الوقت- لطالما دعانا الدين إلى الزواج لما في ذلك من إستقرار نفسي وصحيّ وسكينة لكلا الطرفين، هذا ناهيكم عن السعادة التي ندخلها إلى قلوب أهلنا عند رؤيتنا نتزوج ونستقر، ويبدو أن العلم أيضاً يؤيّد فكرة الزواج لما في ذلك من مصلحة صحيّة لجسم الإنسان.
إذ كشفت دراسة علمية جديدة مبنيّة على عدد من الأبحاث أن الزواج يساهم بشكل مباشر في إنخفاض معدلات الوفاة جرّاء أمراض القلب بأنواعها.
وبيّنت الدراسة أن "فرصة المتزوجين المصابين بأزمة قلبية للبقاء على قيد الحياة، تزيد بنسبة 14% عنها لدى العزاب، ويعود هذا على الأرجح إلى أنّ الأزواج يعيشون نمط حياة صحي"، مشيرةً إلى أنّ "نمط الحياة الصحي قد يتمثّل في اعتماد أحد الزوجين على الآخر لتذكيره بمواعيد الدواء ومساعدته عموماً في التعامل مع المرض".
وعن هذه الدراسة أوضح "بول كارتر" الرئيس والمشرف على هذه الدراسة وهو من جامعة أستون في برمنغهام، قائلاً: "من المرجح أن يقدّم وجود الزوجين في المنزل، الدعم العاطفي والجسدي على عدد من المستويات."
وتابع موضحاً: "طبيعة العلاقة الزوجية مهمّة، وهناك الكثير من الأدلة على أنّ أحداث الحياة المجهدة، مثل الطلاق، ترتبط بأمراض القلب، فقد وجدنا أنّ معدّلات البقاء على قيد الحياة للمرضى المطلقين الّذين يعانون من إرتفاع ضغط الدم أو نوبة قلبية سابقة، كانت أقلّ من المرضى المتزوجين الّذين يعانون من نفس الحالة".
وفي السياق نفسه لاحظ "نيكولاس غولوب" وهو باحث في مجال الطب في جامعة إيست أنجليا، أثراً مباشراً على الوقت الذي يقضيه الناس في التعافي من الأمراض في المستشفى. وعن هذا الموضوع قال: "الأشخاص الذين تزوّجوا أو يعيشون مع شريك حياتهم ظلّوا في المستشفى لمتوسط بلغ ستة أيام فقط بعد أن أصيبوا بأزمة قلبية، أي أقل بيومين من مريض عازب أو وحيد، فيما بقي المرضى المطلقين في المستشفى لمدة سبعة أيام كمعدل وسطي."
وتابع: "يبدو أن هناك شيئاً يدور حول الطلاق والظروف المحيطة والضغوط التي لها تأثير سلبي على زيادة إحتمال الوفاة أو البقاء مدة اطول للتعافي والشفاء من الأزمات القلبية".
وعن دراسة مكمّلة قال "راهول بوتلوري" مؤسس وحدة دراسة أكالم (ACALM) التي قامت بالدراسة في جامعة أستون: "النتائج علّمت الأطباء الذين يعالجون ويعيدون تأهيل المرضى المصابين بأمراض خطيرة دروساً مهمة.
وأوضح: "ليس من الضروري أن يتزوج الناس بعد كل أزمة قلبية، ولكن قد تكون هذه النتائج مفيدة في تحسين طرق جديدة لإعادة تأهيل المرضى بعد النوبات القلبية، يشمل مشاركة جماعية، أو العلاج جماعي أو بضرورة ضمان أن الناس ليسوا وحدهم أثناء تعافيهم من المرض".
في حين تشير الدراسة إلى أنه عندما يؤخذ العمر والجنس في عين الإعتبار، يظهر أن المطلقين هم الأكثر عرضة للموت بعد أي نوبة قلبية، فيما كانت النسبة أقل بقليل (أقل بـ 3%) بالنسبة لأولئك العازبين أو أولئك المنفصلين.
وأخيراً قال "مايك كنابتون" المدير الطبي المساعد في مؤسسة القلب البريطانية: "يمكن أن يكون للنوبة القلبية آثار جسدية ونفسية مدمرة، ومعظمها مخفي عن العالم الخارجي. وتشير نتائج هذه الدراسة إلى أن الدعم الذي يقدمه الزوج يمكن أن يكون له تأثير مفيد على الناجين من الأزمة القلبية، وربما يساعد على تقليل تأثير حدوث نوبات قلبية ".
وختم قائلاً: "عندما يكون لديك نوبة قلبية، سواء كنت متزوجا أم لا، فمن المهم أن تتذكر أنك لست وحدك. إن التسجيل في دورة إعادة التأهيل القلبي، على سبيل المثال، سوف يساعدك على التعافي جسدياً ونفسياً، ويساعدك أيضا على مقابلة الأشخاص الذين لديهم تجارب مماثلة، والذين يعرفون ما كنت تمر به لذا إلجأ لهكذا مساعدات علاج جماعية فهي حتماً مفيدة".