الوقت- فقيد الجهاد والمقاومة القائد اسماعيل أحمد زهري "أبو خليل"، هكذا عرفت قناة المنار والقيميون على الحفل التكريمي الذي أقامه حزب الله وفاءاً لأحد قادته الذي توفاه الله بعد معاناته وصراعه مع مرضه العضال في مسقط رأس الفقيد مدينة "النبطية" والذي شهد حضوراً جماهيرياً لافتاً فضلاً عن إلقاء الأمين العام للحزب كلمة خلال الحفل، فمن هو هذا القائد الجهادي الكبير؟ وما الذي قاله السيد نصرالله عنه؟
من هو إسماعيل زهري "أبو خليل"؟
يعتبر "زهري" من المؤسسين الأوائل لـ "حزب الله"، وقد انتسب إلى صفوفه منذ بداياته الأولى في عام 1982، وكان له دور كبير في العمليات الأولى كما كان له بطولات كبرى في ساحات الجهاد ضد العدوين الإسرائيلي والتكفيري على السواء.
وتدرج "زهري" داخل الأطر القيادية في الحزب، وكان مسؤولاً عن العمليات العسكرية في الجنوب وخاصة في إقليم التفاح والنبطية والريحان في فترة الإحتلال الإسرائيلي حتى التحرير.
وبعد عام 2000 إستلم "زهري" مسؤوليات واسعة في غرفة العمليات المركزية في "حزب الله"، ليستلم بعد ذلك ملفاً أساسياً في إحدى الوحدات العسكرية البالغة الأهمية، وكان أحد أركان القوة المدفعية في حزب الله ومن المؤسسين الأوئل لها، وعمل على تطوير هذا القطاع العسكري المهم في الحزب وجهز كوادر كثر وبنية تحتية لا يستهان بها من خلال تجربته الكبيرة فضلاً عن تحصليه العلمي العسكري الذي دأب دوماً على زيادته وتطويره ليتمكن من خدمة المقاومة والمقاومين.
وبعد حرب تموز، تسلّم "زهري" قيادة وحدة عسكرية أساسية وحساسة جداً لخبرته الكبيرة والمتراكمة وهي إحدى الوحدات الصاروخية النوعية في الحزب والتي تعتبر ركيزة في سياسة الردع التي اعتمدها الحزب في حربه مع الكيان الإسرائيلي في حروب مختلفة ولا يزال حتى يومنا هذا.
عانى زهري من مرض عُضال منذ العام 2010 ولكنه سعى دوماً للبقاء في ميادين العمل العسكري والحزبي والبقاء دائماً على الاطلاع على أوضاع الوحدة والمجاهدين في الحزب، وعرف عن "زهري" إلتزامه الكبير وإخلاصه في العمل خدمة للخط الذي يؤمن به، فضلاً عن الإيمان الكبير الذي يميِّزه كسائر قادة المقاومة، والجميع شاهد الفيديو الذي يظهره وهو يقيم الصلاة وهو في آخر أيامه وساعاته يفارق هذه الحياة وفي أصعب أوقات علاجه.
ما الذي قاله السيد نصرالله عن القائد "زهري"
في إطار الحفل التكريمي الذي أقامه حزب الله لفقيده القائد "أبو خليل" تحدث أمينه العام السيد نصر الله عن صاحب المناسبة وأشار إلى أن "زهري" كان صافيا متواضعا حنونا شجاعا مقداما حاضرا في الميدان وكان يتابع التفاصيل رغم المرض وكان صاحب علم ومعرفة، وقال ان الحاج ابو خليل كان من القيادات الأساسية في حرب تموز والذين ساهموا بالإنتصار مشيرا إلى انه من أهم ضباط المدفعية في المقاومة الإسلامية، وسرد قليلاً من إنجازاته وذكر أنه من أوائل الذين انضموا لهيكلية الحزب ونذروا أنفسهم فداءاً لهذا الخط المقدس منذ عام 1982.
وأكد السيد نصرالله انهم اذ يكرمون الحاج "اسماعيل زهري" فهم يكرمون من خلاله كل اخوانه الذي مضوا والذين استشهدوا وقال: "نعاهد ان امانتكم ايها القادة والشهداء والمجاهدون والجرحى هي في ايدي بقية اخوانكم ولن يبدلوا تبديلا، وفي الذكرى العاشرة لحرب تموز، 33 يوما تشهد احداثها أن في هذه المسيرة رجال ونساء وكبار وصغار وقادة وزعماء وعلماء يصرون ويثبتون ويصمدون حتى في اصعب الايام وآتى صبرهم وصمودهم نصرا، وهذه الامانة يا ابا خليل عند اهل الامانة ان شاء الله وكن على ثقة ان ابناءك ورفاقك سيواصلون دربك حتى النصر الاتي ولن يتحقق على ايديهم الا المزيد من العزة والكرامة والتحرير."