الوقت-تعتبر منظمة شنغهاي للتعاون أحد الجوانب الهامة في السياسة الخارجية لطهران، وعضوية جمهورية إيران الإسلامية في هذه المنظمة متوقع في المستقبل القريب. عضوية إيران الكاملة في هذه المنظمة بعيداً عن الفوائد الاقتصادية، ستوفر فرصة لروسيا والصين حتي تقنعا المجتمع الدولي بأن العالم الأحادي القطب لم يعد موجوداً، وهيمنة الغرب محكوم عليها بالزوال.
إن النهج المزدوج للدول الغربية حيال القضية النووية الإيرانية، يوحي بأن الغرب لا ينوي رفع العقوبات المفروضة علي إيران، والاتحاد الأوروبي الذي كان يدعو حتي فترة قريبة، إلي إبداء المرونة في المفاوضات النووية، قد مددت العقوبات ضد شركة الناقلات الوطنية الإيرانية. هذا في حين أن قائد الثورة الإسلامية المعظم آية الله الخامنئي قد أعلن قبل بضعة أيام أنه في حال تشديد العقوبات، فإن إيران علي استعداد للحد من نقل النفط والغاز إلى أوروبا.
لقد ربط الغرب عقوباته ضد إيران بالبرنامج النووي، مستهدفاً بشكل رئيسي قطاع النفط والغاز في الجمهورية الاسلامية. فعلى سبيل المثال كانت الولايات المتحدة وفقاً لمصالحها الاقتصادية، من المؤيدين للعقوبات بشكل دائم، ذلك أن إيران هي البلد الثالث عالمياً من حيث احتياطيات النفط، وتمتلك 10 في المئة من الموارد النفطية في العالم، وإذا استمرت العقوبات، فإن أميركا ستتخلص من منافس قوي لها في سوق النفط العالمية.
قائد الثورة الإسلامية قال صراحة إنه إذا كانت العقوبات هي القرار للطرف المقابل، فإن الشعب الإيراني أيضاً قادر علي فرض العقوبات، وسيفعل ذلك. بحيث إن جزءاً كبيراً من النفط والغاز العالميين في إيران، وإذا لزم الأمر، يمكن لهذا البلد أن يمتنع عن بيع الغاز الذي تحتاجه أوروبا ويحتاجه العالم.
والدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون لا تري ضرورة لتأييد العقوبات الغربية المفروضة على إيران، وفي الماضي كان يعتبر انضمام إيران إلي هذه المنظمة، مرتبطاً بتطبيق العقوبات الدولية ضد طهران. ولكن نظراً إلي أن الخريطة الجيوسياسية العالمية قد شهدت تغييرات كبيرة، وروسيا باعتبارها أحد الأعضاء الأصليين في منظمة شنغهاي للتعاون قد فرضت عليها عقوبات أيضاً، فإن رفض انضمام إيران لهذه المنظمة بسبب العقوبات، لم يعد مبرراً لطهران على الأرجح. ومع ذلك، إيران كمنافس "غير مرغوب فيه" للغرب، يستطيع أن يتحول إلي شريك كامل للشرق، وخاصة الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون.
وعلاوة علي امتلاك طهران لموارد طبيعية عالية، فإن الموقع الجغرافي لهذا البلد سيحوله إلي مركز للنقل والخدمات اللوجستية. ثم إن التعاون في مجال النفط والغاز، له أهمية كبيرة لدول المنطقة، واللاعبون الرئيسيون في منظمة شنغهاي للتعاون سيحاولون بطبيعة الحال، تطوير علاقاتهم مع طهران في هذا المجال، وتطويرالخدمات اللوجستية الإيرانية سيساعد علي إنجاز هذا الأمر.
إيران والهند هما اللاعبان الرئيسيان اللذان لميتحقق بعد عضويتهما الكاملة في منظمة شنغهاي للتعاون، ولكن "بكين" و "موسكو" قد نقلتا رسالة مفادها أنهما تريان في إيران شريكاً موثوقاً به. وإذا أثيرت قضية عضوية إيران في هذه المنظمة، فإن الكلمة الفصل ستكون لدول آسيا الوسطى (كازاخستان وطاجيكستان وقيرغيزستان وأوزبكستان)، ولكن من غير المرجح أن هذه البلدان ستعارض وجود مثل هذا الشريك القوي في العمليات الاقتصادية الإقليمية.
إن سلوك الدول الغربية قد خلق الدافع لانضمام طهران إلى منظمة شنغهاي للتعاون، والدعم الروسي والصيني لهذا الأمر أيضاً. ومن هذا المنظار، فإن الاتحاد الأوروبي وأمريكا قد أدخلا أنفسهما في مرحلة، كل إجراء فيها سيرتدّ عليهما بالضرر في المستقبل. ومن جملة ذلك استمرار السياسات الغربية لتكثيف المواجهة مع إيران، والتي ستؤدي إلى مزيد من التقارب الإيراني مع شركاءها التقليديين في المنطقة.