الوقت- أبهرت الأهرامات القديمة في الجيزة البشرية لقرون عديدة. فرسمت مشاهد فريدة وعظيمة في تلك الطبيعية الصحراوية. أهمها الهرم الأكبر بإرتفاع يصل إلى 139 متر (455 قدم)، والذي يعتقد أنه بني بأمر الفرعون خوفو قرابة الـ 2550 قبل الميلاد، وهو يعتبر أكبر هيكل معماري تاريخي على وجه الأرض.
فيما يعتقد أن الهرم الثاني قد بناه ابن خوفو "خفرع" قرابة الـ2520 قبل الميلاد، وهو يشمل أيضاً تمثال أبو الهول النصب التاريخي لجسد أسد مع رئيس الفرعون منحوت على حجر الجيري. أما الهرم الثالث والأصغر بكثير من الأولين يعتقد أنه قد تم بناؤه من قبل الفرعون منقرع قرابة 2490 قبل الميلاد.
بعض الدراسات العلمية تقدّر بأن عمر هذه الأهرامات يمكن أن يكون أقدم بكثير مما يعتقد الآن، فيما خلص العديد من العلماء إلى أن بناء الهرم الأكبر لوحده استغرق 20 عاماً وبناه 20 ألف عامل فقط، وهذا أمر مذهل جداً خصوصاً عندما يذكر التاريخ أنهم استخدموا في بنائه أدوات خشبية مع الحبال والبكرات فقط. فمع عظمة هذا البناء وكل التفاصيل والأسرار الدقيقة التي يتميز بها من الصعب أن نتقبل أن مثل هذه الروعة يمكن أن تنجز في فترة 20 عاماً بواسطة هذا العدد القليل جداً من العمال وبهذه الأدوات والموارد المحدودة.
في محاولات عدة وبحسابات دقيقة لم يستطع العلماء محاكاة بناء هذه الاهرامات بلحاظ الموارد والعمال المستخدمة آنذاك. فكيف اذا ما قلنا أن بعض الدراسات تفترض بأن الاهرامات عمرها أكثر من 4500 سنة وهي موروثة من حضارات سابقة؟.. فيما يلي عشر علامات تدل على امتلاك من بنى الأهرامات على تكنولوجيا متقدمة:
10. حجم ووزن المعدات والمواد المستخدمة
حجم الأهرامات وحده كافٍ ليدلّنا على اعجاز في بنائها، فالهرم الأكبر مثلاً يتألف من 2.3 مليون كتلة حجرية تزن كل كتلة بين 2.5 إلى 15 طن. فكيف حرّك هذا العدد من العمال هذه الأحجار الضخمة بواسطة سلالم ومعدات خشبية؟ هذا الأمر غير منطقي فلا يوجد أي نوع من الخشب يمكنه تحمل هذا الثقل.
فضلاً عن ذلك إذا ما أدخلنا الرياضيات وبعض الحسابات سنستنتج من المعطيات التاريخية أن كل كتلة تم وضعها خلال دقيقتين ونصف وهذا أمر مستحيل في ظل الامكانيات المتوافرة آنذاك.
9. أنظمة الأنفاق والسراديب المعقدة
لا تتوقف الإكتشافات الجديدة تحت الأهرامات فكل فترة يكتشفون دهليزاً جديداً هنا أو غرفة سرية هناك، وتمتد الأنفاق تحت الاهرامات نحو الصحراء عميقاً في الأرض وتتسم بتصاميمها المميزة والدقيقة والحرفية.
ناهيكم عن طريقة التهوئة والإنارة التي تصل بعض غرفها السرية وطرقة هندسة هذه الأمر شكّل الاكتشاف الأخير من قبل عالم الآثار "برين فويستر" تعزيزاً لفكرة أن التكنولوجيات المتقدمة كانت موجودة في زمن الفراعنة، حيث وأثناء اكتشافه لأنفاق عميقة جداً تحت الأرض اكتشف 20 صندوقاً من الغرانيت المقطع بطريقة دقيقة وحرفية جداً يزن كل منها حوالي الـ100 طن!..
فسر العلماء وظيفتها بأنها أماكن لحفظ تماثيل الثيران الشهيرة، إلا أن عدم وجود تماثيل ثيران بداخلها فضلاً عن مكانها وطريقة وصولها إلى هناك يجعل الغرض من لغزاً. لذا فسّر البعض أنها كانت تستعمل لتخزين شكل قديم من الطاقة.
8. موقع الأهرامات
تبعث الدقة التي اختيرت بها مواقع الآهرامات والتخطيط الدقيق لها على الحيرة، خصوصاً الهرم الأكبر الذي يتناسب موقعه مع اصطفاف الجهات الأربع الأساسية بدقة عالية جداً، فكيف فعل ذلك المصريون وهم لم يكونوا قد اكتشفوا نجم الشمال الذي نعرفه اليوم والذي يساعدنا على تحديد الشمال بدقة؟!
لم يجد العلماء إجابة على ذلك سوى أنهم أي الفراعنة كانوا قد توصلوا لخورزميات وعمليات حسابية عالية الدقة والتعقيد. والتي لا يمكن تطبيقها دون معرفة أوقات الانقلابات الشمسية وغيرها من معطيات تزيد من تعقيد العملية، هذا إذا ما أخذنا بالاعتبار عوامل معرقلة كالتقلبات الجوية وغيرها. الغريب أن لا سجل أو دليل على امتلاك المصريين القدمات لهكذا سجلات علمية متقدمة. كما أن اللافت أيضاً أن الهرم الكبير الذي شيّد منذ آلاف السنين أشد دقة في تخطيطه من بناية ميريديان التي بنيت حديثاً في مرصد غرينتش في لندن.
سنكتفي في هذا الجزء بهذه الدلائل الثلاث، لنوافيكم في الجزء الثاني بباقي اللائحة، انتظرونا بأدلة محيرة ومحفزة أكثر..