الوقت- لايختلف اثنان على ان محاولة اي دولة او كيان للحصول على السلاح النووي تخفي ورائها اهداف ومآرب معينة، وفيما يتعلق بالكيان الاسرائيلي فإن هذه الاهداف والمآرب تضاف الى الطبيعة العدوانية لهذا الكيان المصطنع الذي يفتقد حتى لمبررات وجوده في هذه المنطقة.
ويعتقد الخبراء ان المآرب الاسرائيلية من الحصول على السلاح النووي تتلخص في التالي:
الاهداف الأمنية
ان اهم اسباب سعي الكيان الاسرائيلي لانتاج السلاح النووي هو شعور هذا الكيان بفقدان الأمن لأنه كيان غير شرعي يخشى الدول المجاورة له كما ان هذا الكيان ينظر بعين الشك والريبة حتى لحماته الدوليين ولذلك يرى ان بقائه رهن بالحصول على كافة انواع الاسلحة المدمرة وابرزها السلاح النووي.
وقد خاض الكيان الاسرائيلي ست حروب كبيرة مع الدول المجاورة له منذ بدء انشاء هذا الكيان وقد تعرض لقصف صاروخي عراقي في عام 1991 كما تحطمت اسطورته في حرب تموز في عام 2006 ولهذا يلجأ هذا الكيان الى السلاح النووي لحفظ بقائه.
الاهداف العسكرية
رغم ان حيازة السلاح النووي يهدف الى ردع الاعداء المحتملين لكن يجب علينا ايضا ان نأخذ بعين الاعتبار القدرات الحربية لهذه الاسلحة، ان الكيان الاسرائيلي ضعيف من حيث عدد السكان والمساحة الجغرافية ولذلك يريد التعويض عن هذا الضعف بالسلاح النووي وهذا ما يعلنه مسؤولو هذا الكيان جهارا حيث يقول مرشه آرنز "ان ما يقرر مصير القوى الحاكمة في الشرق الاوسط هو القوة والسلاح ولا اهمية لرأي الشعوب"، وهكذا يمكن القول ان أمن هذا الكيان رهن بالاستراتيجية العسكرية المرتكزة على القوة النووية.
الدوافع الاستراتيجية
يفتقد الكيان الاسرائيلي الى العمق الاستراتيجي فهو شريط ساحلي ويقع 80 بالمئة من بناه التحتية الاقتصادية في ثلاث مدن هي القدس وحيفا وتل ابيب وهذا ضعف استراتيجي لم يعوض عنه حتى احتلال اراضي باقي الدول العربية وقد دك هذا الكيان بصواريخ سكود من قبل العراق وصواريخ حزب الله وصواريخ الفصائل الفلسطينية ويبرر قادة هذا الكيان حيازة السلاح النووي بوجود هذا الضعف في العمق الاستراتيجي حيث تقوم العقيدة العسكرية الاسرائيلية على الرد بقوة بالاسلحة النووية على اي هجوم شامل على الكيان فالجيش الاسرائيلي يخشى خوض حرب استنزاف طويلة الامد وقد اثبت انه عاجز عن خوض حرب تدوم اكثر من 20 يوما ويريد حسم النتيجة في اقصر فترة زمنية ممكنة لصالحه فلذلك يعتبر السلاح النووي هاما جدا لهذا الكيان.
الدوافع السياسية
يحاول الكيان الاسرائيلي دوما ان يكون اقوى من باقي دول المنطقة من الناحية العسكرية وهو يحظى بدعم غربي وامريكي ويعتبر الكيان الاسرائيلي انه بحاجة للسلاح النووي لفرض سياساته وسطوته على باقي دول المنطقة، ويعتقد قادة هذا الكيان ان الحصول على السلاح النووي سينهي عزلتهم ويعزز مكانتهم بين دول المنطقة.
تبعات امتلاك الكيان الاسرائيلي للسلاح النووي
ان الكيان الاسرائيلي متطور من الناحية العسكرية وان المجتمع الاسرائيلي يشهد العسكرة في كافة المجالات ولذلك يعمد هذا الكيان الى تحقيق اهدافه عبر استخدام القوة العسكرية أو التهديد بها، ويعتبر هذا الكيان الجهة الوحيدة في المنطقة التي تستطيع نشر واستخدام اسلحتها النووية بسرعة عبر منظوماتها الصاروخية وطائراتها الحربية وغواصاتها.
ولم ينضم الكيان الاسرائيلي الذي يحظى بالدعم الامريكي الى معاهدة حظر الانتشار النووي الذي ابرم في عام 1968 ورحبت به 189 دولة وقد قبلت امريكا بعدم الضغط على الكيان الاسرائيلي للانضمام الى هذه المعاهدة مقابل بقاء البرنامج النووي الاسرائيلي سريا، وبذلك اصبح الكيان الاسرائيلي من اكبر القوى النووية في العالم وهو يحظى بالفيتو الامريكي الذي يحميه من اي محاولة من قبل الدول العربية والاسلامية وباقي دول العالم للكشف عن برنامجه النووي ووضعه تحت الاشراف والمراقبة الدولية.
ويمتلك الكيان الاسرائيلي نحو 200 رأس نووي الآن وهو ينتهج سياسة الغموض ازاء ترسانته النووية ويمتنع عن الانضمام للمعاهدات الدولية لكي لاتخضع منشآته النووية لعمليات المراقبة والتفتيش لكن هذا الغموض هو لحرف الرأي العام فقط لأن جميع الاطراف الدولية تعلم بقدرات الكيان الاسرائيلي في استخدام الاسلحة النووية وهذا ما يحتم على كافة دول المنطقة والاطراف الدولية ان تزيد من ضغوطها على هذا الكيان لإجباره على الانضمام لمعاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية.