الوقت- عام مضى على شهيد الكرامة عبد الكريم الخيواني، صوت الأحرار والمستضعفين وعنوان العزة والكرامة والحرية التي يقاوم الشعب اليمني بشبابة وكهوله ومقاتليه وإعلاميّيه لصونها وحفظها من الدنس السعودي.
قضى الشهيد الخيواني غدراً، إلا أن دمائه الظاهرة أثمرت إنتصاراً ميدانياً وإعلامياً نجح من خلاله فرسان الإعلام اليمني في إيصال صوت الشعب إلى كل المجتمعات في العالم. كثيرة هي رسائل الشكر والإمتنان إلى فرسان الميدان، إلا أن هذا لا يعني أبداً تجاهل فرسان الإعلام الذين يمتلكون فصولاً في "فصل الخطاب" ضد العدوان والمرتزقة، فأفضل الأعمال كلمة حق عند سلطان جائر، ولعل أمريكا عالمياً، والسعودية إقليمياً أفضل ما يجسّد هذا السلطان الجائر الذي لطالما سعى لوأد "كلمة الحقّ" في مهدها.
لم يكن إغتيال الشهيد الخيواني أمراً عادياً في سياق الهجمة السعودية على "الجار اليمني"، بل شكّلت مفصلاً رئيسياً أسّس للعدوان على هذا الشعب الذي أبى الضيم، وأصر على العيش بعزّة وكرامة بغية إخراج بلدهم من الفناء الخلفي للرياض كما أرده عملائها في الداخل.
رسالة الخيواني التي أطلقها قبل يومين من إستشهاده موضحاً أن"ما يجري في اليمن سيجبر السعودية قريبا على فتح قنوات الاتصال والتعامل مع اليمن كدولة ندية وبعلاقات متكافئة مع الحفاظ على حق الجوار، اضافة الى اعتراف الرياض بهذه الحقوق واصلاحهم لاخطائهم السابقة ضد المغتربين اليمنيين واصلاح سياساتهم المرتكزة على التجسس والعمالة داخل اليمن ووقفهم للدفع بالدواعش لتخريب اليمن"، شاهدنا مفاعيلها قبل أيام عبر المفاوضات المباشرة بين أنصار الله والسعودية، وهذا كشفه بالأمس المغرّد السعودي الشهير "مجتهد" على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن السعودية تجري اتفاقاً تفاهمياً مع انصار الله قد يتجاوز الحدود ويمتد للداخل، وقد يتضمن تنازلات كبيرة لانصار الله (بما فيها تعويضات مالية هائلة) مقابل خروجهم من صنعاء، وربّما هذا ما دفع بالمتحدث باسم ما يسمى بـ"عاصفة الحزم" للإعلان بقرب انتهاء العميلة العسكرية في اليمن.
إن ما بذلته وجنّدته الرياض على الصعيد الإعلامي لا يقل مالاً وعديداً عما بذلته في الميدان، ما يكشف حجم المسؤولية الملقاة على عاتق فرسان الإعلام اليمني الذين سعوا بإيصال الرسالة بأكملها رغم المليارات التي تسعى لتضليل وتشويه ما ترتكبه آلةالقتل السعودية. كما في الميدان، نجح فرسان الإعلام اليمني بالإمكانات القليلة والموارد المتاحة والشحيحة أن يحقّقوا الإنجاز تلو الآخر سواءً عبر فضح الجرائم السعودية ونقلها للعالم بأسره أو عبر نشر بشائر النصر التي تلقي الرعب في نفوس الظالمين.
وكما في الميدان، لم يستطع تحالف العدوان تجاهل نجاحات الإعلام الذي إستطاع الوصول إلى العالم بفضل جهود المخلصين من كوادره، هم واجهوا العدوان بأقلامهم التي نزلت ناراً وشنّاراً على كل من لم تستطع نار الميدان أن تصل إليه في بروجهم المشيّدة، وكاميراتهم وغيرها من الأدوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي أوصلت رسالة حقيقية عن هذا الشعب أنه وفيً وعزيز ومظلوم إلا أنه مقاوم. فاذا دك "قاهر"الباليستي قاعدة خميس مشيط والقواعد العسكرية المجاورة في الجنوب السعودي فإن "قاهر" الإعلامي وصلت مفاعيله إلى القصور الملكية في الرياض.
كما في الميدان، كان فرسان الإعلام مدعاة فخر وإعتزاز حيث حملوا هموم الوطن وحموا نسيجه بكل شرف واقتدار، في حين تكالب الكثيرون من مرتزقة الإعلام على لقمة السعودية الدنئية ضاربين بالحقيقة والوطن وأبناءه عرض الحائط. بالفعل، ترك هؤلاء الفرسان كل المغريات والزخاريف السعودية التي تسعى بكل ما قواها لجذبهم نحوها أو قتلهم بغية إسكات كلمة الحق التي غدت في قريتنا الكونية أقوى من المدافع والقذيفة نفسها خاصة ونحن نواجه حرب تضليلية تستهدف النفوس. لقد خاضوا معركتهم بكل إقتدار وكانت ضرباتهم الإعلامية لا تقل شأنا عن ضربات أبطال الجيش واللجان الشعبية.
لا شك في أن الجبهة الإعلامية تخوض معركة الدفاع عن الوطن وهي في خندق واحد إلى جانب المرابطين من فرسان الميدان، فهنا تكتمل لوحة العشق الوطني عندما يحمل الإعلامي والجندي على أكتافهم الكاميرا والبندقية في الجبال والسهول والوديان، هناك الجميع أسرة واحدة في مواجهة العدوان والتصدي له.
إن رسالة الفارس الإعلامي في يومه الوطني تتلخص في مواجهة التضليل الإعلامي بوعي وبصيرة من خلال فضح العدو وكشف أساليبه وإبراز جرائمه وإظهار صمود الشعب اليمني الأمر الذي يؤسس إنهاء السياسة التي فرضت على اليمن دور التابع الضعيف، والمحتاج دوما للخارج بهدف دفع شبح الجوع عنه. الحق يقال أنه خلال هذا العام الناري كانت كلماتهم كفوهات المدافع واستطاعوا أن يقضًوا مضاجع المعتدين، هم جنبا إلى جنب مع المرابطين في الميادين حتى دحر الغزاة، فألف سلام وتحيّة إكبار وإجلال لفارس الإعلام في يومه المجيد.. هنيئاً لك أيها الجندي المجهول.