الوقت- أثارت المناورات العسكرية الضخمة التي أجراها الكيان الصهيوني، سلسلة تساؤلات كبيرة حول إمكانية نشوب حرب جديدة بين الجيش الإسرائيلي و"محور المقاومة"، حيث يواصل الكيان الاسرائيلي استعداداته للمواجهة في الحرب القادمة من مناورات يجريها وتدريبات تحاكي الحرب المقبلة لتحضير الجبهة الداخلية جراء تعاظم قوة محور المقاومة الاقليمية.
شكل محور المقاومة (ايران سوريا ولبنان) تحديا كبيرا لاسرائيل بحيث صمد بوجهها وخاض ضدها الحروب على مختلف الجبهات محققا الانجازات والانتصارات المتتالية وخالقا رعبا للعدو مما جعله يرفع من وتيرة المناورات والتحضيرات العسكرية في ظل تعاظم القوة العسكرية لقوى محور المقاومة.
كما لعب حرس الثورة الاسلامية دورا كبيرا على صعيد دعم المقاومة الاسلامية وخاصة على نطاق مواجهة الارهاب التكفيري في العراق وسوريا، بالتعاون مع الشعب والحكومة والجيش في هذين البلدين وفضلا عن كونه قوة دفاعية وعسكرية مقتدرة تؤدي دورا مؤثرا في المعادلات الاقليمية والعالمية، فإنه تحول الى نموذج وفكر مقاوم ومقارع للاستكبار.
مناورات وتدريبات عسكرية يجريها العدو تحسبا لحرب مقبلة
وفي الوقت الذي حقق "حزب الله" انتصارا في معركة الجرود(ضد التكفيريين)، قام الجيش الإسرائيلي بمناورات حية ضخمة عند الحدود الشمالية مع لبنان وصل صداها إلى عمق مدينة "صيدا" في جنوب لبنان، بعد أن نفذت المقاتلات الإسرائيلية طلعات جوية على علو منخفض محدثة خرقا في جدار الصوت.
الى جانب ذلك كشفت القناة الاسرائيلية الثانية في الاونة الاخيرة عن قيام الجيش الاسرائيلي، بتدريب أسماك الدولفين على القيام بمهمات أمنية، في إعماق البحر، بهدف حماية المنشآت الاستراتيجية والموانئ الإسرائيلية للعثورعلى ألغام في البحر، واكتشاف غواصين من حماس او حزب الله، لحظة دخولهم المياه الفسطينية المحتلة.
وأشار موقع “يديعوت أحرونوت” العبري، إلى أنّ الجيش الإسرائيليّ انشأ مستشفى ميدانيا تحت الأرض وعرض لأول مرة المعدات التي سيستخدمها في أي حرب مقبلة في الشمال: الآليات المسيرة عن بعد، ومظلة ذكية، وآلية من شأنها إجلاء الجرحى والروبوتات التي تحمل معدات جنبًا إلى جنب مع المقاتلين.
ونقل الموقع عن ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي قوله:" إنّ السائقين ليسوا ماهرين في القتال ونريد إنقاذ رجالنا من القتل في الحرب المقبلة، تم تنشيط العربات غير المأهولة التي تتقدم جنبًا إلى جنب مع قوّة المشاة وتحمل معدات القتال، وتصل إلى 500 كجم لكل عربة روبوت، وأضاف:" سنُحاول أنْ نبقي وحداتنا خارج الحدود وسنعمل بطريقة متنقلة وبطريقة اقل استقرارًا بسبب صواريخ البركان وسرايا الرضوان التابعة لحزب الله ".
في نفس السياق يجري العمل على تجهيز وتوسيع مستشفى الجليل الغربي، الواقع في مدينة نهاريا الشماليّة، ومن المقرر أنْ ينتهي العمل المكثف في المستشفى في غضون بضعة أشهر، بحيث سيكون جاهزًا، بحسب المصادر الإسرائيليّة، لمواجهة الحرب غير التقليدية.
بالإضافة إلى ذلك، كُشف النقاب عن خطة حكوميّة إسرائيليّة لبناء مُجمع في القدس الغربيّة تحت الأرض، يلجأ إليه رئيس الوزراء وباقي أعضاء وزارته، في حال اندلاع حرب، علمًا بأنّ التخطيط يأخذ بعين الاعتبار تعرض القدس لقصف بأسلحة متطورة قد تستخدمها المقاومة، وبالتالي فإنّ المبنى المخطط له، سيكون عصيًا حتى على الأسلحة غير التقليدية، بحسب المصادر في تل أبيب.
مواقف لبنانية
وفي اطار فرضية الحرب المقبلة صرح النائب في البرلمان اللبناني "وليد سكرية" ل لوكالة "سبوتنيك" قائلا :" "إسرائيل ترى أن محور المقاومة يتواصل ويتكامل من سوريا إلى العراق وإيران، مما يشكل تهديداً استراتيجياً لها، وليس تهديداً أمنياً صغيراً، لذلك عادت للإتكال على ذاتها وعلى قوة جيشها، لذلك تجري المناورات وتوجه رسائل التهديد، بالضرب بالداخل السوري رسالة لسوريا، وإختبار للموقف الروسي والرد الروسي لأنها منطقة ضمن سيطرة الطيران الروسي" وأكد سكرية أن "حزب الله" أعد نفسه ويعد نفسه للمواجهة مع إسرائيل".
كما قال المحلل السياسي قاسم قصير ل"سبوتنيك": "إسرائيل تتابع التطورات في لبنان وسوريا والعراق وهي متخوفة من نتائج ما يحصل، كما أنها متخوفة من تطور قدرات "حزب الله" القتالية والعسكرية وخصوصا تهديدات الحزب، والحرب النفسية التي يشنها أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله بين فترة وأخرى، ولذلك هي تريد أن تؤكد الاستعداد الدائم لمواجهة أي خطر من "حزب الله"، وقدرة الجيش الإسرائيلي على المواجهة"..
وأكد قصير أنه لا يوجد حاليا تخوف من حصول حرب أو مواجهة بين إسرائيل والحزب، لأن الطرفين ليسا بوارد شن حرب الآن.
وأضاف "ولكن الأحداث والتطورات على الجبهة قد تدفع المنطقة إلى حرب في لحظة معينة كما أن قيام إسرائيل بشن حرب مرتبطة بالحاجة الداخلية والقدرة الميدانية والموافقة الأمريكية وهذا إن لم يكن متوفرا الآن فقد يحصل في أية لحظة".
وأكد أن "حزب الله" طور قدراته العسكرية والقتالية وأصبح أقوى اليوم مما كان عليه قبل الحرب السورية، وتحول إلى قوة إقليمية، ولديه امتداد إقليمي، وأصبحت قوته العسكرية أكبر، وتحول إلى ما يشبه الجيش.
وتخلص النتائج الى ان الحرب القادمة ستعطي مؤشرات واضحة على ضعف إسرائيل في ظل تراجع أمريكا عن الاتفاق النووي الايراني وعدم رغبة أوروبا التي تبحث عن الأمان في ذلك ، فلن يكون لدى إسرائيل أي محفزات لاستمرار وجودها بالكيفية السابقة وسيتخلى عنها كل حلفائها في ظل تعاظم القوة العسكرية لمحور المقاومة التي الحقت الهزائم بالكيان الصهيوني والتكفيريين مرارا وتكرارا، ولا زال يسطر البطولات المتتالية معلنا رفضه للخضوع للعدو.