الوقت- الحرقة هي ظاهرة مؤلمة يعاني منها البالغون، وعادة لا يعرفون سببها، وهي تصيب الانسان بدءاً من أعلى البطن وتمتد لتصل إلى المريء فنشعر بها في العنق، والإحصاءات تقول بأن واحداً من بين كل ثلاثة أشخاص يعاني من الحرقة.
عادة ما تظهر الحرقة بعد ساعة واحدة من تناول الطعام أما شدتها فتختلف بين شخص وآخر وكذلك مدتها فقد تستمر لدقائق أو تطول لساعات وغالباً ما تتصاحب مع شعور بالحموضة الشديدة في الفم والحلق.
في الأسباب؟
السبب الأساسي وراء الاصابة في الحرقة هو تناول الطعام في وقت متأخر ليلاً كما ان لهذا الامر أضرار أخرى تتعلق بالربو وصعوبة التنفس أثناء النوم فضلاً عن السمنة وغيرها، وفي هذا الإطار أشار عدد من المختصون إلى أن السبب العلمي وراء الإصابة بالحرقة هو خلل في عمل إحدى العضلات الموجودة تحت العضلة العاصرة للمريء والتي تسمى ال اي اس أو مصرة المريء، وهذه العضلة تفتح وتغلق عند تناولنا للطعام ولكن عندما لا تغلق هذه العضلة بشكل تام يتسبب ذلك بدخول حامض وإنزيمات الجهاز الهضمي إلى المريء والتسبب بالأعراض التي نشعر بها من حرقة وحموضة وقد تسبب أحيانا ضررا في بطانة المريء..
هذا وأشار المختصون إلى أن خروج هذا الأسيد يؤدي إلى عوارض أخرى مثل البحة والتهاب الجيوب الأنفية والحساسية والربو واحتقان الحلق وحتى السعلة التي لا تستجيب للعلاج المتعارف عليه.
وهنا تأتي نصيحة المختصين بأن نكف عن تناول الطعام قبل فترة عدة ساعات قبل النوم وذلك بإعتبار أن المعدة تحتاج إلى ما يتراوح بين ساعتين إلى أربع ساعات لكي تفرغ تماماً، كما وضعوا لائحة بالأطعمة التي يجب تجنب تناولها قبل النوم وهي الكتالي:
الحوامض والتفاح، الساندويشات وشطائر البرغر، المكسرات، مشروبات الطاقة، الكحول، المشروبات الغازية، الشوكولاتة والحلويات واهمها (البوظة أو الآيس كريم)، البيتزا أو الجبنة، القهوة أو الاسبرسو، الجزر، الطماطم الكرزية، حبوب الكينوا، زبدة الفستق، اللبن الرائب، الحمص، اللوز، الأرضي شوكي، العنب الأزرق، سمك السلمون المرقط، البطاطس الحلوة، الطماطم الصفراء، الهليون ، الموز، البروكلي ، الأرز ، القرنبيط ، البطيخ ، الكوسى الخضراء وأخيراً الأفوكادو...
من يصاب الحرقة؟
الاصابة بالحرقة أو حرقة المريء ظاهرة شائعة بين البالغين نساءاً ورجالاً على حد سواء في مختلف فئاتهم العمرية إلا أن الكبار أو البالغين أكثر عرضة للإصابة بها، والاحصاءات الطبية تشير إلى أن 30% من البالغين يصابون بالحرقة بين الفينة والأخرى إلا ان شدتها تختلف بين شخص وآخر. أما في الوتيرة فمعظم الذين يصابون بالحرقة بوتيرة دائمة تأتيهم مرة واحدة في الأسبوع حتى مرة واحدة في الشهر، إلا ان جزءاً لا بأس به من البالغين تبلغ نسبتهم 13% حسب الإحصائيات الطبية يعانون من الحرقة بوتيرة مرة أو أكثر في الأسبوع الواحد.
في علاج الحرقة
علاج الحرقة يعتمد بشكل مباشرة على شدة نوبات الحرقة ومدى تواترها عند الشخص. فالحرقة الخفيفة يمكن معالجتها من خلال إجراء بعض التعديلات على النظام الغذائي للمصاب أو من خلال القيام ببعض الإجراءات كالإقلاع عن التدخين وتجنب سلسة من الأطعمة الدهنية والتوابل كالتي ذكرناها أعلاه، ومن ثم يمكن أن يلجأ المصاب إلى الأدوية المضادة للحموضة والتي تتألف بشكل أساسي من المغنيسيوم والألومنيوم أو كربونات الكالسيوم، وهي تعمل على معادلة مستوى الحمضية في معدة المصاب.
ولكن فيما يخص نوبات الحرقة الشديدة والمتكررة، فينصح المختصون المصابين بها بزيارة طبيب ليصف لهم دواء مناسب، كما يمكنهم استعمال بعض الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبيب. معظم هذه الأدوية تقوم بتقليل إفراز حامض المعدة وبالتالي معالجة حرقة المعدة. هذا وتجدر الإشارة إلى ان جيلاً جديداً من هذه الأدوية بات متداولاً في الأسواق والتي تحتوي على جزيء الأوميبرازول والتي تجنب المصاب الشعور بالحرقة لمدة تصل إلى 24 ساعة عن طريق تناول حبة واحدة في اليوم.