الوقت - تعيش الجالية الأفغانية حالة صعبة بعد هجوم اورلاندو الارهابي، الذي نفذه أمريكي ذو أصول أفغانية و الذي اسهدف نادياً ليلياً في أمريكا، و أدى الى مقتل 49 مواطن أمريكي. بعد هذا الهجوم عشعشت في رؤوس كثير من الأميركيين فكرة أن الأفغان هم السبب و خلق لهم الحجج من أجل إدانة جماعية لم تقتصر على الفاعل أو على منطلقاته الأيديولوجية، بل توسّعت لتشمل المواطنين الأفغان المسلمين في الولايات المتحدة بشكل خاص، و المسلمين في العالم بشكل أوسع.
الخوف ينتاب المسلمين الأفغان في أمريكا
نبدأ من فاطمة رحمتي ذو الأصول الأفغانية، البالغة من العمر 37 عامًا، و التي تعمل في جمعية في نيويورك تساعد الأفغانيات على الاندماج في المجتمع عبر تدريس الإنجليزية و كيفية التصرف. و قالت رحمتي بأنها " صدمت من عدد الضحايا الكبير، وأكدت أن الخوف اجتاحها من الانتقام، بينما تزداد الأجواء السياسية توترا في الولايات المتحدة". و أضافت فاطمة، " أن الجميع في حالة صدمة، و هذا مثير للرعب". و شددت فاطمة و هي خائفة، "في أسوأ الأحوال، قد تكون هناك أعمال انتقامية، المناخ السياسي يؤجج ذلك، هذا يمكن أن يتيح لشخص أن يشعر بأن من حقه أن يفعل شيئا مماثلا".
و في سياق متصل، شاركت وازمة عثمان البالغة 42 عامًا خوف فاطمة رحمتي، و قالت" إنها شعرت بالفزع إثر سماعها بمجزرة أورلاندو التي أوقعت 49 قتيلا في مرقص للمثليين، و هي عضو في جمعية الفنانين و الكتاب الأفغان الأمريكيين المدافعة عن حقوق المثليين و المتحولين جنسيا. و أضافت "شعرت بأنني معنية مباشرة بالأمر، و سارعت جمعيتها لنشر بيان يدين المجزرة في مواجهة "خطاب الكراهية السام الذي تروج له وسائل الإعلام". و شددت على أن "بعضنا يقدم نفسه بوصفه مثليا و كان مهما بالنسبة لنا أن نعبر عن عميق حزننا".
و تضيف عثمان " تمر سيارة بيك أب أمام المركز الإسلامي بمدينة فورت بيرس، حيث كان يقيم عمر متين منفذ هجوم أورلاندو، و يطلّ منها أحدهم وهو يصرخ متوجّها للمسلمين الأفغان الذين كانوا يتوافدون على المركز "اذهبوا إلى الجحيم أيها القاذورات"، في مشهد يعكس تأثّر المجموعة المسلمة في فورت بيرس و تعرضهم لشتى أنواع الخوف و التهديد بالهجوم الإرهابي الذي اهتزّت على وقعه المدينة الأميركية يوم الأحد الماضي و خلّف 49 قتيلا.
أيضاً، قال رجل أفغني خمسيني بمرارة و هو يغادر المكان رافضا كشف هويته "نحن أناس هادئون. لم يسبق أن تعرضنا لمشاكل، لكن بسبب ما فعله هذا الشخص، نشعر بالخجل".
و يقول بدار بخت الخمسيني ذو الأوصول الباكستانية "نشعر بالخوف"، لدرجة دفعت المصلين في مسجد الحيّ، و الذين يبقون حتى منتصف الليل، إلى التجمّع عند الانتهاء من صلواتهم و لا يغادرون المسجد إلا جماعات.
و الى ذلك قال عبدالملك "الأمر يؤرقنا، أولا لأنه عمل مروّع، و ثانيا لأننا نواجه مزيدا من عدم التسامح. إنهم يسببون لنا الأذى وعلينا تحمل التبعات. ليس نحن فحسب، و إنما المسلمون في كل مكان".
مخاوف عثمان و عبدالملك و رحمتي و غيرهم من الأمريكيين من أصول أفغانية مسلمة و الذين يقدر عددهم في الولايات المتحدة بما بين 80 و300 ألف شخص و يتجمعون خصوصا في كاليفورنيا و فيرجينيا، بشأن تبعات العمليات الإرهابية على المسلمين في الدول الغربية أكدتها دراسة ألمانية حديثة. هذه الدراسة تظهر أن الشعور بالاستياء من المسلمين تزايد بشكل واضح في ألمانيا. و أوضحت الدراسة، التي أجراها علماء جامعة لايبتسيج الألمانية، أن نصف المواطنين صرحوا بأنهم يشعرون " و كأنهم غرباء في بلدهم أحيانا بسبب العدد الكبير من المسلمين "، فيما كانت تبلغ هذه النسبة 43 بالمئة في عام 2014.
و أعرب أكثر من 40 بالمئة من المواطنين عن ضرورة منع المسلمين من الهجرة إلى ألمانيا، فيما بلغت نسبة هؤلاء الأشخاص 6. 36 بالمئة فقط في عام 2014. و وفقا للدراسة، ازدادت التحفظات تجاه طالبي اللجوء، و تنتشر مثل هذه الآراء بصفة خاصة بين أتباع حزب البديل لأجل ألمانيا “إيه أف دي” المعارض للاتحاد الأوروبي و المناوئ لعمليات إنقاذ اليورو.