الوقت- يعيش الشارع العراقي اليوم حالة من الترقب والحذر وذلك بعد انقضاء المهلة التي منحتها الحكومة العراقية لإقليم كردستان بإخلاء آبار النفط في كركوك، والتي انتهت في الساعة الثانية عشر والنصف فجر اليوم الأحد وقوبلت برفض كردي.
هذا الترقب ترافق مع استنفار امني من قبل الطرفين بلغ ذروته في مناطق التماس جنوب كركوك في طوزخرماتو يوم الجمعة الماضي بين الحشد التركماني والبيشمركة اثر تعرض مقرر مجلس النواب العراقي نيازي معمار اوغلو الى محاولة اغتيال في مركز قضاء المدينة.
وعادت الاجواء لتتوتر بين الطرفين يوم امس السبت مما ادى الى مقتل شرطي وفتاة.
التطورات الامنية
وفي جديد التطورات الامنية في مدينة كركوك كشف مسؤول أمني كردي أن مقاتلي البشمركة الأكراد رفضوا إنذارا من قوات الحشد الشعبي العراقية للانسحاب من موقع شمالي تقاطع طرق يعرف باسم مكتب خالد.
وعلى الطرف المقابل، أوضح "أحمد الأسدي" المتحدث باسم قوات الحشد الشعبي أن "ما يحدث في جنوب كركوك هو وجود قوات نظامية تتحرك وفق القانون وضمن أوامر وتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة، وإدارة وسيطرة قيادة العمليات المشتركة".
وقال ضابط في الجيش العراقي أن القوات الحكومية بانتظار الاوامر من قائد قوات المسلحة العراقية "حيدر العبادي" للتحرك داخل المدينة.
على الصعيد السياسي
وعلى الصعيد السياسي كشف عضو مجلس محافظة كركوك نجاة حسين اليوم الاحد ان عناصر البيشمركة تعمل الان في بعض مناطق المحافظة على نصب السواتر والسيطرات الامنية تخوفا من اي هجوم محتمل.
واضاف حسين ان القوات الامنية والحشد الشعبي تقف حاليا في اطراف قضاء تازة جنوب محافظة كركوك، مشيرا الى ان هناك هدوء نسبي يعم كافة المدينة .
و في سياق متصل اكد النائب عن التحالف الوطني محمد الصيهود اليوم ان الاستفتاء الانفصالي للبرزاني الخطوة الاولى للمشروع الصهيوامريكي الرامي الى تقسيم العراق ودول المنطقة برمتها".
واوضح الصيهود في بيان صحفي اليوم الاحد ان "الاستفتاء الانفصالي البرزاني لا يهدد وحدة العراق واراضيه فحسب وانما يشكل تهديدا خطيرا على دول المنطقة برمتها تقف في مقدمتها تركيا وايران وسوريا ، وبالتالي فان مشروع الاستفتاء الانفصالي هو استهداف للعراق ولدول المنطقة وبتخطيط وتنفيذ صهيوامريكي بالتنسيق مع فاقد الشرعية مسعود البرزاني والخاسر الاكبر فيه هو دول المنطقة التي تعيش صراعات اقليمية ودولية ، وبالتالي فان اجراء هذا الاستفتاء زاد من تهديد امنها القومي ".
واكد الصهيود انه" لا حوار مع شمال العراق الا بالغاء الاستفتاء ونتائجه وببسط سيطرة السلطة الاتحادية على المفاصل الحيوية الرئيسية في المحافظات الشمالية لقطع الطريق امام الفاسدين والمتامرين ولوضع حد لعصابات البرزاني التي تعمل تحت امرة الصهيونية وذيولها ، مبينا ان " من يعتقد بان اربيل مدينة امنة ومستقرة عليه ان يفهم بان اربيل هي قاعدة لانطلاق المشاريع الارهابية والتامرية والتقسيمية تجاه العراق ودول المنطقة والعالم، وبالتالي فانها اليوم تشكل حاضنة حقيقية وخطيرة لعتاة الارهاب والقتل والاجرام ".
وفي الطرف المقابل عقد كل من الرئيس العراقي فؤاد معصوم ومسعود بارزاني وكبارقادة الاتحاد الوطني الكردستاني اجتماعاً صباح اليوم في السليمانية لبحث أزمة تداعيات استفتاء كردستان، الا انه لم يصدر اي بيان حتى الساعة عن هذا الاجتماع.
وذكرت مصادر كردية انه باتت هناك 3 جبهات سياسية حول ازمة كركوك واحدة داعمة لبغداد واخرى مؤيدة لبرزاني وجبهة للوساطة.
واضافت المصادر أن هيرو أحمد زوجة الرئيس طالباني ومن معها في قيادة الاتحاد تضغط سياسيا لعودة أربيل الى الدستور.
على الصعيد الدولي
وعلى الصعيد الدولي أعلنت امريكا على لسنا وزير الدفاع جيمس ماتيس أن بلاده تحاول تهدئة التوتر بين بغداد والأكراد منذ أن بدأت السلطات العراقية تحركا عسكريا في كركوك.
وأضاف ماتيس أن على الجميع التركيز على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، وقال إن واشنطن تحاول أن تهدئ الأمور، وترى كيف يمكنها المضي قدما، دون أن يغيب عن أنظارها من وصفه بالعدو، في إشارة إلى التنظيم.
كما واعلنت ايران اليوم عن اقفال الحدود مع كردستان العراق وذلك بسبب عدم التزام اربيل بالتهدئة.