الوقت- كشفت الصحافة الغربية الناطقة باللغة الانكليزية اليوم عن الرعب الذي يجتاح الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو بعد الاستفتاء الذي شهدته كتالونيا يوم أمس وسنعرض في التقرير التالي أبرز ما جاء في هذه الصحف:
الاندبندنت:
استفتاء استقلال كتالونيا أكبر بكثير من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالنسبة للاتحاد
قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية اليوم على لسان الكاتب "هاميش مكري" إن كتالونيا هي قوة اقتصادية، ويبلغ عدد سكان كتالونيا 7،5 ملايين نسمة، أي حوالي 16 في المئة من سكان إسبانيا، حوالي 20 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلد، ولم يعرب أي بلد، سواء داخل الاتحاد الأوروبي أم خارجه، عن تأييده صراحة للاستفتاء الذي أجري في 1 تشرين الأول / أكتوبر والذي تعتبره الحكومة المحافظة الإسبانية غير قانوني.
وإن قضية الاستفتاء هي في الأساس قصة سياسية، ولكن مع التطور الاقتصادي، صوت الشعب الكاتالوني على الاستقلال من اسبانيا، بالرغم من أن الاستفتاء حكمت عليه المحاكم الاسبانية بشكل مسبق بأنه غير شرعي وعلى الرغم من الجهود العملية التي تبذلها السلطات لمنع دخول مراكز الاقتراع، لكننا نعلم أن كل ما يحدث سيكون له عواقب ليس فقط لإسبانيا ولكن بالنسبة للاتحاد الأوروبي.
بالنسبة لمعظمنا، كاتالونيا هي برشلونة، العاصمة المتألقة التي استضافت دورة الألعاب الأولمبية في عام 1992، الحدث الذي جلب المدينة إلى الساحة العالمية، وموطن ساغرادا فاميليا، الكاتدرائية الضخمة.
في الواقع المنطقة هي قوة اقتصادية، ولو كانت بلدا سيصنف في حجم قوته الاقتصادية في مكان ما بين الدنمارك وفنلندا. أما بالنسبة لبرشلونة نفسها، ميناؤها هو الأكبر في البحر الأبيض المتوسط، ورابع أكبر وجهة للسفن السياحية في العالم كما أن لديها اثنين من أفضل كليات إدارة الأعمال في العالم، إزيد و إيس.
وبدون كاتالونيا، ستظل اسبانيا رابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، بعد ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، لكنها ستضعف كثيراً، وعلى النقيض من ذلك، تبلغ حصة اسكتلندا من الناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة 7.5 في المئة.
ولكن ماذا عن الاتحاد الأوروبي؟ وهنا أوضحت الحكومة الإسبانية أن كتالونيا ستصبح مستقلة، وسوف تقاوم بقاءها عضوا في الاتحاد الأوروبي، وهذا سيكون أكثر شعبية في كاتالونيا، التي تريد، من بين أمور أخرى، الحفاظ على اليورو.
تداعيات الاستفتاء الكاتالوني في الاقتصاد
وقالت هذه الصحيفة في مقال آخر للكاتب إن الاستقلال في كتالونيا قد يصبح تحديا لسلامة منطقة اليورو، فإذا كانت كتالونيا ستصبح دولة مستقلة، فإنها تريد أن تبقى داخل الاتحاد الأوروبي - ولكن اسبانيا سوف تمنعها من ذلك.
وسيهيمن هذا الأسبوع على تداعيات الاستفتاء الكتالوني، مع النتيجة التي سيكون من الصعب التنبؤ بها وسط صراع بين الدستور والشعب.
فكاتالونيا هي القوة الاقتصادية في إسبانيا، وتولد 20 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي وحوالي ثلث صادراتها، وبدون ذلك، فإن إسبانيا أضعف بكثير، بيد أن الاتحاد الأوروبي سيجد صعوبة في استبعاد بلد كان عضوا بالفعل ويرغب في أن يظل كذلك، وقد يصبح هذا تحديا لسلامة منطقة اليورو.
نيويوك تايمز:
استفتاء كاتالونيا لعبة القط والفأر
أما هذه الصحيفة الأمريكية فقد قالت اليوم على لسان الكاتب "رافائيل ميندرسيبت" إن الطلاب في كتالونيا نظموا إضرابا في برشلونة، وقالوا إنهم مستعدون لزيادة احتجاجاتهم إذا ما تم إغلاق الاستفتاء يوم الأحد، فلم يعد استفتاء كتالونيا الاستقلالي حول ما إذا كان الكتالونيون يريدون إقامة دولة ولكن ما إذا كانوا سيتمكنون من التصويت، وبعيدا عن التصويت المنظم الذي كان الانفصاليون يرغبون في القيام به، تحول الاستفتاء بدلا من ذلك إلى عملية سرية لتجنب الإغلاق الذي أمرت به مدريد.
وتعتبر هذه التحركات محاولة لإحباط الإقبال ورفض أي شرعية للاستفتاء ففي برشلونة وأماكن أخرى في المنطقة، بدأ بعض السكان في احتلال المدارس وغيرها من مراكز الاقتراع المحتملة لإحباط أي محاولة من قبل الشرطة لإغلاقها.
بي بي سي:
استفتاء كاتالونيا: هل تريد المنطقة مغادرة إسبانيا؟
أما هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" فقد قالت اليوم إن كاتالونيا هي واحدة من أغنى المناطق وأكثرها إنتاجية في إسبانيا ولها تاريخ متميز يعود إلى حوالي 1000 سنة قبل الحرب الأهلية الإسبانية كانت تتمتع باستقلال ذاتي واسع ولكن تم قمعها تحت عقود من ديكتاتورية الجنرال فرانسيسكو فرانكو من 1939-75 وعندما توفي فرانكو، أعيد إحياء القومية الكاتالونية، ومنحت المنطقة الشمالية الشرقية الحكم الذاتي مرة أخرى، بموجب دستور عام 1978.
وقد منح قانون عام 2006 سلطات أكبر، ما أدى إلى تعزيز النفوذ المالي لكتالونيا ووصفه بأنه "أمة"، لكن المحكمة الدستورية الإسبانية عكست الكثير من هذا في عام 2010، ما أدى إلى غضب السلطات الإقليمية.
وفضلا عن سنوات من الركود الاقتصادي في اسبانيا والتخفيضات في الإنفاق العام، أجروا تصويتا غير رسمي على الاستقلال في نوفمبر / تشرين الثاني 2014. وشارك أكثر من مليونين من الناخبين المؤهلين البالغ عددهم 5.4 ملايين ناخب، وأعلن المسؤولون أن 80٪ قد دعموا الانفصال. فاز الانفصاليون بانتخابات كاتالونيا في عام 2015، وبدؤوا العمل على إجراء استفتاء ملزم، متحديا دستور الإسباني، الذي ينص على أن إسبانيا غير قابلة للتجزئة.
وبناء على طلب رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي ، علقت المحكمة الدستورية القانون الذي أصدره الكاتالونيون. كما انتقلت الحكومة الإسبانية للسيطرة على الشؤون المالية والشرطة في المنطقة.
وألقي القبض على المسؤولين الكاتالونيين المشاركين في تنظيم التصويت، وحجز نحو 10 ملايين بطاقة اقتراع، وأغلقت المواقع التي تبلغ الكتلانيين بالانتخابات.
سي ان ان:
إصابة المئات بجروح في الوقت الذي تتصدى فيه إسبانيا لاستفتاء كاتالونيا
وقالت شبكة " سي ان ان " الأمريكية على لسان الكاتب "فاسكو كوتوفيو" إن الشرطة الوطنية الإسبانية أطلقت حملة واسعة النطاق على استفتاء كتالونيا المتنازع عليه حول الاستقلال يوم الأحد، حيث اقتحمت مراكز الاقتراع وأطلقت الرصاص المطاطي في محاولة متضافرة لحرمانها من شرعية التصويت.
وكان الوضع في شوارع العاصمة الاقليمية، برشلونة متوترا، حيث أغلقت صناديق الاقتراع ليلة الاحد وبعد وقت قصير من انتهاء التصويت، قال رئيس الوزراء الإسباني إنه لا يوجد استفتاء وإن أغلبية الشعب خدع للمشاركة في تصويت غير قانوني، وأعلنت المحكمة العليا في إسبانيا أن الاستفتاء غير قانوني.