الوقت – تم الإعلان عن جوائز أكاديمية الفنون في هوليوود "أوسكار" لعام 2016، و كان من الملفت غياب الفائزين أو المرشحين للجائزة من زوي البشرة السوداء للعام التالي على التوالي، و هذا ما أحدث بلبلة في الساحة الفنية الأمريكية للسنة التالية على التوالي أيضاً فضلاً عن ظهور تحركات احتجاجية هددت بالتصعيد اذا ما استمر التمييز العنصري على حد وصفهم.
الـ 20 أوسكاراً للبيض فقط و "ديكابريو" يفعلها أخيراً
حصل بيض البشرة من المرشحين على جوائز الأوسكار هذه العام على العلامة التامة 20 على 20، فقد تمكن الممثل الهوليودي الشهير "ليوناردو ديكابريو" من حصد جائزة الأوسكار لأفضل ممثل بعدما ترشح صاحب الـ 41 عاماً ست مرات لهذه الجائزة في مسيرته المميزة و الطويلة في التمثيل و التي تخطت الـ25 عاماً و هي لحظة لم يكن الممثل وحده بانتظارها بل الوسط الفني و محبي الفنان وذلك للحظة طال انتظارها عليهم، و لكن لم تكتفي الأوسكار بانتقاء "ديكابريو" كممثل أبيض البشرة للحصول عليها بل أعتبرت الأوسكار أو القائمون عليها أنه لم يحن الوقت لأيٍ من ذوي البشرة الملونة للحصول حتى على واحدة من هذه الجوائز العشرين.
ففاز فيلم "سبوتلايت" بجائزة أوسكار أفضل فيلم.
فيما حصد المخرج المكسيكي "أليخاندرو غونثاليث إنياريتو" جائزة أفضل مخرج عن فيلم "العائد" و كان فوزه هذا للعام التالي على التوالي و هذا كان بمثابة انجاز اذ لم يستطع أحد بالفوز بهذه الجائزة لعامين متواليين منذ خمسين عاماً تقريباً.
كما فاز الفيلم بجائزة أفضل تصوير وحصل عليها المكسيكي "إمانويل لوبيزكي" وهي ثاني جائزة على التوالي لـ: "لوبيزكي" أيضاً.
أما جائزة أفضل ممثلة ففازت بها الممثلة بري لارسون 27 عاما، عن دورها في فيلم "غرفة"، فيما فاز كل من "تشارلز راندولف" و"آدم ماكي" بجائزة أوسكار أفضل سيناريو مقتبس عن أصل أدبي عن فيلم "الأزمة الكبيرة"، وفازت الممثلة السويدية "اليسيا فيكاندر" بجائزة افضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم "الفتاة الدنماركية" و فاز عن هذه الجائزة لفئة الذكور الممثل البريطاني "مارك رايلانس" عن دوره في فيلم "جسر الجواسيس".
و حصد فيلم "ماكس المجنون: طريق الغضب" خمسة جوائز أوسكار، اذ فاز الفيلم بجائزة أفضل ملابس وأفضل مكياج وأفضل ديكور وأفضل صوت وأفضل ميكساج وتعديل صوتي.
وفاز بجائزة افضل فيلم وثائقي طويل فيلم "آيمي" من إخراج "آصف كباديا".
و أخيراً فاز فيلم "ابن شاؤول"، الذي اخرجه المجري "لازلو نميس" بجائزة افضل فيلم أجنبي.
فهل التمييز العنصري هو المعيار في حصد الجائزة مؤخراً أم أنها الكفاءة؟
قام المئات من المحتجين بمظاهرة كان على رأسها الناشط الأمريكي "آل شاربتون" و ذلك كاحتجاج واضح على عدم قبولهم لما اعتبروه انتقائية عنصرية في اعطاء الأوسكار للسنة التالية على التوالي. فقام المحتجين بمسيرة في الشوارع القريبة من مسرح "دولبي" المكان الذي كان يجري فيه احتفالية توزيع جوائز الأوسكار و هتف المتظاهرون بعبارات تدعو للتعددية و عدم الانحياز في انتقاء الرابحين. و في السياق نفسه قام المخرج "سبايك لي" باحتجاج بعد التقاط صور له خلال مباراة كرة سلة في ماديسون سكوير بعد أن قرر مقاطعة الحفل باعتباره كان عنصرياً و انتقائياً.
وكان حفل الأوسكار، في دورته الـ88 قد بدأ بظهور الممثل الكوميدي المعروف "كريس روك"، كمقدم لحفل الأوسكار و الذي وجه انتقادات ضمنية كثيرة أثناء تقديمه الحفل على مدى ثلاث ساعات تقريباً، اذ قال في احدى جمله ساخرا: " لو كانت الأكاديمية وضعت ضمن القائمة للمرشحين ممثلين سودا، كانوا استبعدوني كمقدم للحفل".
وفي هذا الصدد نشرت صحيفة "هافنغتون بوست" في نسختها الأمريكية، تقريرا عرضت فيه عددا من الإحصاءات والحقائق التاريخية، التي تؤكد وجود نوع من الإقصاء الممنهج لغير البيض، في ترشيحات وتتويجات جوائز الأوسكار السنوية في الولايات المتحدة، وأشارت الصحيفة إلى أن عددا من الممثلين البيض ساندوا هذه الاحتجاجات، وطالبوا هم أيضا بتمثيل أفضل لكافة الفئات، والاعتراف بالجهود التي يبذلها كل شخص في قطاع صناعة الأفلام، واعتبروا أن هنالك انحيازا ممنهجا أدى لتعكير أجواء "هوليوود" خلال العقود الماضية.
و فيما يلي ننقل لكم بعض التعليقات و أبرز التصريحات التي تصب في الموضوع نفسه و التي جاءت على ألسنة فنانين كبار و نقلتها مواقع و وسائل التواصل الاجتماعي:
كريس روك: لطالما كنا ندرس في المونتاج فيديو لمجموعة من السود يتم إردائهم قتلى على يد رجال الشرطة على الطريق.. يمكن أن تدركوا مدى العنصرية التي تمارس ضدنا في هوليود، حقيقة إن حفل توزيع جوائز أوسكار أصبح مجرد نادي هوليودي نسائي عنصري، أنا كنت أقاطع حفلات توزيع جوائز الأوسكار، كما كنت أقاطع سراويل "ريهانا".. حقيقة أنا لم أدع أصلا للاحتفالات السابقة.
ويبي غولدبرغ: يمكن أن تبتكر فتاة سوداء علاجا جديدا للسرطان، هذا حسن لكن أن تمنح بطولة فيلم تليفزيوني، هذا أمر مستحيل.
آدم مكاي : لا تمنحوا أصواتكم في الانتخابات الأمريكية للمليارديرات غريبي الأطوار في اشارة الى ترامب الذي يعد أيضاً من أبرز المميزين عنصرياً من بين المرشحين للرئاسة الأمريكية.
أليخاندرو غونزالس: لقد حان الوقت أن تصبح ألوان بشرتنا بنفس الحرية التي نتمتع بها في التحكم بطول شعرنا..”.
أما على الطرف الآخر:
على الموجة الآخرى من الجدل الفني اعتبر البعض من الناقدين و المتابعيين أن كل ما يثار اعتراضاً على نتائج احتفال توزيع جوائز الأوسكار يصب في خانة التقصير و عدم الاحترافية، اذ أن الكفاءة و الاحترافية هي المعيار في هكذا جوائز، و لا يجب أن نضغط على منظمي هكذا حفل عالمي لتغيير آرائهم أو التأثير عليهم فيصبح المعيار في هكذا جوائز ضوابط عنصرية كلون البشرة و ربما لاحقاً القومية و الدين و تبدأ المحاصصة فتضيع قيمة الجائزة و دأب و سعي الفنانيين العالميين للحصول عليها سدى، اذ أنه في هذه الحالة لن يبقى هناك حصة للكفوء، إنما على عكس ذلك سينخفض مستوى التنافس و الحرفية و جودة الأفلام عند تخصيص جائزة لكل أصحاب لون بشرة أو شعب قارّة ما أو أصحاب دين ما.