الوقت- بالتوازي مع حالة التخبط التي تعيشها المعارضة السورية المسلحة على الارض، برزت الى السطح من جديد خلافات بين فصائل "المعارضة السياسية"، ضمن "منصّات المعارضة الواحدة"، فبعد ساعات على تصريحات عضو الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض، خالد المحاميد، المثيرة للجدل، أعلنت أمانة سر الهيئة فصله من عضويتها، معتبرة أن تصريحاته صادمة.
وجاء في قرار الهيئة عن أمانة سر الهيئة العليا للمفاوضات بناءا على ما اسمته اقتراح الزملاء والمقدم على خلفية التصريحات الاعلامية المتكررة، والتي تتعارض مع توجهات الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية، من قبل عضو وفد الهيئة العليا السيد خالد المحاميد، فقد قررت الهيئة العليا في اجتماعها إلغاء عضوية السيد خالد المحاميد من الوفد المفاوض.
واعتبر المحاميد العضو المستقل ضمن وفد "الهيئة العليا" للمفاوضات، في حديثٍ لقناة تلفزيوني، أنه "حسب المعطيات والقراءات نستطيع التصريح بأن الحرب وضعت أوزارها بين فصائل الجيش الحر والنظام، وأضاف المحاميد نستطيع أن نبني ذلك على ما تم في اتفاق الجنوب الذي هو مفتاح الحل في سوريا، واتفاق الغوطة الشرقية، ضمن تخفيف التصعيد ووقف إطلاق النار.
ولدى سؤاله عما إذا كان موقفه رسميًا، قال إنه "موقف المعارضة المعتدلة التي تريد الحل في سوريا"، وأشاد المحاميد بدور الأردن في اتفاق جنوب سوريا، مشيرًا إلى أن "هناك مخططًا في الشمال السوري، تديره أجندات لا تريد إنهاء الحرب في سوريا، وما يجري هناك له تأثيرات حقيقية على إنهاء الحل"، وأوضح المعارض السوري أن "في مفاوضات حمص والجنوب لا وجود لتركيا ولا إيران التي لعبت دورًا معطلًا"، كما أكد أنه "سيتم فتح معبر نصيب في درعا، بداية أيلول أو تشرين الأول المقبل"، على أن يكون تحت إشراف فصائل "الجيش الحر" والجانب الروسي.
وشغل المحاميد عضوية منصة القاهرة للمعارضة السورية قبل أن يخرج منها، ثم انضمّ لوفد "الهيئة العليا" للمفاوضات أو ما بات يعرف منصة الرياض.
المحاميد يرد ويتهم تركيا
وفي معرض رده على قرار فصله، قال المحاميد في اتصال هاتفي مع قناة الميادين إنه لا يحق للهيئة أن تعزل عضو وفد تفاوضي من الكتلة المستقلة، مضيفاً أن هناك أجندات داخل الهيئة ولا تريد للحل السياسي بسوريا أن يُنجز وهو يتحدث عن الدور التركي والقطري، وأشار المحاميد إلى أن على تركيا الدفع بالعملية السياسية بسوريا ووقف دعم الأجندات وإلا سيتعدى الأمر الحدود السورية على حد تعبيره ، وأشار إلى أنه حرصاً على سوريا والشعب السوري، لا يقل كل ما يعرف في أوضاع صعبة ومعقّدة.
انشقاقات وقرارات فصل بالجملة
وهذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها انشقاق داخل معارضة الرياض اذ سبق طرد المحاميد من الوفد المفاوض باسم الهيئة العليا، خروج الشيخ "معاذ الخطيب"، ومساعده حسام الحافظ ، وقبلها خروج أحمد الجربا، إلى جانب خروج أو إخراج لؤي حسين ومساعدته منى غانم.
واعتبر عدد من المحللين السياسيين أن قرار فصل الهيئة العليا للُمفاوضات للمحاميد سينعكس سلبًا عليها، وفي وقت تواجه فيه حالة من العزلة والاضمحلال، لأن الرجل عبر عن وجهة نظره أولاً، وهذا من حقه، ولأن الهيئة من المفترض أنها تلتزم بالاعتبارات الديمقراطية ومُقتضياتها، وتُريد ترسيخها، وكل ما يتفرع عنها من حريات في "سوريا الجديدة" التي وعدت السوريين بإنشائها كبديل للنظام السوري التي تصنفه أدبياتها بأنه غير ديمقراطي.
معارضون يصطفون الى جانب المحاميد
تصريحات خالد المحاميد حول انتهاء الحرب، قوبلت بتأييد داخل عدد من رموز المعارضة اذ أكد المعارض السوري، ميشيل كيلو، ما جاء على لسان المحاميد، وقال في تسجيلات صوتية إن "الحرب ستنتهي ويمكن أن نكون اليوم في الفصول الأخيرة من الحرب بسبب التوافق الدولي، وأضاف إنه "بقدر ما يتقدم التفاهم الدولي حول حل سياسي، وبقدر ما يتقدم التفاهم على دور إيران وعلى ترضية أمريكا وروسيا لمطالب إسرائيل، وعلى شكل الحل التوافقي في سوريا، فأن الحرب ستنتهي".