الوقت- لا تزال فضائح التحرش الجنسي في مختلف أرجاء الولايات المتّحدة مستمرّة كل يوم، ولم تتوقف على صالات العرض والسينما بل راحت تمتدّ إلى السياسية. وكأن مسلسلا لا ينتهي من الفضائح الأخلاقية يعرض على أراضي الولايات المتحدة.
فكثيراً ما يطال المشاهير اتهامات تتعلق بالتحرش الجنسي، والذي قد يصل إلى حد الاغتصاب، أحيانًا ما يتم الكشف عن الأمر في وقته، وأحياناً أخرى تمر السنين دون أن يعلم أحد عن هذه الاتهامات شيئاً، ثم تنفجر فجأة لتفتح أبواب الجحيم المستحقة على شخصية المتهم بالتحرش.
فضائح في هوليوود
في مجال السينما، كانت قصة هارفي واينستين، المنتج الأكثر شهرة وقوة في هوليوود، هي الأبرز حيث كانت بمثابة قنبلة هزت الرأي العام، وهيّأت الأرضية لكشف فضائح أخرى.
واينستين واحد من أشهر وأضخم المنتجين في هوليوود، كما حصلت أفلامه التي أنتجها على العديد من الجوائز العالمية، ولكن فوجئ المجتمع المهتم بالسينما في أكتوبر 2017 بعدد من الممثلات يتهمن فيها واينستين بالتحرش الجنسي بهن، لتتوالى البلاغات حتى تتعدى الأربعين بلاغاً في فترة قصيرة للغاية، ويروين أحداثاً بتفاصيلها وقعت منذ 30 عاماً، وأنّ الكثيرات قد حصلن على تسويات مالية ضخمة مقابل عدم فضح هذا الأمر.
رغم نفي واينستين لهذه الإدعاءات قائلاً: أنّه لم يتقرب جنسياً من أي امرأة دون رضاها، إلّا أنّ عدد الإدعاءات بالإضافة إلى سمعته جعلت الجميع يقف ضده، حتى طُرد في النهاية من شركة الإنتاج الخاصة به، وتركته زوجته.
لم تنته فضيحة واينستين عنده، بل التقط الممثل أنتوني راب الواقعة، ليفصح هو الآخر عن حادث تعرض له منذ 30 عاماً على يد الممثل كيفن سبيسي، أي أنّ سبيسي وقتها كان يبلغ 26 عامًا بينما راب كان 14 عاماً فقط.
اعتذر سبيسي عن هذا الأمر، مما أثار ضجة شعبية عارمة، ولم يتوقف الأمر على الغضب الشعبي فحسب، بل قرر منتجو المسلسل الناجح House of cards إيقافه بعد الموسم السادس بسبب فضيحة سبيسي، معلنين عن قلقهم بأن يكون هو بطل العمل.
هذا ولا تزال واقعة المنتج واينستين تتردد صداها، ويسقط آخرون في مسارها، فبينما كان هدف النجم العالمي بن أفليك التصدي لواينستين والوقوف مع النساء، إلّا أنّ الموجة أصبحت ضده فجأة عندما اتهمته المذيعة الأمريكية هيلاري بورتون بالتحرش بها، وكان هذا أثناء مقابلة تليفزيونية على الهواء عام 2003. اعتذر أفليك من خلال حسابه الرسمي على تويتر قائلاً: إنّ ما فعله مع بورتون كان أمراً غير لائق وأنّه يعتذر عنه، ولكن في اليوم التالي اتهمته خبيرة التجميل آنا ماري تيدلر بالتحرش بها هي الأخرى، وذلك في حفل الغولدن غلوب عام 2014، وطالبته بالاعتذار لها.
واتّهم نشطاء آخرون في مجال السينما بالتحرش أيضا، كـ روي برايس، رئيس شركة أمازون للإنتاج السينمائي، والكاتب والمخرج جيمز توباك، والذين وصل عددهم إلى حوالي الـ200 شخص.
وبطبيعة الحال، فإن التلفزيون لم ينأى بنفسه عن الملف، ودخله من بابه العريض. واضطر رئيس شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية روجر اييس للاستقالة بعد اتهامه بالتحرّش. بعد ذلك، اضطر بيل إيرلي، المدير التنفيذي الشهير لهذه الشبكة إلى مغادرة الشبكة على نفس التهمة. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن أوريلاي دفع مبلغ 32 مليون دولار لخبير قانوني في الشبكة كان اتهمه بالتحرش الجنسي بغية حمايته من الملاحقة القضائية.
فضائح تطال رجال السياسة
ولم يسلم رجال السياسة الأمريكيون من الإتهامات، فلطالما اتّهم الرئيس الأسبق بيل كلينتون بفضائحج جنسية، وكذلك الفضائح التي طالت الرئيس بوش الأب، والتوهينات التي تعرض بها ترامب للنساء أثناء حملته الإنتخابية.
وقد نشرت واشنطن بوست تقريراً قالت فيه ان القاضي المحافظ روي مور تحرش جنسياً بالعديد من الفتيات الأميركيات (بعضهن كن قاصرات)، وذلك في الفترة التي تعود إلى نهاية السبعينيات وبداية الثمانينات.
ويعد مور من الشخصيات السياسية البارزة حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية، بعدما اسقط لوثر سترينج مرشح الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وقيادات المؤسسة الجمهورية كميتش ماكونيل وغيره، في الانتخابات التمهيدية لعضوية مجلس الشيوخ عن الاباما.
ونشرت صحيفة واشنطن بوست تقريراً تضمن شهادات لاربع فتيات، حاول روي مور الذي كان في أوائل العقد الثالث من عمر، التحرش بهن، ومن بين الأربع، تسلطت الأضواء بشكل كبير على لي كورفمان التي كانت في سن الرابعة عشرة، يوم حاول مور التحرش بها، على حد قولها.
يذكر أن المرشح الجمهوري حاليا، روي مور الذي يواجه ضغوطاً كبيرة من رموز الحزب الجمهوري الذين دعوه للانسحاب بحال صدقت ادعاءات الفتيات، نفى صحة التقرير المنشور، مؤكدا انه لن يتراجع او ينسحب.