الوقت-كتبت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية تقريرا لها حول القبض على ضابط أمريكي سابق في جهاز سي اي ايه يشتبه به بمساعدة الصين في تفكيك عمليات التجسس الامريكية وتحديد هوية المخبرين، وفقا لما ذكرته وزارة العدل الامريكية يوم الثلاثاء، حيث اعتبر هذا الانهيار الكبير لشبكات التجسس احد أكبر إخفاقات المخابرات الامريكية في السنوات الاخيرة.
وفي التفاصيل تبدأ الصحيفة تقريرها قائلة":ألقي القبض على الضابط السابق جيري تشون شينغ لي (53 سنة) حينما بدأت تفقد امريكا مخبريها في الصين، حينها واجه المحققون لغزا مستمرا كان : كيف كانت أسماء الكثير من مخبري ال سي آي أيه والكثير من أسرار الوكالة تقع في قبضة الأيدي الصينية؟"
وأضافت:"يعتقد بعض مسؤولي المخابرات أن جاسوسا داخل C.I.A. كان يسرب قائمة بالمخبرين. واعتقد آخرون أن الحكومة الصينية قد اخترقت الاتصالات السرية لـ C.I.A المستخدمة للتحدث إلى مصادر المعلومات الأجنبية.كما قال مسؤولون سابقون بالمخابرات ان شبكة التجسس الامريكية قد تكون مشلولة بسبب مزيج من الاثنين وأيضا من قبل رجال الشرطة فى الصين. وكان التحقيق المضاد للتجسس في كيفية تمكن الصينيين من اصطياد عملاء أمريكيين مصدرا للاحتكاك بين سي آي أيه و F.B.I."
وفي ذات السياق تشرح الصحيفة كيفية اعتقال الضابط السابق قائلة:" السيد لي، الذي ترك سي آي أيه في عام 2007، يعيش في هونغ كونغ، حيث تم القبض عليه فى مطار كينيدي فى نيويورك يوم الاثنين الفائت واتهم فى محكمة اتحادية فى شمال فيرجينيا بالتجسس غير القانوني على معلومات الامن القومي وكشف العملاء".
وأردفت :" ظهر لي في محكمة بروكلين الفدرالية يوم الثلاثاء حيث يحتجز هناك في انتظار نقله الى فيرجينيا وكما قال مسؤول في وزارة العدل انه ليس لديه محام."
وفي سياق متصل تجدر الاشارة الى ان لي سافر سابقا إلى الولايات المتحدة في عام 2012 للعيش مع عائلته في ولاية فرجينيا حيث قالت الصحيفة:" خلال تلك الرحلة قام عملاء الـ F.B.I بتفتيش أمتعته أثناء إقامتة بفندق في فرجينيا ووجدوا كتابين صغيرين يحتويان على ملاحظات مكتوبة بخط اليد تحتوي على معلومات سرية. وفي وقت لاحق عاد الى هونج كونج بعد استجوابه من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي."
ومن غير الواضح لماذا قرر ضابط المخابرات الامريكي السابق لي المخاطرة بالقبض عليه لدى وصوله إلى الولايات المتحدة هذا الشهر؟
وتكمل الصحيفة تقريرها قائلة:" وجدت المخابرات الامريكية السيد لي قد كتب تفاصيل حول الاجتماعات بين C.I.A. والمخبرين والعاملين السريين، فضلا عن أسماءهم الحقيقية وأرقام هواتفهم، وفقا لأوراق المحكمة. وقال المدعون إن الكتابات التي وجدت في كتبه تعكس نفس المعلومات الواردة في التقارير المصنفة التي كتبها السيد لي أثناء وجوده في الوكالة."
سي أي إيه رفضت التعليق على اعتقالها لضابطها السابق
وفي ذات السياق أشارت الصحيفة الى سيرته الذاتية بقولها:" وبالعودة لوثائق المحكمة، خدم السيد لي في الجيش الامريكي من 1982 إلى 1986 وانضم إلى C.I.A. في عام 1994 كضابط قضائي. وقال مسؤولون سابقون بالوكالة انه خدم ايضا في الصين خلال مسيرته. "
كما قال المدعون العامون إن كلا من السيد ليو وعائلته عادوا إلى الولايات المتحدة في عام 2012، حيث التقى الاخير مع زملائه السابقين في الـ "سي أي إيه" وغيرهم من الموظفين الحكوميين.
وفي الوقت الذي بدأت فيه وكالة المخابرات الامريكية تفقد عملاءها في الصين، لم يكن واضحا في البداية أن خسائر عملائهم تزداد، ولكن مع ظهور حالات الاختفاء، أدرك مجتمع الاستخبارات الأمريكي في نهاية المطاف أن لديه مشكلة كبيرة في جسمه المخابراتي الهش.
وتشير الصحيفة الى "ان القضية أحبطت مسؤولي مكافحة التجسس في جهاز الـ "سي أي إيه" حيث سعت تلك الاجهزة جاهدة إلى تحديد كيفية تعطيل الصينيين لعملياتهم في البلاد ولم تأتي بنتيحة."
وتتساءل الصحيفة لماذا لم يقبض مكتب التحقيقات الفيدرالي على السيد لي بعد العثور على المعلومات المدونة في دفاتره؟ لا تزال الاسباب غير واضحة.
خلاصة؛ وبحسب ما ذكرت الصحيفة ان جهاز المخابرات الامريكي جهاز فاشل بامتياز، والدليل الكبير على هشاشته التطفل الامريكي الكبير الذي كسرته الصين باختراق أجهزته الامنية التي لطالما تباهت به في العالم.