الوقت- لم يكون يوم مدينتا جبلة وطرطوس السوريتين كما سبقه، فمنذ بداية الحرب في سوريا، اعتادت المدينتين على الموت وتشييع الشهداء الذين ارتقوا للدفاع عن بلادهم في أغلب أرجاء سوريا، ولكن هذا الصباح كان للموت طعم آخر، اذ هزت سبعة انفجارت عنيفة المدينتين الساحليتين مخلفة عشرات الشهداء والجرحى.
البداية من مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية والتي تشكل الخزان البشري الرافد للجيش السوري، حيث هزّ تفجيران إرهابيان، صباح الاثنين، المدخل الرئيسي لكراج مدينة جبلة ما تسبب بارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عشرات المواطنين وإلحاق أضرار مادية كبيرة في المكان، كما وقوع تفجير إرهابي قرب مديرية كهرباء جبلة بالتزامن مع تفجير إرهابي انتحاري نفسه بحزام ناسف على مدخل قسم الإسعاف في مشفى جبلة الوطني ما تسبب باستشهاد وإصابة عدد من الأشخاص.
وفي طرطوس وقع عدد من التفجيرات الإرهابية في الكراجات الجديدة والضاحية السكنية مقابل الكراجات بمدينة طرطوس حيث انفجرت سيارة مفخخة قرب مركز انطلاق حلب والثانية على الباب الرئيسي للكراج بينما قام إرهابي انتحاري بتفجير نفسه بحزام ناسف ضمن الكراج، كما اقدم ارهابي آخر على تفجير نفسه بالتزامن مع التفجيرات التي وقعت في الكراجات الجديدة في الضاحية السكنية مقابل الكراجات من الجهة الغربية ما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات.
وعقب سلسلة التفجيرات الدامية خرج تنظيم داعش الارهابي ليعلن مسؤوليته عن التفجيرات، بحسب ما تناقلت مصادر عدة عن وكالة أعماق التابعة للتنظيم.
الحكومة السورية تحمل السعودية وتركيا وقطر مسؤولية الاعمال الارهابية
رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي حمل كل من السعودية وتركيا وقطر مسؤولية الهجمات الارهابية في مدينتي طركوس وجبلة الساحليتين، مشيراً الى ان الأعمال الارهابية في سوريا تتم بايعاز مباشر من تلك الدول التي تعد الراعي الرسمي للارهاب.
وجاء في بيان صادر عن مجلس الوزراء السوري الاثنين 23 مايو/أيار، أن الحكومة تدين التفجيرات الإرهابية في مدن جبلة، وطرطوس، والقامشلي، والاعتداءات الإرهابية بقذائف صاروخية في بعض مناطق حلب، ونبل، والزهراء، ودرعا، والتي أدت إلى مقتل وجرح العشرات، وتقدم التعازي لأسر الضحايا، وتتمنى الشفاء العاجل للجرحى وتدعو الجهات المعنية إلى تقديم الرعاية الصحية للجرحى والخدمات المختلفة للمتضررين.
وقال الحلقي إن تصعيد الأعمال الإرهابية في العديد من المناطق السورية يأتي بإيعاز من الدول الداعمة والممولة للتنظيمات الإرهابية المسلحة، وعلى رأسها قطر، والسعودية، وتركيا، وذلك "للتعتيم على الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري على جميع الجبهات، ورفع معنويات الإرهابيين المنهارة وتحقيق انتصار وهمي على الأرض".
وأكد رئيس الحكومة السورية أن "الأعمال الإرهابية الجبانة التي تستهدف زعزعة حالة الأمن والاستقرار التي تعيشها معظم المناطق السورية لن تثني الشعب السوري عن مواصلة حياته اليومية والمساهمة في بناء وإعمار وتعزيز قدرات دولته ومواجهة التحديات"، وحمل الحلقي "المجتمع الدولي المسؤولية القانونية والأخلاقية تجاه هذه الأعمال الإرهابية"، داعيا إياه إلى التدخل والضغط على الدول الداعمة للإرهاب الذي يهدد الأمن والاستقرار الدولي. وأكد حرص الحكومة على محاربة الإرهاب وتعزيز المصالحات المحلية، والتصدي لتداعيات الحرب الاقتصادية والإعلامية التي تستهدف النيل من الاقتصاد الوطني والدولة السورية.
من جانبه زار وزير الداخلية اللواء محمد الشعار مواقع التفجيرات الإرهابية في مدينة جبلة ، واعتبر الشعار في تصريح للصحفيين إلى أن من قاموا بهذه التفجيرات والأعمال الإرهابية "“هم أدوات عميلة وجبانة مرتبطة بكيان الاحتلال الإسرائيلي وتسعى إلى استهداف وحدة الشعب السوري والنيل من مقدراته وصموده".
وقال الوزير الشعار "لن نسكت عن هؤلاء المجرمين الإرهابيين ولن تثنينا مثل هذه الأفعال عن الاستمرار في مكافحتهم ومكافحة كل أشكال الإرهاب بكل مكوناته وأساليبه الدنيئة والرخيصة” مبينا أن مثل هذه الأعمال “الجبانة يجب أن تدفعنا إلى مزيد من التماسك والوحدة والتنسيق لاجتثاث الإرهاب من جميع الأراضي السورية".
وأضاف إن"استهداف الإرهابيين للمشفى الوطني والكراجات في جبلة يكشف مرة أخرى طبيعة إجرام هؤلاء المرتزقة وأنهم يستهدفون كل مظاهر الحياة والبنى التحتية في سورية سواء في المشفى أو غيره وقد تكرر ذلك في محافظة طرطوس حيث تم استهداف كراج الانطلاق".
الخارجية السورية: التفجيرات الارهابية تصعيد خطير من أنظمة الحقد فى كل من الرياض وانقرة والدوحة
الخارجية السورية اعتبرت ان التفجيرات الارهابية تصعيد خطير من قبل أنظمة الحقد والتطرف فى كل من الرياض وانقرة والدوحة وذلك بغرض تقويض الجهود الرامية إلى حقن دماء الشعب السورى الطاهرة وإفشال ترتيبات التهدئة واتفاق وقف الأعمال القتالية.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في رسالتين موجهتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن بشأن التفجيرات الإرهابية التي شهدتها اليوم مدينتا طرطوس أن هذه التفجيرات الإرهابية تأتي في سياق الأعمال الإرهابية الممنهجة التي تستهدف بها التنظيمات الإرهابية المسلحة المدن والقرى والبلدات السورية كافة وتشكل تصعيدا خطرا من قبل انظمة الحقد والتطرف في كل من الرياض وأنقرة والدوحة وذلك بغرض تقويض الجهود الرامية إلى حقن دماء الشعب السوري الطاهرة وإفشال محادثات جنيف وترتيبات التهدئة واتفاق وقف الأعمال القتالية ومن اجل حرف الانظار عن الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري في حربه على الإرهاب العابر للحدود والمتمثل في “داعش” و”جبهة النصرة”.
وأكدت أن استمرار بعض الدول بفرض سياسة الصمت على مجلس الأمن إزاء هذه الأعمال الإرهابية الشنيعة التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية المسلحة في مختلف مناطق الجمهورية العربية السورية ورفض هؤلاء قيام مجلس الأمن باتخاذ إجراءات رادعة وفورية وعقابية بحق الدول والأنظمة الداعمة والممولة للإرهاب ولا سيما أنظمة الرياض وانقرة والدوحة انما يوحي لهذه الانظمة بالاستمرار في توجيه ادواتها الإرهابية في سورية للتمادي في إرهابها وارتكابها المجازر بحق الشعب السوري كما يؤدي إلى استمرار هذه الأنظمة في زعزعة السلم والأمن في المنطقة والعالم عبر استخدامها الإرهاب والتنظيمات الإرهابية المختلفة كوسيلة للضغط والابتزاز السياسي بغرض تحقيق مصالح دنيئة والحصول على اعتراف لها بدور سياسي إقليمي.
وأضافت إنه في السياق نفسه فان رفض ممثلي كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وأوكرانيا في مجلس الأمن الموافقة على طلب إدراج تنظيمي "جيش الاسلام" و"أحرار الشام" على قوائم مجلس الأمن للجماعات والهيئات والكيانات الإرهابية والإصرار على الاستمرار بتسميتها "المعارضة المسلحة المعتدلة" إنما يؤكد استمرار هذه الدول وغيرها بسياسة غض الطرف عن جرائم هذه التنظيمات الإرهابية ويؤكد عدم جدية هذه الدول في مكافحة الإرهاب.