الوقت- ذكرت صحيفة "صندي تايمز" البريطانية في تقرير لها أن رفات مفتش الأسلحة العراقية ديفيد كيلي تم نقلها من قبره سرا. وبحسب الصحيفة فإن عائلة ديفيد كيلي قامت بنقل رفاته من قبره حتى يتم حرقها بعدما تم العثور على لافتات تهدد بأنه سيتم نبش قبره واستخراج بقاياه من قبل بعض المؤمنين بنظرية المؤامرة. يأتي ذلك لأن هناك البعض ممن يصرون على أن الخبير البريطاني والذي كان وراء تقرير يشكك في امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، لم يمت منتحرا بل مقتولا.
ميول إنتحارية
من المعروف أن كيلي الذي توفي في 2003 كان الركن الرئيسي وراء تقرير BBC للتفتيش عن أسلحة الدمار الشامل في العراق وكان يشكك في إدعاءات الحكومة البريطانية بأن هناك أسلحة لدى نظام صدام حسين يمكن إطلاقها في غضون 45 دقيقة مثلما ادعت حكومة توني بلير لتبرير غزو العراق.
وحسب هيئةBBC :"إن كيلي توفي بعد وقت قصير من نشر تقرير تفتيش الأسلحة العراقية"، وتم تشكيل لجنة لبحث وفاته الغامضة وكانت اللجنة برئاسة اللورد هاتون وخلصت في تقريرها النهائي عام 2004 إلى أن ديفيد كيلي كان "حالة نموذجية للميول الانتحارية".
وفي تقرير الطب الشرعي ذكر طبيب وزارة الداخلية البريطانية الدكتور نيكولاس هنت انه "لا يوجد دليل" على أن الوفاة نجمت عن "مرض طبيعي"، وحدد وجود جرح "كبير" في معصمه الأيسر أدى إلى "فقدان كمية كبيرة من الدماء".
نظرية المؤامرة
هذا التحليل لم يرض أنصار نظرية المؤامرة الذين أكدوا أن مكان العثور على ديفيد كيلي بعد وفاته يلقي ظلالا من الشك، لأنه تم العثور على جثته في أحراش قريبة من بيتهفي مقاطعة أوكسفورد شمال غرب لندن، وكان من الأولى إذا كان قد انتحر أن يتقل نفسه في بيته.
وكان آخرون نشروا نظريات على الانترنت تقول إن هناك تزييف في تقرير الجرح على المعصم حيث قالوا إن الجرح كان اتجاهه للخارج وليس للداخل كما زعمت تقارير الطب الشرعي مما يدل على أن هناك من قام بقطه شرايين كيلي رغما عنه.
وكان الغموض أحاط بوفاة ديفيد كيلي بسبب قرار لجنة هاتون بإبقاء النتائج سرية في 2004 الأمر الذي بدأ حملة مطالبة بالكشف عن التقرير قادتها BBC حتى تم الكشف عنها.
وتنقل الصحيفة عن مصدر وصفته بأنه مقرب من عائلة كيلي قوله إن جماعة العدالة لكيلي، التي تزعم أن موت العالم "لم يكن بيده" (انتحارا) وضعت لافتة مقابل قبره في مقبرة كنيسة أبرشية سانت ماري في لونغورث بأُكسفوردشير، تدعو إلى ضرورة تحقيق للطب الشرعي يفحص جثته.
ويقول المصدر إن أرملة كيلي، جانيس، وجدت في ذلك انتهاكا لحرمة القبر وطلبت من الشرطة إيقافهم. وتنقل الصحيفة عن جيرارد جوناس، من جماعة العدالة لكيلي، قوله "لقد رفع جثمان الدكتور كيلي في الأسبوع الأخير من تموز، وازيل الشاهد والقبر كله، وقد أُجري كل ذلك بعجالة، وتركت ما تشبه قطعا من كفنه في المكان".
وتضيف الصحيفة أن جوناس، الذي يعيش قريبا من المكان، أكد لها "نحن في هذه القضية منذ أربع سنوات ونصف، وقد وضعنا لافتة، لافتة واحدة، ونطالب بتحقيق جنائي يستند إلى تحليل الطب الشرعي، ولم يكن هناك أي تدنيس لحرمة القبر". وأضاف أن جماعة العدالة لكيلي تضم 11 عضوا وقد ظلوا يضغطون على مسؤول الطب الشرعي في أُكسفوردشير، دارين سلاتر، لنحو سنتين من أجل فتح تحقيق شرعي.
وينقل تقرير الصحيفة عن جوناس قوله إن استخراج رفات كيلي جاء لمنع استخدامه كدليل، متسائلا "لماذا بعد 14 عاما يريد شخص فعل ذلك؟ اعتقد أن الأمر أبعد قليلا من السيدة كيلي". وتنقل الصحيفة عن مصادر في عائلة كيلي نفيها لوجود أي صلة للدولة أو أي جهة أخرى بهذا الأمر، عدا أن "جانيس كرهت ما حدث" من انتهاك لحرمة القبر.