قامت قوات نظام ال سعود منذ السادسة من صباح اليوم (السبت) باقتحام بلدة العوامية في محاولة منها لقمع الاحتجاجات السلمية في المنطقة ذات الغالبية الشيعية. اعداد كبيرة من المدرعات والمركبات المصفحة شارکت قوات السعودية حقدها، اضافة الى طائرة هيلكوبتر حلقت على ارتفاع منخفض بمحاذاة تلك المدرعات . و استمر دوي صوت الرصاص في جميع مناطق العوامية لاكثر من سبع ساعات مما ادى الى ترويع الاهالي. وتسببت عملية الاقتحام الاجرامية تلك باستشهاد 4 اشخاص عرف منهم الشاب "علي أبو عبد الله" والشاب "عبدالله المداد" والطفل" ثامر آل ربيع" اضافة الى سقوط عدد من الجرحى بينهم إصابات حرجة، واعتقال عشرات الأشخاص بينهم الطفل حسن تحيفة ذو (12 عاماً) بعد تدمير منزل ذويه .
وفي هذا الشأن قالت حركة الشباب الأحرار التي تتخذ من مدينتي القطيف والعوامية مركزا لها إن قوات نظام ال سعود داهمت عدة منازل ونفّذت سلسلة اعتقالات وأطلقت النار على المواطنين الامنين. كما قامت القوات السعودية باغلاق جميع منافذ العوامية ومنع القادمين اليها من الدخول ولا تزال البلدة محاصرة.
الى ذلك ذكر ناشطون وشهود عيان أن قوات سلب الامن السعوديه تقوم بترويع الاهالي الامنين في منازلهم حيث تقوم تلك قوات بمداهمة بيت الناشط عباس المزرع واطلاق الاعيرة النارية بشكل كثيف ومحاصرة المنزل بالكامل. وتمنع سيارات الإطفاء من الإقتراب لإطفاء حريق في منزلين اثنين في حي الزارة بـ العوامية، وکذلك تمنع سيارة الاسعاف من الاقتراب. حيث نشر الأهالي صورا لاقتحام البلدة، وكشفت عن حجم واسع من الاعتداء على المنازل. ونشر ناشطون ايضا صوراً تظهر جانباً من الحصار الذي فرضته القوات السعودية على بلدة العوامية، كما أظهرت الصور أعيرة نارية مستخدمة إضافة إلى قنابل غاز تم إطلاقها، وصوراً عما خلفه استخدام الرصاص الحي على بيوت البلد.
السعودية وفي ردها على العملية الاجرامية هذه سارعت کعادتها للتضليل والکذب عبر وسائل اعلامها الطائفية فوضعت العملية الاجرامية في سياق " الواجب الامني " للقوات السعودية و" الحفاظ على امن البلاد " حيث ذكر بيان صادر عن وزارة الداخلية السعودية بأنها: "قامت باقتحام ما أسمته ب”أوكار إرهابيين” في البلدة". واتهمت الوزارة الشباب الشهداء بالوقوف وراء مقتل شرطي سعوديّ في يوم الاحد الماضي . وتوعدت الداخلية أيضا بمزيد من المقع والتنکيل وملاحقة الشباب الثائر .
يشار الى ان هذه ليست المرة الاولى التي تقتحم قوات الامن السعودية مدينة العوامية حيث قامت تلك القوات ومنذ انطلاق شرارة الثورة عام 2011 في البلاد بعمليات اقتحام ومداهمات طالت أغلب المناطق في المدينة واعتقلت بموجبها مئات الشبان منذ ما بات يعرف "بجمعة الحشد" وتلاها "جمعة الغضب" والتي خرج بموجبها الالاف الى الشوارع بشكل سلمي في كل من العوامية والقطيف والرياض وبعض المناطق الاخرى في البلاد تندد بممارسة نظام ال سعود الاستبدادية، فقابلتها القوات الامنية بوسائلها القمعية وبالرصاص الحي راح ضحيتها عدد من الشبان.
وبالرغم من سعي ال سعود وشيوخهم الى اصباغ الطابع الطائفي والقبلي على الحراك السلمي فان محاولاتهم باءت بالفشل ولم تفلح سياسة ضخ المال في محاولة شراء ذمم الناس. فازداد صخب المظاهرات ولم تقصر على المناطق ذات الغالبية الشيعية، والتي تعاني من تميز مذهبي واغلب سكانها لايستطيعون الحصول على اية مناصب في الدولة كالجيش او الشرطة او الوزارات، فحسب بل بدأت حالة من الاستياء الشعبي الشامل تمتد في كامل البلاد والتي کان اخرها مايعرف بانتفاضة البطاقات الشخصية في مناطق مختلفة من السعودية و بدأت جموع الاهالي في المناطق السنية ايضا تثور وتستاء ويعلو صوتها وتطالب بتوزيع عادل للثورة وافساح المجال امام حرية التعبير ضد ممارسة ال سعود العبثية الاجرامية و الذين يسيطرون على كامل مقدرات المملكة والتي تعد أكبر منتج للنفط في العالم.