الوقت - منذ إنتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 بقيادة الامام الخميني (رض)، جعلت هذه الثورة من القضية الفلسطينية محورا أساسيا في جميع سياساتها الداخلية والخارجية، حیث لم تمض إلا فترة قصيرة حتی أعلنت إيران يوما عالميا للقدس للدفاع عن هذه المدينة المقدسة، جاء ذلك تقریبا تزامنا مع إغلاق سفارة الكيان الإسرائيلي في طهران وإعطائها للشعب الفلسطيني. ومنذ ذلك الحين حتی الیوم صارت إيران تحيي في كل جمعة اخيرة من شهر رمضان يوم القدس العالمي دفاعا عن حقوق الشعب الفلسطيني والمسجد الاقصی الذي قام الكيان الإسرائيلي بإحتلاله.
وبعد ذلك التاریخ بفترة وجیزة أصبح يوم القدس العالمي، يوما تحتفل به العديد من الدول الإسلامية مع جميع أحرار العالم، وخلال المظاهرات التي تجري في هذا الیوم، يؤكد الملايين من المسلمين علی عودة القدس والاقصی للعالم الإسلامي وإنتهاء الاحتلال الإسرائيلي لهذه الاماكن المقدسة. ونظرا لأهمية هذه المناسبة، اجری موقع «الوقت» حوارا خاصا مع د.محمود الزهار القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أكد خلاله علی استمرار الشعب الفلسطيني نضاله حتی عودة فلسطين كاملة لأهلها.
موجز الحوار:
الوقت- أكد د. «محمود الزهار» القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن عودة فلسطين لأهلها وإنتهاء الإحتلال الإسرائيلي هي "حقيقة قرآنية" لاشك فيها، مشدداً على أن يوم القدس العالمي يأتي ليذكر الناس الذين غفلوا هذه الحقيقة.
وصرح الزهار في حديث خاص لموقع «الوقت» الإخباري علی أعتاب ذكری يوم القدس العالمي الذي أعلنه الإمام الخميني (رض) دفاعا عن الشعب الفلسطيني ومدينة القدس المحتلة، أن الکيان الإسرائيلي أخرج الشعب الفلسطيني عبر ممارسة الظلم والإضطهاد من أرضه وبالتالي يصبح لزاما علینا إخراج المحتلين من أرضنا التي قاموا بإحتلالها.
وفيما يلي نص الحوار الكامل الذي أجراه موقع «الوقت» مع الـ د. محمود الزهار:
الوقت: ما هي أهمية يوم القدس العالمي وماذا یجب علی الشعوب الإسلامية القيام به في هذا الیوم من أجل نصرة الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامیة؟
الزهار: اولا يجب أن نعرف أنه في كل الامم الأصيلة توجد ثوابت أربعة لاتتغير بزمان ولابمكان هذه الثوابت هي أن الإنسان هو القيمة العلیا الذي من أجله خلق الله تبارك وتعالی الارض بشهادته عندما قال «هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا»، إذاً الانسان وحق الانسان في القدس الیوم ينتهك. هذه النقطة الاولی، النقطة الثانية هي الارض، الله تبارك وتعالی علمنا كيف ندافع عن الارض وعلمنا كيف نفعل في المجرمين، حین قال عزوجل « وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ»، إذاً هم اخرجونا من القدس ويصبح لزاما علینا (قتالهم) وهنا ياتي يوم القدس العالمي ليؤكد علی هذه المعاني أن لابد من إخراجهم من الارض التي اخرجونا منها، والقدس هي أرض لم يسبقها في الشرف إلا الحرمان مكة والمدينة، وبالتالي هذا المسجد الإسلامي الذي الآن يدنس، الحديث عن القدس يعني الحديث عن المسجد الاقصی وبالتالي الثابت الثالث تم تدميره وتم اختراقه. الثابت الرابع هو عقيدة الأمة فعقيدة الأمة تأمرنا أن نصلي في المساجد وأن نعمر مساجد الله وعندما تضيع القدس والاقصی يصبح يوم القدس ويوم الاقصی أداة لتذكير الناس الذين غفلوا وبالتالي نری أن يوم القدس العالمي يجب أن يتحول الی كل يوم وهنا تاتي هذه الذكری لتجدد أن دم الانسان وماله وعرضه وعقيدته وارضه ومقدساته في فلسطین يجب أن تبقی حاضرة، وفي الواقع إن يوم القدس هو الذي يستحضر كل هذه القضایا في كل عام، علما باننا في غزة والضفة وفي فلسطين المحتلة نعيش هذه الازمة يوميا.
الوقت: نظرا لهذه الأهمية التي یحملها یوم القدس العالمي تجاه مدينة القدس والمسجد الاقصی، لماذا لانری حضورا واسعا في بعض الدول الإسلامية في مراسم هذا الیوم؟
الزهار: في الحقيقة يمكن حصر السبب في الآتي، النقطة الاولی أن هذه الدول الإسلامية ليست إسلامية النظام، يعني الانظمة فيها إن لم تكن تحارب الإسلام فهي لاتعتمده وأنظر الی كل ما حولنا في كل العالم الإسلامي الذي يشكل اثنين مليار نسمة من حوالي سبعة مليار. هي اسمها في الظاهر دول إسلامية لكن في الواقع ليس لها علاقة بتطبيق الشريعة الإسلامية تجاه مدینة القدس والمسجد الاقصی. والسبب الثاني أن النظام الدولي یحارب الإسلام وبالتالي یحارب كل ما له علاقة بالاسلام وبالقدس والأقصی. النقطة الثالثة أن هنالك دولاً تتعاون مع العدو الإسرائيلي وتعتبر القدس أرضاً إسرائيلية لذلك أنت أمام حالة انحراف كبيرة، انحراف تاريخي وشاذ عن حقيقة وتاريخ هذه الأمة وحضارتها ودورها ولذلك من الصعب أن تقنع الناس بغير ما يقتنعون به، البعض من هؤلاء يعتبرون الإسلام الیوم إرهاباً، إذاً كيف يمكن أن يتعاون هؤلاء مع الذين يريدون أن يحيوا ذكری يوم القدس العالمي.
الوقت: هل باعتقادك بإمكان الكيان الإسرائيلي أن يخرج القضية الفلسطينية والقدس من عقول وقلوب الشعوب الإسلامية أم أنه سيفشل وستعود فلسطين لأهلها؟
الزهار: عودة فلسطين لأهلها هي حقيقة قرآنية. لأن الله سبحانه وتعالی يقول «وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ »، وبالتالي هذه ليست قضية جدلية. النقطة الثانية أن فلسطین الآن منذ حوالي 67 سنة من عام 1948 وهي تحت الاحتلال، إذا نظرت الی الحالة منذ 48 حتی الیوم تجد أن شعلة القدس مضاءة في الكثير من نقاط العالم ومن قبل الملايين من البشر، وأكثر الناس علی خط المواجهة الذين هم نحن كفلسطينيين ونحن بالذات في حماس إستطعنا أن نضرب نظرية الأمن التي بني علیها هذا الإحتلال في معركة «حجارة السجيل»، فبالتالي الإشارات واضحة والدلالات كبيرة وعميقة وإنتشار الإسلام وإيمان الناس بالإسلام لاينسيهم سورة الإسراء وبالتالي أنا أؤكد إن شاء الله سنصلي في المسجد الاقصی. هذه القضايا محسومة، في ظلم وقع علی الشعب الفلسطيني وعلی الشارع العربي والشارع المسلم وعلی الشارع الفلسطيني بالذات، هذا الظلم الله تكفل به عندما قال «وَتِلْكَ الْقُرَی أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا » ولما تسألني متی؟، أقول لك الله تبارك وتعالی هو الذي يملك الموعد لأنه يقول « وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا» فهو الذي جعل هذا الموعد والذي سيهييء له الأسباب ونسأل الله تبارك وتعالی أن نكون نحن وإياكم ضمن هذه الأسباب التي تؤدي الی زوال كیان الإحتلال.