الوقت- اختتم مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي الروسية الاربعاء بتأكيد جميع المشاركين على الالتزام الكامل بسيادة واستقلال وسلامة ووحدة سوريا أرضا وشعبا واقرار لجنة لاصلاح الدستور السوري الحالي.
وأكد البيان الختامي للمؤتمر على ضرورة أن تكون سوريا دولة ديمقراطية غير طائفية قائمة على المواطنة المتساوية مشددا على استقلالها ووحدتها شعبا وأرضا، كما شدد على ضرورة أن "يقرر الشعب السوري وحده مستقبل بلده بالوسائل الديمقراطية وعن طريق صناديق الاقتراع ويكون له الحق الحصري في اختيار نظامه السياسي والاقتصادي والاجتماعي دون أي ضغط أو تدخل خارجي".
واتفق المشاركون ايضا، بحسب البيان، على تأليف لجنة دستورية من ممثلين عن الحكومة وتمثيل واسع للمعارضة بغرض صياغة إصلاح دستوري يسهم في التسوية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 2254"، وان تضم هذه اللجنة خبراء وممثلين للمجتمع المدني ومستقلين وقيادات قبلية ونساء، وأن يتم اختيار أعضائها عبر العملية التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف، كذلك دعا المشاركون الأمين العام للأمم المتحدة لتكليف دي ميستورا للمساعدة في إنجاز أعمال هذه اللجنة في جنيف.
كما شدد البيان على الالتزام بمكافحة جميع أشكال الإرهاب والتعصب والتطرف والطائفية ومعالجة أسباب انتشارها، كما أكد على احترام حقوق الإنسان والحريات العامة ومساواة الجميع بغض النظر عن الدين والعرق والجنس والهوية.
وأكد البيان الختامي على أن تلتزم الدولة الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي والتنمية مع التمثيل العادل على مستوى الإدارة، بالإضافة إلى بناء جيش ومؤسسات أمنية قوية وموحدة تقوم على الكفاءة وممارسة واجباتها وفقاً للدستور.
وكالة سانا السورية الرسمية أكدت أن لجنة مناقشة الدستور التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر سوتشي ستضم 150 شخصا ومهامها ستقر بأغلبية الأصوات، وتم الاتفاق على أن تكون النسبة في لجنة مناقشة الدستور الحالي ثلثين تدعمهم الحكومة وثلث للأطراف الأخرى.
والغرض من اللجنة هو مناقشة الدستور الحالي حيث تتكون اللجنة من 150 عضوا هم مندوبون لمؤتمر الحوار الوطني السوري السوري ويتم اختيار الرئيس ونائبه وأمين السر من تكوين اللجنة، ويتخذ أعضاء اللجنة القرار بالأغلبية حول ضرورة المساعدة من خلال الخبراء بطريقة تقديم المشاورات إلى أعضاء اللجنة، وتحدد اللجنة برنامج نشاطها ومدة الاجتماعات وطرق العمل كما تتخذ استنتاجات اللجنة بأغلبية ثلثي أعضائها.
وفي أول تعليق لها بعد المؤتمر، قالت وزارة الخارجية التركية إن "أهم ما صدر عن المؤتمر هو الدعوة لتشكيل لجنة دستورية وتقديم لائحة من 150 مرشحا"، وأضافت الخارجية التركية في بيان أن "الوفد التركي الذي فوض لتمثيل المجموعات المعارضة التي لم تشارك في المؤتمر، قدم لائحة من50 مرشحا بعد التشاور مع المعارضة".
من جانبه أوضح مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا في الجلسة الختامية أن اللجنة المتفق عليها ستتضمن ممثلين من وفد المعارضة المشاركة في مفاوضات جنيف برعاية الأمم المتحدة، في إشارة إلى هيئة التفاوض السورية المدعومة من قبل السعودية والتي تتخذ من الرياض مقرا لها ورفضت المشاركة في مؤتمر سوتشي.
واعتبر دي ميستورا خلال حديثه من سوتشي مع الصحفيين في نيويورك أن لجنة صياغة الدستور كما خلص إليها الإعلان ستعمل تحت إطار اتفاق جنيف، وأضاف أنه سيقدم قائمة من 45 أو 50 شخصية لتأسيس لجنة صياغة الدستور السوري.
وعلى الرغم من مقاطعة وفد الرياض إلّا أن المؤتمر الذي يعد الأول من نوعه الذي تنظمه روسيا بعد فشل مؤتمر فيينا الذي عقد قبل ايام، شارك فيه عدد بارز من وجوه المعارضة السورية من بينهم أحمد الجربا رئيس تيار الغد السوري والرئيس السابق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وهيثم مناع رئيس "يار قمح، ولؤي حسين رئيس تيار بناء الدولة السورية، بالاضافة الى منصة موسكو برئاسة قدري جميل، نائب رئيس الوزراء السوري الأسبق.
وكان مؤتمر الحوار السوري المنعقد في منتجع سوتشي الروسي تحت شعار "السلام للشعب السوري"، قد اختتم أعماله بعد يوم طويل من الجلسات المغلقة وتم الإعلان سابقا عن حضور أكثر من 1.5 ألف مشارك في المؤتمر الذي نظمته روسيا بمشاركة كل من إيران وتركيا بوصفهما دولتين ضامنتين مع روسيا، لاتفاقات أستانا بشأن وقف إطلاق النار في سوريا.