الوقت- يتبادل البشر العواطف من خلال الكلام، والأصوات وتعبيرات الوجه، ولغة الجسد. اللغة والثقافة يمكن أن تؤثران على كيفية التعبير عن العواطف. ولكن على الرغم من الإختلافات، معظم البشر خاضوا تجارب مشتركة لبعض المشاعر الرئيسية.
وقدرة الفرد على قراءة وفهم عواطف أو مشاعر الآخرين والتجاوب معها يُعرف بإسم الذكاء العاطفي. ومن خلال تطوير الذكاء العاطفي، يمكن تحسين الوعي العاطفي عند الشخص نفسه وإتجاه الآخرين كذلك.
وفي سبيل التفاعل مع مشاعر الآخرين لا بد للفرد أن يفهم هذه المشاعر، وليفعل ذلك عليه تعلم بعض المهارات المعيّنة، فإذا ما كنت تريد فهم مشاعر الآخرين أغلق عينيك وأفتح أذنيك جيداً، ولفهم ما نتحدث عنه أكثر تابع الدراسة التالية.
دراسة: السمع أفضل من البصر في فهم المشاعر
تم التوصل إلى أن الإنسان يمكنه فهم مشاعر الآخرين بشكل أفضل من خلال الإستماع إليهم لا من خلال النظر أو التحديق فقط، وذلك في نتائج دراسة علمية جديدة.
وعمل الباحثون القيّمون على هذه الدراسة في جامعة "ييل" بكونيتيكت بتقيم الأصوات بإختلاف أنواعها وتأثير ذلك على قدرة الفرد على فهم مشاعر الآخرين، وتهدف نتائج هذه الدراسة إلى تحسين قدرة الشخص على فهم الطرف الآخر في العمل والعلاقات الشخصية وغيره.
وعن هذا الموضوع علّق الدكتور "ميكاهيل كروس" أحد المسوؤلين على هذه الدراسة قائلاً: "الأشخاص في كثير من الأحيان غير دقيقين في تصور عواطف الآخرين. وتشير أبحاثنا إلى أن الاعتماد على مزيج من الإشارات الصوتية والشكل العام أو إشارات الوجه وحدها، قد لا يكون أفضل إستراتيجية للتعرف بدقة على مشاعر الآخرين أو نواياهم".
وعملت الدراسة على عدة نماذج من التجارب التي تطوع فيها أكثر من 1800 شخص، طُلب فيها من كل فرد التجاوب مع مشاعر شخص آخر أو ملاحظة التفاعل بين شخصين آخرين، ومن ثم التعبير عن ذلك وفق نمط معين من الأسئلة. وسُمح للمشاركين بالنظر فقط في بعض الحالات، فيما سُمح لآخرين بالإستماع للآخرين فقط، في الوقت الذي سمح لفئة من المشاركين بالنظر والإستماع في آنٍ معاً. فيما تمت إحدى التجارب من خلال إخضاع فئة من المشاركين إلى إستماع صوت مبرمج يقرأ نصاً تفاعلياً، وبطبيعة الحال الصوت المبرمج لا يملك أي قدرة على إحتواء مشاعر كتلك التي يمتلكها الصوت البشري.
وفي نتيجة لافتة لتجارب هذه الدراسة تبيّن أن الأشخاص الذين قاموا بالإستماع إلى صوت الآخرين فقط دون النظر إليهم إستطاعوا فهم مشاعر هؤلاء أكثر أو بدقة أكبر من أولئك الذين شاهدوا أو نظروا إلى الطرف الآخر فقط.
وأوضح ميكاهيل كروس قائلاً: "العديد من إختبارات الذكاء العاطفي، تعتمد على تصورات دقيقة للوجوه، ولكن دراستنا الحديثة تشير إلى ضرورة التركيز على الأصوات بشكل أكبر، لفهم المشاعر بصورة أفضل."
هذا ومن المعروف أن الكثير من الدراسات السابقة ركّزت على دور تفاعلات أو إشارات الوجه في فهم مشاعر الآخرين والتجاوب معها، لذا فإن نتائج هذه الدارسة تفتح أبوباً واسعة لتطوير طرق وأساليب جديدة لفهم مشاعر الإنسان من خلال الإستماع، وهذا قد ينفع في مجالات خاصة عند الأشخاص من ذوي الإحتياجات الخاصة من الصم والبكم.