الوقت- ما قام به المنتخب السوري لكرة القدم خلال تصفيات كأس العالم من إنجازات ونتائج غير متوقعة لمنتخب تعاني بلاده من حرب قاسية أدمت قلوب السوريين على اختلاف انتماءاتهم، لكن ما فعله المنتخب السوري خلال الأشهور القليلة الماضية أعاد البسمة لملايين السوريين داخل البلاد وخارجها، وساهم هذا الفريق بشكل كبير في إعادة اللحمة بين أبناء الشعب الواحد.
وخلال المباراة الأخيرة التي جمعت المنتخب السوري مع نظيره الاسترالي، كانت أعين السوريين وقلوبهم على منتخبهم الوطني الذي لم يدخر جهدا في محاولة الوصول إلى موسكو والمشاركة في كأس العالم ورفع اسم بلاده، لكن القدر لم يشأ ذلك خاصة بعد أن ذهب الأمل الأخير للمنتخب السوري ومشجعيه في اللحظات الأخيرة من عمر المبارة بعد أن نفذ النجم السوري عمر السومة ضربة حرة اصطدمت بعارضة المنتخب الاسترالي اليسرى في الدقيقة الأخيرة من إياب الملحق الآسيوي.
تصريح الفيفا
وعن خروج المنتخب السوري من تصفيات كأس العالم قال الاتحاد العالمي لكرة القدم "الفيفا" أنه "على الرغم من النهاية الحزينة للحلم السوري بالوصول لكأس العالم بعد خروج المنتخب من الملحق الآسيوي إلا أن الأداء المميز يبشر بمستقبل أفضل للكرة السورية".
وأضاف أن "نسور قاسيون لعبوا 20 مباراة خلال 28 شهر من التصفيات المؤهلة لكأس العالم المقام في روسيا العام المقبل قدموا فيها أداءً مذهلاً وحد السوريين من خلفهم"، بحسب موقعه الرسمي.
وأوضح أن " المنتخب السوري كان مصدراً للفرح للكثير من السوريين المنهكين من الحرب الدائرة في بلادهم منذ عام 2011 والتي حصدت الكثير من الضحايا".
وتابع أن "مشهد المؤازرة الكبيرة من المشجعين السوريين لمنتخب بلادهم خلال التصفيات كان أبرز دليل على أن كرة القدم تفعل المستحيل وتكسر الحواجز التي قد تفرّق بين أبناء البلد الواحد".
وأردف قائلا : "على الرغم من الخسارة القاسية أمام المنتخب الأسترالي بعد السقوط في الوقت الإضافي وحرمان القائم الأيسر للمهاجم عمر السومة من التسجيل في الثواني الأخيرة، إلا أن المنتخب السوري سيتطلع للمستقبل بعين التفاؤل بعد الأداء الرائع والمستوى الكبير الذي قدّمه خلال التصفيات الآسيوية".
ونوه إلى أن "الأمل سيكون بأن يقدّم نسور قاسيون أداءاً أفضل بعد أربع سنوات ولم لا، المشاركة في كأس العالم 2022 التي ستُقام للمرة الأولى في الشرق الأوسط".
وعن خروج سوريا من الملحق الأسيوي قال الاتحاد العالمي لكرة القدم: "الفرحة قد لا تكون مكتملة ولكن الجمهور السوري يمكن أن يفتخر بأن تصفيات روسيا 2018 أثبتت بأن لديهم منتخب قادر على مقارعة الكبار وتحقيق نتائج لافتة وسيكون الأمل بأن ينجح المنتخب السوري في تحقيق ما عجز عنه خلال تسع مشاركات بالوصول إلى قطر 2022".
وحول التغيير الاداري لمنتخب الفريق قالت "الفيفا": "على الرغم من تأهله إلى الدور الثالث من التصفيات بعد حلوله بالمركز الثاني خلف المنتخب الياباني، إلا أن التغيير الإداري طال المنتخب السوري بعدما تم الإعلان عن التعاقد مع المدرب أيمن الحكيم كبديل للمدرب فجر إبراهيم الذي قاد المنتخب في الدور الثاني".
وأوضحت أن "الحكيم أثبت أنه ورجال المنتخب السوري على قدر الآمال والتطلعات بعدما نجحوا في الوصول إلى الجولة الأخيرة من الدور الثالث وهم على بعد أمتار قليلة من الوصول إلى العرس العالمي قبل خطف المركز الثالث في المجموعة الأولى ليتأهل نسور قاسيون لمواجهة أستراليا في الدور الرابع".
وأشارت إلى أن "المنتخب السوري لم يكن سهل المنال أمام "السوكيروز"، حيث أنهم قدموا أداءاً جيداً مثبتين أنهم منافسين حقيقيين"، مشيراً إلى أن "مشوار السوريين انتهى بتسعة انتصارات، خمسة تعادلات، وست هزائم".
وكان نجم المنتخب عمر السومة محط أنظار "الفيفا" الذي اعتبره " نجم تحت الضوء"، مشيراً إلى أن "عودة عمر السومة بعد سنوات من الغياب عن المنتخب السوري بفعل الظروف التي عصفت بالبلاد، إضافة هجومية كبيرة للمنتخب".
وختم بالقول أن "مهاجم نادي الأهلي السعودي نجح في تسجيل هدف التعادل المتأخر في ذهاب الدور الرابع أمام أستراليا قبل أن يخطف هدف التقدم في مباراة الإياب، مسجلاً هدفه الدولي الثالث في ثلاث مباريات متتالية ليُثبت بأنه أحد ألمع المهاجمين في القارة الصفراء خلال السنوات الأخيرة".