الوقت- في إطار الثورة العلمية الكبيرة التي يسعى لها العالم في مجال الطب عامة والاستنساخ بشكل خاص تم التقدم خطوة كبيرة نحو وصول العلماء لطريقة يتمكنوا فيها من استنساخ البشر، وذلك بعد نجاح التجربة الأخيرة التي قاموا فيها باستنساخ قردين بشكل كامل وناجح.
حيث تمكن فريق بحثي كبير في الصين من الاستفادة من مختبر متطور للعمل على التقنية التي سبق واستعملت في استنساخ النعجة دولّي ليتمكنوا في نهاية المطاف من استنساخ قرد من فصيلة المكاك وهو نوع نادر وقديم، وتوجت العملية بنسبة عالية من النجاح.
وفي هذا الاطار صرح العلماء معلنين أنهم أنهوا آخر حاجز أمام استنساخ البشر ويأملون بتخليص البشرية من أمراض كالزهايمر والباركنسون وغيرها من أمور بواسطة الاستنساخ.
هذا وأجاب "مو- مينغ بو" أحد أفراد الفريق البحثي في الصين في مقابلة أجريت يوم الأربعاء الماضي سئل فيها عن إحتمالية نجاح هذه العلمية فيما لو طبقت على الانسان: "نعم، قرد المكاك من الرئيسيات، والبشر من النوع نفسه، وقد تم كسر الحاجز التقني الآن".
وهذا لا بد من الاضاءة على أن القردين "تشونغ تشونغ" و "هوا هوا" من فصيلة الرئيسيات التي تشبه في بنيتها الانسان بشكل كبير، وفي عملية استنساخها اعتمد على تقنية النقل النووي أو ما يعرف بالاستنساخ العلاجي، والتي يقومون فيها بأخذ الحمض النووي من جنين ويوضع في بويضة ومن ثم يعتمد على عملية التخصيب الاصطناعي لإكمال عملية النمو بعد وضعها في رحم أم بديلة.
وقد يذكر البعض أن العملية نفسها قد استعملت عند القيام باستنساخ النعجة دوللي باستخدام خلية واحدة فقط منذ ما يقارب العشرين عاماً، هنا نشير إلى أن هذا النوع من القرود قريب جداً في بنيته من الانسان، هذا وتعد حيوانات أخرى كالأبقار والأغنام والقطط والكلاب والجرذان من الثدييات أيضاً والتي يمكن استنساخها بنفس الطريقة.
وفي المعلومات التي قدت عن القردين المستنسخين تم ذكر أن كل من تشونغ تشونغ وهوا هوا ولدوا قبل 8 و6 أسابيع على التوالي في جهاز العلوم العصبية التابع لأكاديمية العلوم الصينية. وتطلب الأمر 21 قردة بديلة، لديها 6 حالات حمل ناجحة فقط، من أجل ولادة القردة المستنسخة. وفشل زوج آخر من القردة، أنشئ من حمض نووي مأخوذ من قرد بالغ، في البقاء على قيد الحياة.
كما يقوم الباحثون على مساعدة الجينات الجديدة والمستنسخة من خلال عملية إعادة برمجتها لتتمكن من التطور بشكل طبيعي داخل الرحم الجديد الذي تزرع فيه.
وبواسطة الحمض النووي المأخوذ من آذان القردة تم التأكد من أن تشونغ تشونغ وهوا هوا، متطابقان تماما، ويُقال إنهما ينموان بشكل طبيعي. وأكد الدكتور بو رئيس الفريق البحثي أن فريقه لا ينوي استخدام هذا الأسلوب لاستنساخ البشر.
في مقابل الفرحة العارمة في الأوساط العلمية بعد هذا الانجاز الكبير هناك صوت آخر ينتقد ما حصل وفي هذا الاطار صرح الدكتور ديفيد كينغ، من مجموعة Human Genetics Alertقائلاً: "نشعر بالقلق من هذه الخطوة التي تعد نقطة انطلاق لاستنساخ البشر. وعلى الرغم من أن الأمر يبدو صعباً من الناحية التقنية، إلا أن أولئك الذين لديهم ما يكفي من الموارد المالية والطموح، يمكنهم البدء بالمحاولة الفعلية."
هذا وعلقت استاذة علم الوراثة في جامعة كينت قائلة: "التقارير الأولى لاستنساخ الرئيسيات غير البشرية، تثير سلسلة من المخاوف الأخلاقية."
هذا ويجدر الاشارة إلى أن عملية استنساخ قرد سبق وحصلت في عام 1999 وهي تعتبر أولى الرئيسيات المستنسخة ولكن طريقة استنساخها أوجدت خلافها باعتبارها استنسخت بواسطة تقنية تقسيم الجنين التي يختلف حولها العلماء إذ لا يعتبرها بعضهم عملية استنساخ فعلية.