الوقت- كشفت صحيفة "صندي تايمز" في تقرير جديد لها عن كيفية تغلل جبهة النصرة في ادلب، مشيرة الى أن فرع تنظيم القاعدة في سوريا نجح في بسط سيطرة على جميع المرافق الحيوية في المحافظة بعد اقصاء جميع معارضيه.
وبحسب الصحيفة البريطانية فإن استراتيجية تنظيم القاعدة كانت التعلم من أخطاء تنظيم داعش، الذي يواجه انهيارا محتوما، حيث يقول السكان إن تنظيم القاعدة حاول كسب عقولهم، بدلا من فرض قوانين تعسفية عليهم، مؤكدة أن تنظيم القاعدة عمل في السنوات الماضية على تدمير أو استيعاب بقية الجماعات المسلحة في إدلب، لافتة إلى أنه أصبح الآن يحكم المنطقة دون منازع.
وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن تنظيم القاعدة استخدم منذ ظهوره في إدلب عام 2012، عددا من الأساليب لإخفاء هويته الحقيقية، حيث دخل المحافظة تحت مسمى جبهة النصرة، لكنه أعاد تسمية نفسه إلى هيئة تحرير الشام، وقال قادته إنهم انفصلوا عن تنظيم القاعدة، مشيرة إلى أن المراقبين لم يتعاملوا مع الموضوع بجدية.
ويلفت التقرير إلى أن الكثير من المدنيين الذين تعبوا من الحرب قبلوا بحكم تنظيم القاعدة، وهناك من يشعر بالقلق من الطريقة البطيئة التي يقوم من خلالها التنظيم بفرض قوانين متشددة، حيث احتل عناصر في تنظيم القاعدة مراكز مهمة في جامعة إدلب، وفرضوا الفصل بين الجنسين في الفصول الدراسية، وطلبوا من الطالبات لبس النقاب، وتقول طالبة في السنة الثانية من دراستها: "كنت أتمنى لو لم يدخلوا جامعتنا، وأثروا على جهودنا الدراسية".
وتفيد الصحيفة بأن المدنيين بدأوا بالاحتجاج، واجتمعوا في ساحات البلدان حول المحافظة، واستطاعوا إلغاء قانون يحرم التدخين، مستدركة بأن التظاهرات ليست قوية بدرجة تؤثر على قوة تنظيم القاعدة.
وأشار التقرير الى أن القوى تنشغل في الوقت الحالي بحرب تنظيم داعش، حيث يتقدم الجيش السوري إلى دير الزور، وتحاول القوات المدعومة من أمريكا السيطرة على الرقة، أما تركيا، التي تشترك بحدود مع تنظيم القاعدة، فتركز على منع الأكراد من توسيع نفوذهم في الشمال.