الوقت-"اذا أردت أن تدمر مجتمعا أتشر بداخله الفساد". مقولة حاول الكيان الصهيوني الاعتماد عليها بخباثته ضد الفلسطينيين. فالكيان الذي نهش الفساد جسمه الداخلي وتغلغل به منذ اليوم الاول من تأسيسه لا ينفك بمحاولاته المستمرة التي تسعى الى نقل هذه الافة الى المجتمع الفلسطيني بغية تفتيته والاستيلاء على الاراضي الفلسطينية واغتصابها من أهلها مستخدما الاداة الاخبث أي اداة الجنس والمخدرات.
ومنذ النشأة الغير شرعية للكيان الصهيوني الغاصب، وهو يعمل جاهدا على تفتيت المجتمع الفلسطيني، فبعد قرار ترامب الاخير بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، يحاول الاخير بشتى الوسائل تعزيز نشر الفساد الاخلاقي في المجتمع الفلسطيني ليضعف البنية الدينية المحافظة الى حد ما وينشر الاستيطان عبر انهاكها بنشر الفساد الاخلاقي مستخدما اداة الجنس والمخدرات.
الجنس
يعمد الاسرائيليين على استخدام اداة الجنس في الاستيلاء على الاراضي الفلسطينية حيث كشفت صحيفة هآرتس العبرية، عن صفقات بيع عقارات فلسطينية في القدس المحتلة بهدف تسهيل استيلاء المستوطنين عليها.
وكشف الكاتب في صحيفة هآرتس نير حسون، تسجيلات صوتية تُظهر كيف تعمل المنظمة اليمينية "عطيروت كوهنيم" على تهويد القدس.
ونقلت الصحيفة شهادات جديدة ومسجلة حول قيام رئيس جمعية عطيرت كاهونيم، التابعة للمدرسة الدينية "عطيرت كوهنيم" وهو ماتي دان باستخدام أساليب الإغراء والإغواء الجنسي لبعض البسطاء والسماسرة من أجل السيطرة على مبانٍ وعقارات فلسطينية في شرقي القدس، وذلك في إطار عملية تهويد القدس.
وتكشف الصحيفة عن كيفية وصولها لبعض المحادثات المسجلة، والتي تُظهر كيفية الاستيلاء على الممتلكات الفلسطينية في شرقي القدس، سواء كان ذلك من خلال محادثات رئيس جمعية عتيرت كوهانيم وغيره من الموظفين في الجمعية بما في ذلك محاميها "إيتان جيفع".
في إحدى الحالات وصف محامي الجمعية "جيفع" كيفية التحدث إلى صاحب الأصول العقارية؛ يوجد طريقتان للضغط فنقول له: "إما أن تغلقوا المكان وتحيلوه إلينا، أو نذهب إلى المحكمة وهناك تحدث الفضيحة، سنكشف أن أبوك أو زوجك فعل كل هذا من أجل اليهود، إما أن تفعل ذلك بهدوء أو مع الفضيحة، الأفضل بالنسبة لك أن يكون بهدوء".
ويضيف رئيس جمعية عتيرت كوهانيم "من أجل الحفاظ على هذا الهدوء هناك طرق أخرى لطمس آثار الصفقات، حيث يستخدم أشخاص وسطاء أو الشركات المسجلة في الملاذات الضريبية في الخارج، فمثلا رجل يُدعى حاي مقرب من رئيس الجمعية، وهو أحد كبار أعضاء الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية التي عملت مع عتيريت كوهانيم وساعدته في الاستيلاء على الأصول العقارية التي يملكها الفلسطينيون وينتمي إلى الكنيسة.
وتؤكد الصحيفة أن علاقات وثيقة مع العديد من الشخصيات العامة، بما فى ذلك الوزراء وأعضاء الكنيست، ورئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات أبرزهم، والذي اكتسب على مر السنين قدرا كبيرا من الخبرة في مجال العمل في الميدان، فمنذ الثمانينيات كان لاعبا رئيسيا في الاستيلاء على الممتلكات في شرقي القدس؛ بهدف توطين اليهود.
ووفق الصحيفة؛ "بمثل هذه الطرق وبطرق الإجبار والإكراه والطرد المدعومة من وزراء في حكومة "إسرائيل"، استطاعت عطيرت كوهنيم تسكين أكثر من ألف يهودي في الحي الإسلامي في البلدة القديمة في القدس، وكذلك أكثر من 20 عائلة يهودية في حي بطن الهوى في قرية سلوان، والذين يحتاجون لقوات أمنية "إسرائيلية" وحراسة مشددة لمرافقتهم أثناء دخولهم وخروجهم من المباني التى تقع في قلب الأحياء العربية في القدس."
وكشفت الصحيفة أن دان لا يتحدث فقط عن الخدمات الجنسية في محادثاته حول تمرير الصفقة، وتذكر التسجيلات أيضا العديد من الأساليب الأخرى التي تميز "عتيريت كوهانيم" والمنظمات الأخرى التي تعمل على تهويد شرقي القدس، عندما يطلب البائع أن تحول الأموال من خلال شركة مسجلة في الخارج، "عتيريت كوهانيم" - تملك ما لا يقل عن عشر شركات وساطة مسجلة في الملاذات الضريبية الخارجية – بل وتستخدم شركة من جزر فيرجن البريطانية، ودان يهتم عند الشراء بأن لا يكون حول العقار مشاكل مثل التزامات ضريبية أو ميراث.
وفي صفقة أخرى عقدتها الجمعية؛ نوقشت طرق مختلفة لإقناع أفراد العائلة الذين توفي والدهم للتوصل إلى اتفاق بشأن ملكية كبيرة في حوزتهم في شرقي القدس، ولكن الشخص المقرب من دان يسلط الضوء على مرحلة أخرى في الطريقة للحيازة "مرحلة خفض الأسعار" ووفقا لما قاله المتحدث هناك تهديد موجه للبائعين: إذا كنتم لا تتخلون عن الممتلكات بسعر أقل بكثير مما اتفق عليه سوف ننشر جوهر الاتفاق.
المخدرات
ومن الجنس يكمل التغلغل الصهيوني طريقه الخبيث باداة المخدرات التي انتشرت كثيرا حيث باتت المخدرات على اختلاف أنواعها إحدى أكثر الأسلحة فتكًا بالمجتمع الفلسطيني، إذ ازداد الإقبال على تعاطيها بشكل ملحوظ، حيث ضبطت قوات الأمن الفلسطينية العديد من الشحنات في البلدات الفلسطينية، إضافة إلى مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بالمخدرات، وفي أحيان أخرى اكتشفت معامل داخل البيوت.
وباتت هذه الزيادة تقلق المجتمع الفلسطيني، إذ تشير المعطيات الرسمية إلى أن السلطات الفلسطينية ضبطت 65 كيلو غرامًا خلال عام 2014، مع العلم أنّها ضبطت في الربع الأول من عام 2017 اضعاف هذه الكمية، وقالت الشرطة الفلسطينية إن قيمة ما ضبطته خلال الأشهر الثلاثة الأولى هذا العام قد يصل إلى نحو 60 مليون شيكل.
وأشارت التقارير الرسمية إلى أن أعداد متعاطي المخدرات، قد تجاوزت الثمانين ألف فلسطيني، فيما تجاوز عدد المدمنين عشرين ألفًا آخرين، ربعهم من مدينة القدس المحتلة.
وذكرت القناة الإسرائيلية الثانية وصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن المستوطنات الإسرائيلية باتت مرتعا لتجار وعصابات المخدرات، لانعدام الرقابة وتطبيق القانون فيها، وهذا ما يجعل لهذه المستوطنات الدور الأساسي والبارز في نشر المخدرات بالضفة الغربية، إذ يعمل آلاف الفلسطينيين في هذه المستوطنات، ومن السهل نقل المخدرات إلى بلدات الضفة الغربية عن طريقهم.
فساد المجتمع الاسرائيلي
وفي سياق متصل يعد الفساد الأخلاقي من أبرز سمات المجتمع الإسرائيلي، خاصّة أن هذه الظاهرة قد تضاعفت بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة بدءاً من الرئيس السابق موشيه كاتساف مروراً بنتنياهو الذي خضع لتحقيق جنائي بعد موافقة المستشار القضائي للحكومة، وصولاً إلى عشرات الجنرالات والضباط في الجيش والأجهزة الأمنيّة.
لا يقتصر الفساد على الطبقة الحاكمة بل توضح الكاتبة الصهيونيّة "ياعيل دايان" (ابنة وزير الدفاع الأسبق موشيه دايان) في كتاب "وجه المرآة" الذي يتطرّق للفساد الأخلاقي في المجتمع الإسرائيلي مشيرةً إلى أن التجمع الاستيطاني غارق في الفساد والانحطاط حتى أذنيه، كما أن أطفال المستعمرات وهم الأطفال اللقطاء الذين يترعرعون في بيوت خاصة على نفقة الحكومة بعد أن تخلى آباؤهم وأمهاتهم عنهم. ليس ذلك فحسب بل تضيف: "الفتاة الإسرائيلية تستطيع أن تعيش مع أربعة وأن تعاشر عشرين، ولا يجوز أن يتشاجر اثنان من أجلها.. نحن نعيش اشتراكية كاملة مطلقة".
خلاصة، ان المجتمع الصهيوني مجتمع نخر الفساد عظامه، فكيف لمجتمع غير شرعي في تأسيسه أن يحاول اصلاح نفسه وهو باطل من الاساس.. وتبقى القدس عربية رغم جميع القرارات والمحاولات الفاشلة التي لن تغير شيئا من أرض الواقع.