الوقت- وفقاً للتطورات والأحداث المُحتملة التي قد تحدث في الأيام المقبلة، كتبت مجلة "تاغس شبيغل" الألمانية عن المخاطر التي على الكيان الإسرائيلي انتظارها في المستقبل، وقالت المجلة "تسود إسرائيل هذه الأيام ظروف غريبة ومريبة، فمن ناحية تسير الأمور كما هو الحال دائماً، فقد احتفلت "إسرائيل" قبل بضعة أيام بالذكرى السبعين لتأسيسها وأرسلت رسالة من خلال ذلك أن إسرائيل قوية، ولكن من ناحية أخرى، يبدو أن إسرائيل متوترة للغاية وتشعر بالقلق في هذه الأيام وتخشى الكثير من الأمور، وفي الأيام القادمة، من المحتمل أن تضرب إسرائيل عواصف على عدة أصعدة ومستويات تجعلها معرّضة للمخاطر.
هناك الكثير من الجدل حول ازدياد العنف ضد هذا الكيان ومن المحتمل أن يكون شهر مايو متفجراً لـ "إسرائيل"، كما يعتبر البعض الأيام القادمة أياماً حاسمة لتقرير مصير هذا الكيان، أي بعبارة أخرى يمكن القول إن مخاوف اندلاع الحرب تتزايد يوماً بعد يوم، كما تلعب إيران دوراً مركزياً ومهماً في العديد من سيناريوهات المواجهة، إذ ان إحدى القضايا ذات الأهمية الخاصة هي قضية الاتفاق النووي مع إيران، ليعود التركيز مرة أخرى حول ما إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيلتزم بهذا الاتفاق أم سيستأنف العقوبات ضد إيران مرة أخرى؟ بحلول يوم 12 مايو، سيتوجب على رئيس أمريكا اتخاذ قرار بهذا الشأن، ويعتبر ترامب، كما كان من قبل، هذه الاتفاقية بمثابة أسوأ اتفاق على مرّ العصور.
ويرى الكثيرون أن أمريكا سوف تنسحب من هذا الاتفاق، من جانبها هددت إيران بإعادة تفعيل برنامجها النووي على نطاق واسع إذا انسحبت أمريكا من الاتفاق، وهذا ما تعتبره إسرائيل تهديداً لأمن هذا الكيان، في حين ما زالت القيادة في طهران تهدد مراراً وتكراراً بإبادة "إسرائيل"، كما تأخذ "إسرائيل" مثل هذه التهديدات على محمل الجد.
ومن المستبعد جداً حدوث مواجهة مباشرة بين "إسرائيل" وإيران ويبدو الأمر غير محتمل، ومن المرجح أن تتكثف هذه المواجهات في حرب صغيرة أخرى في سوريا، وستكتسب جمهورية إيران الإسلامية المزيد من النفوذ في سوريا."
وقد أشار الكاتب إلى مخاطر أخرى تنتظر "إسرائيل" في الأيام القادمة قائلاً: إن "إسرائيل" مُعرّضة للتهديد بسبب الحدث الذي يبدو مُفرحاً لهم في الظاهر وهو نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بشكل رمزي في 14 مايو. وسيحضر هذه المراسيم وفد كبير من أمريكا، ومن المحتمل أن يقوم الرئيس دونالد ترامب بالسفر إلى الأراضي المحتلة.
من وجهة نظر قيادة الكيان الصهيوني، سيكون ذلك اليوم، يوماً تاريخياً لأن أمريكا - باعتبارها قوة عظمى - ستعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وفي الوقت نفسه، فإن الاضطرابات والفوضى ستكون بانتظار هذا الكيان.
وبالنسبة للفلسطينيين، يعتبر نقل السفارة إلى القدس المحتلة إهانة كبيرة لهم. فهم يعتبرون القدس الشرقية على الأقل عاصمة لحكومتهم المستقبلية، ومع ذلك، فإن الوضع متوتر بشكل كبير في "إسرائيل" ولا يزال الفلسطينيون يشعرون بالإهانة منذ تأسيس الحكومة الإسرائيلية في 14 مايو 1948 حتى اليوم، حيث يُعبّر الفلسطينيون عن هذه الكارثة في يوم 15 أيار / مايو ويعتبرونها يوم نكبة.
لذلك سيكون هذا اليوم حاملاً في طياته حوادث غاضبة وعصيبة بسبب الأحداث التي من المقرّر وقوعها. ستقوم المقاومة الفلسطينية حماس، باستغلال هذا التاريخ، وتحاول خلال الأيام العشرة القادمة، تصعيد حدة الاحتجاجات في قطاع غزة إلى ذروتها، كما حدثت احتجاجات خلال الأسابيع الستة الماضية في قطاع غزة سُميت بـ "مسيرة العودة" والتي قتل فيها عشرات الفلسطينيين.
وفي ذكرى يوم النكبة الفلسطينية، من المقرر أن تصل الاحتجاجات إلى ذروتها، كما أشار رئيس حركة المقاومة الفلسطينية حماس، إسماعيل هنية، إلى هذا الأمر قائلاً إننا سنعود إلى الأراضي الفلسطينية.
لذلك، في الأيام القادمة، سيكون هناك الكثير من الخطر على "إسرائيل".