الوقت- عرضنا لكم في تقرير سابق أدلة واكتشافات تشير إلى إمكانية استخدام المصريون القدامى لتكنولوجيا حديثة في بناء الأهرامات، وفيما يلي تتمة التقرير بأدلة إضافية:
7. مواد البناء (جبس أو اسمنت البناء)
تم تحليل عينات من مواد البناء المستخدمة في بناء الأهرامات عدة مرات، وعلى الرغم من تحديد مكوناتها والتكنولوجيا الحديثة المتوافرة لدينا اليوم لم يتمكن العلماء من إعادة إعدادها حتى الآن.
يعتقد أنه تم تصنيع هذا الاسمنت من الجبس المعالج، ولم يتم استخدامه مثل استخدامنا للإسمنت في عصرنا الحالي. اذ تم وضعها عند مفاصل الأحجار الضخمة وزواياها بعد وضعها في مكانها وذلك لدعم هذه المفاصل. واستخدم ما يقدر بـ 000 500 طن من هذه المادة الاسمنتية أثناء تشييد الهرم الأكبر. ومما يثير الدهشة، أن هذا الجبس أقوى من الحجارة العملاقة نفسها إذ بقي قوياً ومتماسكاً منذ آلاف السنين وحتى يومنا هذا.
6. طرق التهوئة الغامضة
هناك الكثير من التكهنات بشأن مهاوي أو المسالك التهوئة داخل الهرم الأكبر. من بين الأهرامات الثلاثة في الجيزة، الهرم الكبير هو الوحيد الذي تم بناؤها بهكذا تهوئة. زوايا هذه التهوئة يتوافق تماماً مع الأجرام السماوية أو ما يعرف بـ"celestial bodies".
هذا الأمر يجعلنا نطرح السؤال التالي: ما هي التكنولوجيا غير المعروفة التي كانوا يستخدمونها للحصول على مثل هذا التخطيط والمقاسات والمواقع الدقيقة جداً، وكيف تمكنوا من تخطي كل المعوقات التي تقف أمام هذه المسألة؟
تماما مثل محاذاة الهرم للقطبين من حيث تخطيطه والتي ذكرناها في الجزء الأول، لا توجد أي سجّلات في الثقافة المصرية تكشف لنا كيف كانوا قادرين على الحصول على كل هذا التخطيط والانتظام. هناك نظريات تشير إلى أن هذه المهاوي هي ببساطة من أجل التهوئة، إلا أن أن معظم هذه المسالك لا يتخطى سطح الهرم الخارجي من اجل الوصول إلى الهواء الخارجي.
5. الباب الضخم
في وقت ما، كان لبعض الأهرامات أبواب ضخمة، وكانت هذه الأبواب الضخمة غير قابلة للكشف لأنها تتناسب تماما مع فتحاتها داخل الأهرامات ولا يمكن للناظر كشفها. تم اكتشاف هذا النوع من الأبواب الدوارة عندما تم استكشاف الهرم الأكبر.
الملفت أنه يمكن للمرء أن يفتح هذا الباب من الداخل بحد أدنى من القوة، وذلك بسبب الطريقة المتوازنة التي وضعت عليها هذه الأبواب. نحن نتحدث هنا عن ما يقدر بنحو 20 طنا يتم تحريكها بسهولة من جهة واحدة فقط. لذا كيف كان المصريون قادرين على تقطيع ووضع هذه الأبواب بهذه الدقة وبهذه الطريقة؟ الجواب لا يزال لغزاً. كيف تمكنوا من تحقيق التوازن لهذا الوزن الهائل؟
4. غطاء أو طلاء الصخور (حجارة الغلاف)
في القدم كان الهرم الأكبر مغطى بحجارة الجيري البيضاء المصقولة، ويعتقد أنها كانت نوعاً من الأحجار الكريمة. وهذا جعل الهرم يتألق مثل جوهرة في وسط الصحراء، إذ أن هذه الحجارة تعكس ضوء الشمس مثل المرآة. كانت الاقسام المصنوعة من هذه الحجارة العاكسة متموجة تماماً، لذلك عندما كان الهرم الأكبر مغطى بها، كان له مظهر ناعم ومسطح. تم قطع عدد كبير من هذه الحجارة من محجر بعيد ثم تم نقلها عبر مياه نهر النيل. بعد عبورها النهر، كانت توضع بدقة متناهية وبشكل متوازي.
تسبب زلزال كبير في عام 1303 م بسقوط العديد من حجارة الغلاف هذه، بعد ذلك تم استخدامها لبناء المساجد والحصون. أما اليوم كل ما تبقى هو النواة الداخلية للهرم. هذا الفن المعماري عالي الدقة والزوق العالي فضلاً عن طريقة ثقل هذه الأحجار وطريقة نقلها عبر النهر أمور تشكل تحدي بحد ذاتها نسبتاً لتلك الحقبة الزمنية القديمة.
3. الأضلاع الثمانية الدقيقة
للوهلة الأولى، قد يظن الناظر إلى الهرم الأكبر أنه يشبه أي هرم رباعي الأوجه أو الجوانب. ولكن برؤيته من الجو يمكن أن نرى كل جانب بشكل أوضح، ما سيجعلنا نكتشف أن الهرم هيكل ثماني الأوجه أو الجوانب. ويعتقد أن هذه المسافات أو الأوجه جزء من التصميم والهدف منها الحفاظ على حجارة الغلاف في مكانها.
فيما افترض البعض أنها نتيجة التآكل. ولكن مهما كان السبب، فإن دقتها مدهشة. فاثنين من الأضلاع تتوسطها خطوط أو نتوآت داخلية ذات قعر صغير يساعد على تماسك السطح أو الغلاف. دقة هذه الخطوط وطريقة تناسقها يعد أمر صعب حتى في زمننا هذا فكيف بأدوات قياس ومهارات كتلك التي كانت موجودة. إنكار النية الكامنة وراء هذه الخطوط يظلم تماماً المهارات والجهود التي تطلبتها.
2. تابوت خوفو
بني الهرم الأكبر على زمن خوفو، عندما تم اكتشاف تابوته ودراسته طرح الكثير من التساؤلات والتكهنات، فالتابوت كان ضخماً جداً ويصل وزنه لـ3.75 طن، وأبعادها وكبر حجمها يثير التساؤل حول كيفية وصولها إلى داخل تلك الحجرة، ما فسره البعض بأن التابوت وضع قبل بناء الأهرام.
التابوت مصنوع من الغرانيت الصلب، تم تجويف وسطه وأحدث فيه ثقوب من الجانب، طريقة إحداث هذا التجويف وهذه الثقوب غير معلومة حتى اليوم، فبالأدوات الخشبية الأمر شبه مستحيل..!
1. بقع حرارية غريبة
في عام 2015، كشف المسح الحراري للأهرامات أن الهرم الأكبر لديه ثلاثة بقع تولد نوعا من الحرارة على طول قاعه. بدأت التكهنات حول ماهية هذا النوع من الشذوذ الحراري. افترض البعض أن هناك ممرات صغيرة تحت هذه النقاط الحرارية، والتي يمكن أن تؤدي إلى غرف خفية. فيما يعتقد آخرون أن الحرارة يتم توليدها بواسطة بقايا تكنولوجيا قديمة منسية.
في فرضية غريبة، اعتقد البعض أن هذه البقع الحرارية التي اكتشف المزيد منها في أعلى الهرم وقاعه لاحقاً هي عبارة عن محركات ضخمة تستخلص طاقتها من الشمس وتدخرها لوقت ما تقلع فيها هذه الأهرامات بعد آلاف السنين من الراحة، الفرضيات والتكهنات والتخيلات كثيرة، إلا أن الألغاز في هذه الأهرامات أكثر بكثير وغير المكتشف منها ربما يكون أكثر.