الوقت- بسطت القوات السورية سيطرتها على مساحة واسعة في ريف حمص الشرقي منذ يوم أمس وحتى اليوم السبت، بعد معارك طاحنة مع تنظيم داعش الارهابي، كما تقدمت أيضا في مناطق خاضعة للتنظيم بريف حماة الشرقي، في حين سقط ضحايا مدنيون جرّاء قصف أمريكي بدير الزور.
وضمن آخر التطورات ذكرت وكالة سانا السورية الرسمية للأنباء: إن وحدات من الجيش السوري سيطرت على مساحة بطول 12 كلم وعمق 4 كلم شمال مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي، وذلك بعد معارك مع تنظيم داعش الارهابي. كما أسفرت العمليات العسكرية عن تكبيد التنظيم خسائر مادية وبشرية وتدمير تحصينات وأسلحة وذخيرة.
وتابعت "سانا" أن وحدات من الجيش بإسناد من الطيران الحربي نفذت عملية عسكرية واسعة في ثلاثة محاور ضد تجمعات التنظيم في ريف السلمية الشرقي، وسيطرت على مواقع عدة في ريف حماة الشرقي. كما شنّت الطائرات غارات على قرية القنطرة ووادي الجيسية.
وفي ناحية عقيربات شرقي حماة قصف الطيران الروسي مواقع الارهابيين، كما سقط جرحى بين المسلحين في قصف قوات الجيش لبلدة رسم الأحمر.
وفي ريف دير الزور سقط ثلاثة قتلى وعدّة جرحى جرّاء غارات جوية لطيران التحالف الامريكي، الذي استهدف أيضا سيارة لتنظيم داعش متسببا بسقوط قتلى.
الى ذلك شهدت الأحياء الخاضعة لتنظيم داعش في الرقة قصفا مدفعياً عنيفا، في حين أعلنت قوات سوريا الديمقراطية عن سيطرتها على المنطقة القديمة، بينما أعلن تنظيم داعش أنه قتل سبعة عناصر من تلك القوات.
وعلى جانب ريف دمشق، اشتبك الجيش السوري مع هيئة "تحرير الشام" الارهابية بمنطقة تل مروان، وتقدم الجيش في بلدة عين ترما بالغوطة الشرقية وسط قصف على المنطقة أدى إلى سقوط جرحى.
أهمية استعادة عقيربات من داعش
وفي عودة الى ناحية عقيربات بالريف الحموي، انفجرت اليوم السبت سيارتين مفخختين في ناحية عقيربات بريف حماة كردّ انتقامي من تنظيم داعش على الهزائم التي مني بها، حسبما ذكرت روسيا اليوم.
وتعدّ ناحية "عقيربات" الاستراتيجية التابعة لمنطقة "سلمية" شرقي محافظة حماة السورية، جسرا محوريا يصل غرب سوريا بالبادية نحو مناطق دير الزور والرقة، الأمر الذي سيضع تنظيم داعش الارهابي في موقف حرج لاسيما وأنه سيصبح محاصرا.
وعن أهمية استعادة مدينة دير الزور كشف محلل عسكري أن لها موقع استراتيجي هام في المنطقة الشرقية بحكم الأهمية الاقتصادية، حيث واقع الطرق الذي يربط الحسكة بمحافظة الرقة ثم دير الزور بطريق تدمر دمشق، بالإضافة للبنية التحية للطاقة المتواجدة داخل المحافظة.
يشار الى أن غالبية العناصر الإرهابية ومنها داعش تجمّعت داخل دير الزور، وذلك لأن الإدارة الأمريكية كانت تريد خلق منطقة عازلة ممتدة من شمال الأردن حدود السويداء إلي تدمر ودير الزور والرقة؛ من أجل عزل الحدود السورية عن العراقية، لتأمين كيان غريب، إلا أن مخطط واشنطن سيبوء بالفشل في حال استعاد الجيش السوري المحافظة.
حرب بريّة عميقة
وتقوم القوات السورية والحلفاء وبغطاء جوي روسي بتنفيذ عمليات تأثير ناري مركزة في دير الزور؛ بغية تدمير أماكن احتياطيات الجماعات المسلحة الإرهابية، وتدمير قواعدها وخطوط تحركها، ضمن عمليات يُطلق عليها "الحرب البرية العميقة"، وقد باتت القوات السورية الآن تقاتل في الحدود الإدارية لدير الزور ولا يبعدها عن المدينة سوى ثلاثين كيلو مترا.
الأمر الواضح في معركة دير الزور أنه يوجد تعاون فاضح بين المخابرات المركزية الأمريكية وتنظيم"داعش" الارهابي، حيث توفّر واشنطن للجماعات الإرهابية فرصة للمناورة عبر نقلهم من موقع لآخر، وهذا ما يحدث الآن في محافظة الرقة تحت مرئ ومشهد التحالف الستيني الأمريكي.