الوقت-بعدما ضرب إعصار ماريا من الفئة الخامسة، جزر "فيرجن" الأمريكية، والذي بلغت سرعته نحو 270 كيلومترا في الساعة، توقفت الحياة في تلك الجزيرة التي يعاني أهلها الكثير بسبب عدم اغاثتهم وتقديم العون لهم بعدما تدمرت منازلهم وخيم شبح الظلام أرجاء الجزيرة المنكوبة.
نشرت صحيفة سي ان ان الامريكية تقريرا لها عن معاناة سكان جزيرة فيرجن الامريكية بعدما ضربها اعصار قوي من الدرجة الخامسة حيث قالت:"مع مرور شهرين على الاعصار الكبير، فإن الظروف لم تعد إلى وضعها الطبيعي في أرجاء الجزيرة، على الرغم من مرور أكثر من شهرين منذ العاصفة الشديدة التي ضربت جزر فيرجن الامريكية".
وأضافت قائلة:" لقد مضى 75 يوما منذ أن ضرب إعصار ماريا جزر فيرجن الأمريكية، وعلى الرغم من صخب الحياة اليومية عاد، فإن شبح العاصفة ما زال يحوم على رؤوس سكان الجزيرة الذين ينتظرون اغاثتهم".
وأردفت الصحيفة قائلة :"ولا تزال أكثر من 60٪ من الأراضي يجتاحها الدمار الذي خلفه الاعصار في سانت كروا، وهي أكبر الجزر، فإن حوالي ربع السكان - المعروفين باسم كروسيانز ليس لديهم كهرباء والعديد من المنازل لا تملك سقفا يحميها من حرارة الشمس وبرد الشتاء كما ان شبكات الخلوي لا تزال مقطوعة ، مما يعني أن الجزيرة لا تزال معزولة عن العالم الخارجي تماما، فأي اهمال هذا؟ّ"
فهذا هو الوضع الطبيعي الجديد لسكان الجزيرة وجميع والمقيمين الآخرين في الجزيرة وهم يتفاوضون على حياتهم اليومية في سبيل العيش بأبسط المقومات. ونظرا للاوضاع الانسانية الصعبة التي يعيشها السكان يقول أحدهم :"الحياة قبل وبعد ماريا لا تزال مكانها، لم يتغير شئ سوى تردي الاوضاع للأسوأ."
وفي ذات السياق تقول الصحيفة:" تغيرت أنماط حياة الناس لأنها فقدت الكثير من الموارد. فلا يمكن حتى مشاهدة التلفزيون بسبب انقطاع التيار الكهربائي تماما عن جميع الاحياء. وأضواء السيارة أيضا لا تعمل بشكل صحيح، وينبغي أن تكون حذرا من السائقين باستمرار".
وبحسب الصحيفة :"تركت ماريا الكثير من الآثار في الجزيرة، ولا تزال بقايا المنازل المدمرة في الشارع على الرغم من مرور شهرين على العاصفة الكبرى ولكن لا اغاثة حتى الان. كما فقد نحو 1000 شخص عملهم في قطاع السياحة في جزر فيرجن، ولا يخفى ان الطلاب الذين يعيشون في هذه الجزيرة يترددون في الحديث عن العواصف لانهم يحاولون إنكار عاصفة ماريا ونسيانها لما سببت لهم من دمار هائل وكارثة كبرى".
وبطبيعة الحال، فإن الوضع في المناطق الاخرى من الولايات المتحدة ليست أفضل بكثير.
و في سياق متصل قالت الصحيفة:" تواجه الأراضي الأمريكية مشكلات اقتصادية ودين عام كبير يبلغ 73 مليار دولار، وقد يفاقم إعصار ماريا الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد لكن إعلانها منطقة كوارث يعني أنها قد تحصل على المزيد من المساعدات المالية الفيدرالية لتتعافى من الكارثة." ولكن السؤال متى؟؟
وفي ذات السياق قال مركز الإعصار الوطني الأمريكي :"إن ماريا ضرب منطقة يابوكوا، شرقي جزيرة بورتو ريكو في وقت سابق، وكان عاصفة من الدرجة الرابعة. وكان أول إعصار من الدرجة الرابعة يضرب الجزيرة منذ 1932".
وقبلها بساعات كان الإعصار قد مر بسرعة من جزيرة فيرجين أيلاند سانت كروا الأمريكية وكان عاصفة من الدرجة الخامسة، بسرعة رياح تجاوزت 281 كم/ ساعة.
وتسبب في فيضانات في الأراضي الفرنسية من غواديلوب، حيث لقى شخص مصرعه بعد سقوط شجرة بينما مات أخر قبالة البحر. كما أعلنت السلطات عن وجود شخصين في عداد المفقودين بعد غرق سفينتهم بالقرب من ديزيراد.
وماريا هي ثاني عاصفة مدمرة تضرب منطقة الكاريبي خلال موسم الأعاصير هذا، وكانت العاصفة من الدرجة الخامسة، هي الأولى التي حلت بالمنطقة مطلع سبتمبر/ أيلول وتأخذ ماريا نفس مسار إيرما.
وخلاصة بعد هذا الاعصار المدمر الذي ضرب جزيرة فيرجين الامريكية وعدد من الجزر الاخرى تكشفت مدى عجز الحكومة الامريكية عن اغاثة هذه الجزر المنكوبة التي تعرضت للاعصار على الرغم من مرور أكثر من شهرين على انتهاء الاعصار. فالامريكيون يغوصون في الديون المتراكمة بمليارات الدولارات وغير قادرين على تأمين الحد الادنى من المعيشة لشعبهم الذي يعاني في كل يوم، الامر من صعوبات الحياة التي كشفت زيف هذه الحكومة التي لم تحرك ساكنا في تأمين أدنى متطلبات العيش.