الوقت- نشرت شبكة الأخبار الألمانية "NTV" على موقعها الالكتروني تقريراً يُفيد بأن إحدى الدراسات البحثية أثبتت بأن أمريكا تمتلك في وقتنا الحالي فائضاً تجارياً ضخماً، ولفتت هذه الشبكة الإخبارية إلى أن هذه الدراسة تدحض جميع مزاعم الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" فيما يخص ادعاءه بأن بلاده تعاني عجزاً في الميزانية التجارية.
وحول هذا السياق، أعرب مراسل هذه الشبكة الإخبارية "ماكس بورفسكي"، قائلاً: "إن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" يهدد بشنّ حرب تجارية على بعض دول العالم، وذلك يرجع إلى زعمه بأن شركاء أمريكا التجاريين مثل الصين وألمانيا يحاولون فرض قيود اقتصادية شديدة عليها"، ولفت "بورفسكي" إلى أن أحد المحللين الماليين العاملين في البنك الألماني "دويتشه بنك" نشر تقريراً مالياً يدحض جميع مزاعم الرئيس "ترامب" تلك، وأضاف "بورفسكي" بأن الرئيس "ترامب" صرّح في عدد من خطاباته بأن الصين قامت بأكبر عملية سرقة في التاريخ، وإن العجز الذي وصل إلى أكثر من 500 مليار دولار يرجع سببه إلى التعاملات التجارية التي كانت قائمة بين واشنطن وبكين خلال الفترة السابقة، ووفقاً لهذا الاستنتاج الذي توصل إليه "ترامب"، فإن أمريكا خسرت مليارات الدولارات بسبب تعاملاتها التجارية مع الصين وبعض الدول الأخرى ولاسيما الدول الأوروبية ولكن وجهة النظر هذه تم التشكيك فيها بشكل كبير، خاصة بعد قيام ألمانيا بعمل دراسة بحثية على عددِ من بنوكها.
وبالاستناد إلى النتائج التي توصل إليها "تشانغ تشيف" المحلل المالي الألماني العامل في "دويشته بنك"، نشرت شبكة الأخبار الاقتصادية "بلومبرغ" تقريراً قالت فيه، إن أمريكا لديها فائض تجاري سنوي ضخم نتيجة للصفقات التجارية التي أبرمتها مع الدول الأخرى في العالم، ووفقاً لما صرّح به "تشيف"، فإن الميزان التجاري العادي للدول لا علاقة له بالعلاقات الاقتصادية الدولية والعامل الحاسم الذي يعمل على تقييم الميزان التجاري لأمريكا، هو ميزان دخل الشركات الأمريكية التي تعقد صفقات تجارية مع دول أخرى، ولقد توصل هذا المحلل المصرفي الألماني إلى أن الشركات الأمريكية باعت بضائع لأمريكا أكثر مما باعته لبقية دول العالم على مدى العقد الماضي.
ولقد أشار هذا الاقتصادي الألماني في دراسته التي تعمل على تقييم الوضع الاقتصادي في أمريكا إلى الأرباح غير العادية التي كسبتها شركات صناعة السيارات الأمريكية مثل "جنرال موتورز"، وشركة "أبل" المصنعة للهواتف المحمولة في السوق الصينية، حيث قال: "إن المستهلكين الصينيين يشترون هواتف "الآيفون" وسيارات "جنرال موتورز" أكثر من المواطنين الأمريكيين"، ولفت إلى أن هذه السيارات والهواتف المحمولة لا يتم إدراجها ضمن ميزانية الصادرات الأمريكية، وهذا يرجع إلى أن جزءاً كبيراً من هذه البضائع يتم تصنيعها من قبل الشركات التي تنتمي إلى مجموعة من الشركات الأمريكية الكبيرة الموجودة في الصين، ولكن الحقيقة هي أن هذه المنتجات أمريكية وذلك لأن أرباح هذه الصفقات سوف تتدفق في نهاية المطاف إلى جيوب الشركات الأمريكية.
وتؤكد الدراسة المالية التي قام بها المحلل الاقتصادي "تشانغ"، بأنه لم يحدث عجز في ميزانية أمريكا بسبب تعاملاتها التجارية مع الصين، بل على العكس من ذلك فإن أمريكا لديها فائض مالي يقدر بقيمة 30 مليار دولار ولقد أثبتت العديد من الدراسات بأن أمريكا ربحت خلال السنوات الأخيرة مليارات الدولارات، ومن المرجح أن تستمر واشنطن في كسب الكثير من الأموال إذا ما تراجع الرئيس "ترامب" عن استفزازاته بشنّ حرب تجارية على الصين والعمل على بناء علاقات اقتصادية ثنائية بين البلدين، وذلك لأن تزايد الرفاهية عند الطبقة الصينية الوسطى سوف يتطلب شراء واستخدام المنتجات التي تنتجها شركات مثل "جنرال موتورز" و"أبل".
ووفقاً لتقديرات "تشانغ" أيضاً فإن تجارة أمريكا مع العديد من الدول الأخرى، مثل المكسيك وكندا، لم تُسبب أي عجز للاقتصاد الأمريكي، بل على العكس من ذلك جلبت لواشنطن الكثير من الأرباح وذلك لأن الشركاء التجاريين الذين يبيعون الكثير من منتجاتهم لأمريكا هم في الأصل شركات أمريكية تعمل خارج أمريكا، ونظراً لكل هذه النتائج التي توصل إليها "تشانغ تشيف"، فهل سيقتنع الرئيس "ترامب" ومستشاروه بهذه النتائج أم لا؟.
إن النتائج التي توصل إليها هذا المحلل المالي، تعكس صورة حقيقية عن المكاسب المالية التي تحصل عليها الشركات الأمريكية، وتدحض جميع مزاعم الرئيس "ترامب" بأن هناك دول تقوم بسرقة مليارات الدولارات من أمريكا.