الوقت- واصل الجيش السوري تقدمه النوعي في عمق البادية السورية وتمكن من السيطرة على عدد من المناطق قرب حقل أراك النفطي بريف حمص الشرقي، كما عزز مواقعه على الحدود السورية العراقية، بعد أن تمكن من الالتفاف على القوات الامريكية قرب التنف.
وتواصلت الاشتباكات العنيفة محيط حقل آرك والتليلة وقرب جبل شاعر بريف حمص الشرقي. ودارت معارك عنيفة على محاور على الطريق المؤدي من تدمر إلى السخنة، حيث ترافقت الاشتباكات مع قصف مكثف من الطائرات الحربية على مناطق سيطرة التنظيم ومواقعه.
وتمكنت القوات السورية من الاقتراب من بلدة آرك وحقولها النفطية واتجه جزء من القوات نحو المحطة الثالثة للسيطرة عليها، ضمن أولى الخطوات التي تنفذها قوات الجيش السوري للتقدم نحو مدينة السخنة، التي تعد آخر مدينة وتجمع سكني كبير يسيطر عليه تنظيم داعش الارهابي في محافظة حمص.
وبحسب القراءة الأولية لمنطقة تقدم العمليات العسكرية التي يخوضها الجيش السوري في البادية السورية، فان هدف العملية هو تحرير حقل "آراك" النفطي الذي يبعد عن القوات 4كم فقط ومن ثم التوجه إلى منطقة "السخنة" أبرز معاقل داعش في الصحراء السورية ذات الطبيعة الجغرافية الوعرة.
كذلك فان الجيش السوري وضع نصب عينيه تحرير مدينة دير الزور، اذ أصبحت المحافظة الشرقية الأولوية للقوات السورية في معاركها وصولا الى مدينة البوكمال، إذ تمنح مدينة دير الزور موقعاً استراتيجياً متقدماً في المنطقة الشرقية، يساعد في إدارة وإمداد معارك الحدود مع العراق بعد أن حاول الجيش الامريكي منع الجيش السوري من الاستفادة من معبر التنف الحدوي.
ايضا يسعى الجيش السوري الى التقدم نحو مطار مدينة دير الزرو، محاولاً فك الحصار عن المنطقة الاستراتيجية و الاستفادة من عدد كبير من المقاتلين المتواجدين في المدينة إلى جانب الاستفادة من مطارها العسكري الذي بقي شريان المدينة الوحيد طوال مدة حصارها.
ومن ناحية أخرى، يندرج التقدم الأخير نحو الحدود والتقدم في مدينة السخنة نحو دير الزور ضمن إطار معركة استباقية لقطع الطريق أمام التحالف الأمريكي وفصائل البادية التي يدعمها، وتفويت الفرصة للقوات التي تدعمها واشنطن من التقدم الى المدينة سواء من من الحدود العراقية أو من جهة مدينة الرقة حيث تتواجد قوات سوريا الديمقراطية على بعد 40 كيلومتر فقط.
الجيش السوري يعزز تواجده قرب الحدود العراقية
وقرب الحدود السورية العراقية، فرض تقدم الجيش العربي السوري وحلفائه في عمق البادية وصولاً إلى حدود العراق واقعاً جديداً للعمليات في تلك المنطقة، بعد أن تم الالتفاف على الجيش الامريكي قرب معبر التنف على الحدود العراقية السورية الاردنية، وقطع الجيش السوري الطرق على التحالف الامريكية والفصائل التي يرعاها، نحو الشمال، مغلقة بطوق عسكري يحول دون عبور دورياتهم نحو ريف البوكمال الغربي، بعدما كانت قد وصلته في مناسبات عديدة سابقة. وخلال اليومين الماضيين، عمل الجيش على تثبيت نقاطه في المواقع المتقدمة التي سيطر عليها، قبالة الشريط الحدودي مع العراق، وشمال موقع الزقف الذي يضم قوات أميركية ومقاتلين من فصيل "مغاوير الثورة".
صراع على "القمح" بين فصائل درع الفرات في الباب
وليس بعيداً عن أحداث البادية السورية، برز خلال الساعات القليلة الماضية تطور لافت في مدينة التي تحتلها فصائل موالية للنظام التركي، اذ اندلعت معارك جديدة بين أمراء الحرب في المدينة الواقعة في ريف حلب الشمالي شمال سوريا، وتفجر النزاع بين جماعات مدعومة من تركيا وتأتمر بغرفة الموم التي تديرها أنقرة والمخابرات الأميركية، هي حركة أحرار الشام من جهة، وفرقة الحمزة ولواء السلطان مراد التابعين للجيش الحر، في مدينة الباب في ريف حلب الشمالي.
اذا اتهمت حركة احرار الشام جماعتي الحمزة والسلطان مراد بمهاجمة مقراتها في مدينة الباب، وتحدثت تنسيقياتها عن اعدامات ميدانية بحق عناصرها، فيما تجاوز عدد قتلاها في اليوم الأول 20 مسلحاً، وبحسب تنسيقيات المسلحين، فإن سبب الخلاف يعود إلى اتهام فرقة الحمزة والمجلس العسكري للفوج الأول التابع لاحرار الشام بأنه على علاقة مع جبهة النصرة، الأمر الذي نفته احرار الشام، لتندلع المواجهات بين الطرفين.
وتشير المصادر المحلية من مدينة الباب الى أن الصارع بين أمراء الحرب يهدف إلى فرض النفوذ الكامل على مدينة الباب، سواء من فرقة الحمزة، أو الفوج الاول التابع لأحرار الشام، كذلك تهدف الجماعات المسلحة للسيطرة على محصول القمح وعن مستودعات هذه المادة في المدينة، تلك التي خلفها داعش قبل انسحابه، أو التي حصدها المزارعون الشهر الماضي، حيث يقوم كل فصيل بشراء هذه المادة من المزارعين، وبيعها في السوق.