الوقت – في خطوة تكشف ملامح الاداء الروسي في الفترة القادمة في سوريا والعراق ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية أن الحكومة الروسية أقرت بإرسال وحدات برية لدعم الوحدات الكردية شمال غربي سوريا، وبأنها تقدم الأسلحة للأكراد بالعراق، وهذا ما يمكن اعتباره تكتيكا قد يؤدي إلى زعزعة التحالف الذي أقامته امريكا مع الاكراد، وتعزيز موطئ قدم روسيا.
ويشير هذا التقرير إلى أن المسؤولين الروس والأكراد قالوا إن الكرملين ينوي الحفاظ على موطئ قدم بالمنطقة من خلال مد جسور العلاقات مع بعض الجماعات الكردية، وذلك عبر مدها بالسلاح، والذخيرة، وتوقيع صفقات النفط معها، من خلال استغلال التواجد الروسي الذي تأتى بموافقة النظام السوري لكن يبدو ان الدعم الروسي للاكراد هو مخصص حاليا لبعض الاكراد في غرب سوريا (اكراد منطقة عفرين) بحسب ما أشار إليه مسؤول أميركي بوزارة الدفاع والذي قال ان هذه المجموعة لم تتلق أي دعم أميركي، على خلاف باقي المجموعات الكردية، المعروفة تحت اسم "وحدات حماية الشعب".
وجاء في التقرير ان امريكا تعول على المسلحين الاكراد في سوريا كأهم أداة للحرب ضد داعش لكن دعم واشنطن لهؤلاء الاكراد اثار غضب تركيا لأن وحدات حماية الشعب لها علاقات وطيدة مع حزب العمال الكردستاني المناهض لتركيا.
ويأتي هذا التحرك الروسي وسط قلق امريكي من اعادة انتشار القوات الروسية في شمال سوريا واستعداد الجيش السوري والعسكريين الروس لحرب بلاهوادة في المستقبل القريب حيث تشير الوقائع ان الوحدات المدفعية الروسية الموجودة في سوريا جرى نقلها الى المناطق الشمالية من هذا البلد وهذا يدل ان القوات الروسية والسورية تجهز نفسها لحرب شاملة على الجماعات المسلحة.
وتقول مصادر امنية مطلعة ان اعادة نشر القوات الروسية في سوريا ترافق مع ارسال قوات للجيش الايراني في سوريا في وقت تعتبر روسيا وايران والمقاومة اللبنانية من اهم داعمي الرئيس السوري "بشار الاسد" في هذا النزاع.
وتضيف هذه المصادر ان الرئيس الامريكي "باراك اوباما" اجرى اتصالا مع نظيره الروسي "فلاديمير بوتين" يوم الاثنين الماضي ليذكره بأن نقل القوات الروسية الى شمال سوريا سيؤثر سلبا على وقف اطلاق النار ومفاوضات السلام في هذا البلد.
وتضيف الصحيفة الامريكية ان وحدات المدفعية الروسية التي كانت منتشرة في جنوبي سوريا شوهدت وهي تنتقل الى مناطق انتشار القوات الروسية في تدمر من اجل قتال تنظيم داعش كما نشرت روسيا المزيد من المستشارين العسكريين في سوريا لدعم القوات السورية النظامية.
ويقول مسؤول امريكي رفيع المستوى ان اجهزة المخابرات الامريكية قد رصدت ايضا قبل حوالي اسبوعين نشر الوحدات المدفعية الروسية قرب مدينة حلب في شمالي سوريا والتي ينتشر فيها المسلحون بكثرة وهذا يعتبر تحذيرا للامريكيين من نوايا موسكو.
وتقول وول ستريت جورنال نقلا عن مسؤولين امريكيين ان القوات الروسية الموجودة في سوريا قد زادت من وتيرة عملياتها العسكرية لدعم القوات السورية خلال الايام الاخيرة حيث يمكن القول ان حجم الغارات الجوية الروسية الان بات يقاس بفترة ما قبل الهدنة.
وفي هذا السياق يقول النائب الديمقراطي الامريكي عن ولاية ماسا تشوسيت وعضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الامريكي "سيث مولتون" ان روسيا تستفيد من اية فرصة لتوجية ضربات الى المصالح الامريكية في العالم لكنها لاتفكر دوما بالعواقب.
وفي المقابل يقول كبير مستشاري كرملين ورئيس مجلس العلاقات الخارجية والسياسات الدفاعية في روسيا فيدرو لوكانايف "لا شك ان القوات الكردية هي من اهم عوامل صنع التغييرات في الشرق الاوسط في السنوات القادمة".