الوقت- كشفت وكالة بلومبرغ الاقتصادية الامريكية في تقرير جديد لها، نشرته يوم الثلاثاء، وتناول الأزمة القطرية والعقوبات الجديدة المفروضة على الدوحة، أن العقوبات التي تفرضها دول الحصار على قطر لن تحل الأزمة.
وفي معرض اشارتها الى اعلان كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر اضافة تسعة كيانات وتسعة أفراد ضمن قائمة جديدة للإرهاب، واضافتها إلى قوائم الإرهاب المحظورة لديها، كتبت الوكالة الامريكية أن قطر وقعت مع واشنطن مذكرة تفاهم قبل ايام لمكافحة تمويل الارهاب.
وأكدت الوكالة أن قطر دعت مرارا وتكرارا الى تسوية التوترات بيننا في البلدان العربية المقاطعة من خلال الحوار ولكن الدول العربية الأربع تتنبى إستراتيجية العزلة والعقوبات الكاملة حتى تحقيق مطالبها، وكتبت الوكالة أن القوائم الجديدة التي أعلنتها الدول المعاقبة شملت مؤسسات وأفراد سواء بشكل مباشر أو غير مباشر كانوا على اتصال مع المسؤولين القطريين، وطالبت الدول المعاقبة ايضا بتنفيذ الشروط الـ13 السابقة بشكل صارم وكامل كما تم ابلاغ المسؤولين القطريين بشكل علني قي وقت سابق.
واشارت وكالة بلومبرغ الى فشل الجهود الرامية إلى حل التوتر بين قطر والدول الاربعة ونوهت الى حديث أمير قطر الاخير الشيخ تميم بن حمد الذي أكدت على ضرورة حل الأزمة من خلال الحوار وبشكل سياسي ومن خلال الحوار والمباحثات، مؤكدة أن التحولات في المنطقة العربية كانت ذاهبة باتجاه تخفيف التصعيد والتوتر، لكن الان ومع الازمة القطرية فان الوضع لا يذهب في هذا الاتجاه.
وكانت دول الحصار أصدرت بياناً ليل الثلاثاء، اضافت بموجبه تسع كيانات ثلاثة يمنية هي "مؤسسة البلاغ الخيرية"، و"جمعية الإحسان الخيرية"، و"مؤسسة الرحمة الخيرية"، وستة كيانات ليبية هي "مجلس شورى ثوار بنغازي"، و"مركز السرايا للإعلام"، و"وكالة بشرى الإخبارية"، و"كتيبة راف الله السحاتي"، و"قناة النبأ"، و"مؤسسة التناصح للدعوة والثقافة والإعلام"، واضافة أسماء تسعة أشخاص إلى قوائم الإرهاب لديها هم ثلاثة قطريين وثلاثة يمنيين وليبيان وكويتي.
الى ذلك اشارت الوكالة الى ان صندوق الثروة السيادية في قطر يواصل خططه للاستثمار في الولايات المتحدة، لإظهار أن الأزمة السياسية مع السعودية وحلفائها لم تؤثر على قدرتها على إبرام صفقات عالمية، ونقلت الوكالة عن مصادرها أن هيئة قطر للاستثمار تعمل على تحديد أهداف محتملة وقال شخصان إن مجالات الاهتمام تشمل البنية التحتية والتكنولوجيا. ورفض متحدث باسم الهيئة التعليق.
وبحسب الوكالة الامريكية فإنه في حين خصصت قطر 35 مليار دولار للاستثمارات الأمريكية، وأنفقت أكثر من 50 بالمئة من هذا المبلغ، فإن المزيد من الصفقات يمكن أن تساعد على تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة بعد أن أعلن الرئيس دونالد ترامب علنًا عن التحالف السعودي. بيد أن الشركات الأمريكية قد تتردد فى القيام بأعمال تجارية مع أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال فى العالم لحين حل النزاع، وفقًا لما ذكره جاسون توفي، وهو اقتصادي في كابيتال إكونوميكس.
وأضاف "أن بعض الشركات تقلق من الدخول في استثمارات رفيعة المستوى مع قطر قد تضر بسمعتها". وقال "إن هؤلاء سيكونون على استعداد للقيام بعمل تجاري بمجرد أن تنتهي الأزمة".
وفي الموضوع الاقتصادي أكدت الوكالة الامريكية أن قطاع الطيران في الإمارات كان أكثر المستفيدين من الأزمة القطرية الحالية، وأضافت أن شركة طيران العربية، يبدو أنها تستفيد ويتحسن أداء أسهمها في النصف الثاني من العام على خلفية إغلاق الأجواء الإماراتية والسعودية والبحرينية أمام شركة الخطوط القطرية. ويمكن للشركة أن تجذب مزيدا من الركاب على الخطوط التي تتداخل مع الخطوط القطرية، التي حرمت من الطيران فوق أجواء الدول المقاطعة لها سياسياً، ونقلت "بلومبرغ" عن أمين وافي محلل الأسهم في رينيسانس كابيتال في دبي قوله: "إن وضع الخطوط القطرية سوف يساهم في زيادة رحلات ومعامل تحميل العربية. وتعمل العربية بطاقة كاملة إلى السعودية، ويمكن أن تشغل الشركة مزيداً من الطائرات أكثر مما هو متوقع على هذه الرحلات، مما يساعد في القضاء على الطاقة غير العاملة بعد الإحجام عن الطيران إلى السوق القطرية".
وارتفعت أسهم شركة العربية، المدرجة في سوق دبي المالي، بنسبة 1.9 % في العام الجاري حتى إغلاق أمس الاثنين. وقال مارك مارتين، رئيس شركة مارتين للاستشارات، إن إسطول "العربية" يمكنه الاستمرار في عملياته إلى المدن التي لا تزيد الرحلة إليها على خمس ساعات في الوقت الحالي. ويعني ذلك أن شبكتها وعائداتها عالية المرونة لأن معظم دخلها يأتي من سوق سفر الموظفين والعمال.
وكانت السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر قد قطعت علاقات دبلوماسية وروابط نقل مع قطر يوم 5 يونيو حزيران، متهمة إياها بدعم الجماعات المتطرفة والمسلحين المدعومين من إيران. وقد نفت قطر مرارا هذه الاتهامات.