الوقت - بعد اقالة جيمس كومي قد تؤدي مساعي ترامب للاطاحة بروبرت مولر واغلاق قضية العلاقة مع روسيا الى عزل ترامب من منصبه، اثر اتهامات بعرقلة سير العدالة.
ويعيش دونالد ترامب أسوء أزمة في البيت الأبيض وفي السياسة الداخلية الأمريكية منذ أن أصدر قرارا بإقالة مدير مكتب التحقيقات الفدرالية (أف بي آي)، جيمس كوبي اثر إجراء تحقيق متعلّق بوجود صلات محتملة بين روسيا وفريق حملة ترامب الانتخابية. وفي هذا الصدد أوضح خبير قانوني أمريكي ممن عملوا في البيت الأبيض ابان فترة حكم الرئيس الأسبق جورج بوش، أن خطوة أخيرة خاطئة قد يتخذها ترامب ستؤدي الى استجوابه ومن ثم عزله، ليصبح النائب الاول لترامب، مايك بنس الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة. وأضاف المحامي الخبير في شؤون البيت الأبيض أنه إذا ما أقدم ترامب على اقالة المستشار الخاص في قضية العلاقة بين البيت الأبيض وروسيا، روبرت مولر؛ فسرعان ما سيحتل النائب الأول منصب الرئيس، وسيصبح مايك بنس رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
وبعد حوار حول هذا الموضوع، مع قناة فوكس نيوز الاخبارية، كتب ريتشارد بينتر الذي شغل منصب المستشار القانوني الاول للبيت الأبيض بين عامي 2005 و 2006، على صفحته بموقع تويتر للتواصل الاجتماعي: إن فريق محامي ترامب ومستشاريه القانونيين يبحثون عن ثغرة من أجل اقالة مولر.
وأضاف: إذا حصل ذلك (اقالة مولر)، فسرعان ما سيصبح مايك بنس الرئيس الـ46 للولايات المتحدة، وإن فريق ترامب يحاول التمهيد لاقالته عن طريق اثبات تضارب المصالح مع مولر؛ وحصول ذلك يعني عرقلة سير العدالة.
وانتشرت الاسبوع الماضي أخبار عن أن مولر يقوم بتحقيق حول عرقلة ترامب سير العدالة عبر اقالته لمدير مكتب التحقيقات الفدرالية، جيمس كومي، وقد وصف ترامب هذا الحقيق بـ "مطاردة الساحرات".
وقال الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض، نيوت جنجريتش، الجمعة أن: ترامب لا يمكن له أن يعرقل سير العدالة، لانه رئيس الجمهورية؛ فيما كان جنجريتش قد صوت بالإيجاب في عام 1998 على اقالة الرئيس بيل كلينتون بتهمة عرقلة سير العدالة.
جنجريتش الذي يعتبر حاليا من المخططين الاستراتيجيين لفريق ترامب وعضو في فريقه القانوني، كان قد كتب في وقت سابق عبر حسابه على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي ان الجمهوريين الذين يظنون أن ترامب يريد اقالة المحقق الخاص في قضية العلاقة بين البيت الأبيض وروسيا، يتوهمون ذلك؛ فيما أثار شكوكا حول العلاقة بين مولر وكومي.
وفي العشرين من مارس، قال كومي في شهادته أمام الكونغرس الأمريكي ان مكتب التحقيات الفيدرالية يعمل على دراسة العلاقة بين فريق البيت الأبيض وحملة ترامب الانتخابية وبين روسيا، وإن المكتب يهدف الى تحديد ما إذا كان لهذه العلاقة تأثير على نتائج الانتخابات أم لا.
ولكن كومي أقيل من قبل ترامب في التاسع من مايو، وعلق ترامب على ذلك بعد يومين خلال حوار مع قناة NBC، قائلا: ان اقالة كومي حصلت لأن العلاقة بين ترامب وروسيا قصة خيالية ومصطنعة.
وفي الثامن من يونيو، شهد كومي مرة أخرى أمام الكونغرس الأمريكي وقال ان ترامب ضغط عليه من أجل ايقاف التحقيق بشأن العلاقة بين المستشار السابق للأمن القومي، مايكل فلين واعضاء فريق ترامب وبين روسيا.
في السابع عشر من مايو، عينت وزارة العدل الأمريكية مولر محققا خاصا لقيادة التحقيق في ملف التدخل الروسي، وكان مولر قد تولى ادارة مكتب التحقيقات الفيدرالية منذ 2001 الى 2013.
وكتب ترامب عبر صفحته على موقع تويتر الخميس الماضي: إن تحقيق مولر يُقاد من قبل أشخاص لا مكانة لهم ويعانون من تضارب المصالح، وإن مولر يلاحق أكبر وهم في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
وكان عدد من المقربين من الرئيس دونالد ترامب، قد صرحوا مؤخرا أنه يحاول اقالة مولر كما أقال جيمس كومي، رغم ان ريتشارد بينتر كان قد حذر من أن هذه الاقالة قد تؤدي الى استقالة وزير العدل، ومحاولة الكونغرس الانتقام بالإضافة الى استقالة عدد من موظفي البيت الأبيض، واشار بينتر الى أن هذا ثد يؤدي في النهاية الى عزل ترامب.