الوقت- تعتبر الجمهورية الاسلامية الايرانية من أهم الدول الداعمة لسوريا في المنطقة والعالم، وتؤكد طهران التي تقف مع دمشق في خندق واحد بوجه الإرهاب على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة يقوم على الحوار بين السوريين دون أي تدخل خارجي، وتندرج الزيارات المكوكية للمسؤولين السوريين الى طهران في هذا السياق.
فقد وصل رئيس مجلس الوزراء السوري الدكتور وائل الحلقي الى طهران على رأس وفد حكومي رفيع، في زيارة رسمية إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية تستغرق عدة أيام يجري خلالها مباحثات ولقاءات مع كبار المسؤولين الإيرانيين بهدف تنمية وتوسيع التعاون الثنائي والتنسيق المشترك بين البلدين.
وتتضمن الزيارة متابعة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين وآليات ترجمتها على أرض الواقع بشكل يلبي طموحات الجانبين وكذلك توقيع اتفاقيات جديدة تعزز التعاون المشترك.
وقال الحلقي في تصريح للصحفيين لدى وصوله إلى مطار مهر آباد الدولي في طهران إن الزيارة تأتي في إطار التعاون الثنائي المزدهر والمتنامي على الصعد كافة الاقتصادية والتجارية والصناعية والصحية والتنموية.
وأشار الحلقي إلى أن الزيارة تهدف أيضا لفتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي يلبي طموحات الشعبين والبلدين الصديقين ويعزز صمود الشعب السوري في وجه الحرب الاقتصادية التي تستهدف قدراته وكذلك الحصار الجائر الذي يواجهه من خلال فتح آفاق جديدة عبر الخط الإئتماني الإيراني وإقامة مشاريع تنموية مشتركة ومساهمة الشركات الإيرانية في مرحلة البناء والإعمار.
وأكد الحلقي أن تنامي دور محور المقاومة والممانعة في المنطقة أحبط كل المخططات الغربية المريبة التي تستهدف المنطقة لتمزيقها ونهب ثرواتها وخاصة المشاريع الصهيوأميركية بفضل صمود الشعب السوري الذي يصنع الانتصار تلو الانتصار ويسطر ملاحم عظيمة بالتضحية والصمود من أجل عزة سورية ووحدتها وسيادتها وذلك بفضل تلاحم الشعب والجيش ووقوف الأصدقاء إلى جانبه وعلى رأسهم إيران.
وشدد الحلقي على أن مواجهة الإرهاب مسؤولية تقتضي تكاتف جهود كل دول العالم والمنظمات الدولية لمواجهته ومنع قيام بعض الدول بتقديم الدعم المالي واللوجستي والعسكري للإرهابيين وعدم جعل بلادهم ملاذا آمنا لهم ولفكرهم الإرهابي المتطرف المجرم.
ولفت الحلقي إلى أن الشعب السوري سوف يستمر في نضاله ضد الإرهاب وسوف يطهر سورية من دنسه بالتزامن مع السعي لتعزيز الوحدة الوطنية وتحصين المجتمع ضد الغزو الثقافي التكفيري الهدام من خلال الحوار بين السوريين دون تدخل خارجي.
وقدم الحلقي الشكر للشعب والقيادة في إيران وعلى رأسها قائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي والرئيس حسن روحاني على مواقفهم المشرفة إلى جانب الشعب السوري في صموده وتصديه للحرب الكونية الظالمة.
وأشار الحلقي إلى أن إيران بفضل الإنجازات الكبرى التي حققتها على كافة الصعد أصبحت قطبا عالميا فاعلا ومؤثرا وعامل استقرار للمنطقة ومدافعا حقيقيا وقويا عن قضايا شعوبها.
وختم الحلقي بالتأكيد على أن العلاقات المتميزة بين البلدين ترسخت بفضل العلاقات التاريخية الاستراتيجية الراسخة والمتنامية والتي أسسها القائد الخالد حافظ الأسد والقائد المؤسس للثورة الإيرانية الإمام الخميني والتي تتنامى وتتعزز في ظل قيادة الرئيس بشار الأسد والرئيس روحاني ومباركة السيد علي الخامنئي.
وتهدف زيارة الحلقي لمتابعة التنسيق على مستوى العلاقات الثنائية بين الحكومتين السورية والايرانية ، خاصةً أن التنسيق السوري الايراني على هذا المستوى السياسي في ظل الظروف الاقليمية والدولية القائمة يعكس اهمية الدور الايراني في المنطقة بشكل عام ، واهمية مشاركة ايران في صياغة أي حل سياسي للأزمة، على عكس ما تردده بعض الاطراف الاقليمية التي لا تريد أي حل سياسي في سوريا.
ويضم الوفد السوري المرافق للحلقي وزراء الكهرباء المهندس عماد خميس والصناعة الدكتور كمال الدين طعمة والنفط والثروة المعدنية سليمان العباس والصحة الدكتور نزار يازجي وأمين عام مجلس الوزراء تيسير الزعبي والدكتور أديب ميالة حاكم مصرف سورية المركزي والدكتورة ريما القادري رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي وعدد من المدراء العامين.
وكان في استقبال الوفد في مطار مهر آباد محمد عباس أخوندي وزير الإسكان وإنشاء المدن الإيراني ورستم قاسمي رئيس اللجنة الاقتصادية السورية الإيرانية والدكتور عدنان محمود السفير السوري في طهران والسفير الإيراني بدمشق محمد رضا رؤوف شيباني
يذكر أن الحلقي زار إيران في ديسمبر 2013 حيث استقبله الرئيس الإيراني حسن روحاني وقد أكد الجانبان علی ضرورة توظيف كافة الجهود لمكافحة الإرهاب والتطرف في المنطقة باعتباره أكبر مشكلة يواجهها الشرق الأوسط.
وعقد الحلقي في زيارته السابقة لطهران جلسات مباحثات رسمية مع كبار المسؤولين الايرانيين، حيث أكد خلال لقائه النائب الأول للرئيس الايراني أن الإنجاز التاريخي الذي حققته إيران على الصعيد الدبلوماسي لمعالجة ملفها النووي عزز محور المقاومة والممانعة وأرغم دولا استعمارية كبرى على التراجع والكف عن تنفيذ سياسة الإملاءات والتهديد والوعيد وشن الحروب وتصدير الإرهاب "لافتا إلى تنامي محور المقاومة وتصديه ببسالة واقتدار لجميع المخططات والمشاريع المعدة للمنطقة.
وأشار الحلقي انذاك إلى أن الإنجازات الاستراتيجية والنوعية الكبرى التي تحققها إيران على كل الصعد "نقلت إيران إلى مصاف الدول المتقدمة بعد أن توجت بالنصر الدبلوماسي المؤزر في معالجة ملفها النووي" الذي أدى إلى رسم معالم جديدة على الساحة الدولية "تعزز الامتثال إلى شرعية القانون الدولي ومنع استفراد وهيمنة دول ذات إرث استعماري بغيض على مقدرات وخيرات شعوب العالم وبالأخص المنطقة العربية".
كما بحث الحلقي في زيارته السابقة مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأوضاع السياسية على الساحة الدولية وآليات تعزيز التعاون المشترك بين سورية وإيران في المحافل الدولية
وتناول الحديث خلال اللقاء المنعكسات الايجابية للإنجازات التي حققتها الدبلوماسية السورية والإيرانية بفضل اتباع السياسة العقلانية والحكيمة التي أدت إلى تحقيق انجازات كبرى على صعيد العمل السياسي والدبلوماسي والذي ترافق بانتصارات متميزة يحققها الجيش العربي السوري في مواجهته للحرب الكونية والإرهاب العالمي.
و بحث الدكتور وائل الحلقي مع علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني واقع التعاون المشترك بين البلدين في كل المجالات والسبل الكفيلة بتطويره وتنميته، حيث تطرق الجانبان إلى الحرب الكونية التي تواجهها سورية بأبعادها المختلفة وخاصة البعد الأمني وفرص التعاون الاستراتيجي في هذا المجال باعتبار أن "أمن إيران من أمن سورية والعدو واحد ومشترك".