي لتلك الطائرات.
وحول هذا السياق، ذكر التقرير نقلاً عن بعض مصادر مخابرات الحكومة العراقية، أن بعض الغارات الجوية التي نفّذها عدد من الطائرات من دون طيار مجهولة الهوية على عدد من المقرات التابعة لقوات الحشد الشعبي العراقية، قد انطلقت من مناطق شرق سوريا ومن المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية الكردية وقوات التحالف الأمريكية.
وأشار هذا التقرير بأن تلك الهجمات الغادرة استهدفت على وجه التحديد خمس مقرات وهي كالنحو التالي:
قاعدة الشهداء قرب منطقة "آمرلي"
قاعدة أبو منتظر الحمداوي (معسكر أشرف السابق)
قاعدة "بلد" الجوية
قاعدة الصقر قرب بغداد
قاعدة القائم الحدودية على الحدود السورية
قاعدة "الصقر" في بغداد بعد الضربة الجوية
وفي السياق ذاته، كشف ذلك التقرير بأن العديد من المصادر العراقية ذكرت في وقت سابق أن الهجمات نفذتها الطائرات من دون طيار خلال الفترة الماضية على مواقع تابعة لقوات الحشد الشعبي العراقية انطلقت من قواعد عسكرية موجودة في شرق سوريا وبدعم مباشر من السعودية.
كما لفتت تلك المصادر العراقية إلى أنه الحكومة العراقية أعلنت في وقت سابق بأنه لديها الكثير من المعلومات التي تفيد بوجود تعاون أمريكي إسرائيلي لنقل بعض الطائرات من دون طيار من دولة أذربيجان إلى العراق لتنفيذ تلك الهجمات الغادرة على مقرات الحشد الشعبي العراقية.
والنقطة الرئيسة في هذا التقرير تدور حول مكان انطلاق تلك الهجمات، حيث كشف هذا التقرير بأن تلك الهجمات التي نفذتها الطائرات من دون طيار على مقرات الحشد الشعبي العراقية انطلقت من مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية الكردية والتي لا تفصلها مسافة طويلة عن الأراضي الإسرائيلية. في الواقع، نظراً لأن الطائرات الإسرائيلية من دون طيار غير قادرة على القيام بعمليات مباشرة من قواعد على أراضي هذا الكيان الغاصب ضد أهداف في العراق لبعد المسافة، فلقد قام بالتعاون مع النظام السعودي لتنفيذ هذه الهجمات من قواعد أمريكية موجودة في مناطق شرق سوريا.
صورة من الأقمار الصناعية لمقر قيادة قوات الحشد الشعبي العراقية في قاعدة "بلد" الجوية
دور السعوديين في شنّ هجمات بطائرات من دون طيار ضد مقرات قوات الحشد الشعبي العراقية
لقد حددت التصريحات الرسمية للمسؤولين العراقيين السبب الرئيس للهجمات وقالت بأن تلك الهجمات بالطائرات من دون طيار نفّذتها قوات إسرائيلية وبمساعدة من القوات الأمريكية المتمركزة في المناطق الشمالية من سوريا، ولفتت تلك التصريحات الرسمية العراقية إلى أن دور السعودية لم يكن غائباً في تلك الهجمات.
وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن "ثامر السبهان"، السفير السعودي السابق في العراق والمقرّب من ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، قام في يونيو من هذا العام برحلة إلى مناطق الفرات الشرقية ومقرات قوات سوريا الديمقراطية الكردية.
وخلال تلك الرحلة، التقى "السبهان" بقادة قوات سوريا الديمقراطية الكردية وببعض القادة الأمريكيين لرسم الخطوط العريضة لتلك الهجمات الغادرة.
وفي ذلك الوقت قامت القوات الإسرائيلية بإرسال عدد من الطائرات من دون طيار العسكرية إلى قواعد العمليات العسكرية الأمريكية الواقعة في شرق سوريا.
وذكرت المصادر أن "السبهان" التقى ممثلين عن عشائر عربية ومسؤولين في المجلس المدني لدير الزور وقياديين في "قوات سوريا الديمقراطية" التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية، وذلك في القاعدة الأمريكية داخل حقل "العمر" النفطي بريف دير الزور، حيث حضر اللقاء جويل رابيون نائب وزير الخارجية الأمريكي والسفير "وليام روبياك".
ومن جانب آخر، أعرب الممثل السياسي لتجمع أحرار الشرقية التابع للمعارضة السورية "زياد الخلف" إن "السبهان" جاء لينقذ حلفاءه في سوريا الممثلين بقوات سوريا الديمقراطية بعد موجة المظاهرات التي شهدتها مناطق سيطرتها في ريف دير الزور.
وأضاف "الخلف" إن المسؤول السعودي قدم مبالغ مالية إلى ممثلين عن العشائر في المنطقة، لإقناعهم بدعم نفوذ "قوات سوريا الديمقراطية".
وفي هذا الصدد، ذكرت العديد من المصادر الميدانية العراقية بأن الهجمات على مقرات قوات الحشد الشعبي العراقية بدأت في شهر يوليو الماضي، وكان آخرها الهجوم الذي نفذته الطائرات من دون طيار الإسرائيلية على مقر قوات الحشد الشعبي العراقي في منطقة القائم، والتي أسفرت إلى استشهاد "كاظم علي محسن"، المعروف باسم "أبو علي الدربي"، قائد هذا المقر العسكري.
منطقة الانطلاق المحتملة للطائرات من دون طيار التي نفّذت هجمات على مقرات الحشد الشعبي العراقية
تعدّ مناطق الفرات الشرقية موطناً للميليشيات الكردية وعدد كبير من القواعد الأمريكية ومن بين هذه القواعد الصغيرة والكبيرة، كان لدى عدد منها غطاء خاص من الأقمار الصناعية والتي ربما انطلقت منها الطائرات من دون طيار الإسرائيلية.
قاعدة تل "بيدر" ومدرج الطيران الخاص بها
ومن بين هذه القواعد، يمكن الاشارة إلى قاعدة الهكو، وتال "بيدر"، وجبل الغول، وهيمو، والتي لديها مدارج لانطلاق الطائرات ولهذا يمكن القول إنه ربما انطلقت الطائرات من دون طيار الإسرائيلية من إحدى هذه القواعد.