الوقت- في نبأ يكشف مدى التنسيق الاستخباراتي بين تركيا والكيان الصهيوني ذكرت مواقع اعلامية ان وفدا استخباريا تركيا على مستوى عال أجرى في الأيام الأخيرة محادثات ولقاءات مع قيادات الأجهزة الأمنية في الکیان الصهیوني حول نشاطات حركة حماس واعضائها المتواجدين في تركيا وقد تمت الزيارة بسرية تامة ، فما هي دلالات هذه الزيارة والى ماذا ترمي ترکیا من التنسیق الأمني والاستخباراتي مع الکیان الصهیوني خلال المرحلة المقبلة ؟
وقبل الاجابة على الاسئلة هذه نستعرض سريعا تفاصيل هذه الزيارة السرية، فقد كان الوفد التركي وصل الى تل أبيب بداية الاسبوع الماضي، وقالت مصادر فلسطينية خاصة أن الوفد التركي بحث في الکیان الصهیوني اتهامات تل أبيب لقيادات من حركة حماس تقيم في تركيا بالتخطيط لعمليات ضد أهداف صهيونية، وجاءت الزيارة بمبادرة تركية وقبول صهیوني سريع لها، وتمت الزيارة بسرية تامة.
وذكرت المصادر أن قادة أجهزة الأمن الصهیونية أطلعوا الوفد التركي على معلومات واردة اليها من تركيا حول نشاطات قيادات من حماس تقيم في تركيا، وأشارت المصادر الى أن الوفد التركي إطلع على المعلومات التي في حوزة الکیان الصهیونی، والتي أدت الى اعتقال عناصر من حماس في الضفة الغربية.
ویتبادر الى الذهن سؤال حول معنى هذا التنسيق التركي الصهيوني ضد حركة حماس في وقت لم يمض على العدوان الصهيوني الوحشي على قطاع غزة والذي خلف آلاف الشهداء والجرحى ودمارا كبيرا سوى شهور قليلة، أليس الرئيس التركي رجب اردوغان هو نفس الشخص الذي كان يريد طرح نفسه كالمدافع الأول عن القضية الفلسطينية والعدو الأهم للكيان الصهيوني بهدف جعل نفسه وتركيا زعيما للدول الاسلامية؟
ان اي تقاعس عن دعم حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية كافة والقضية الفلسطينية يعتبر أكبر خيانة للاسلام والمسلمين والانسانية والقيم العليا والاخلاق فكيف بالتنسيق مع العدو الصهيوني ضد فصيل من فصائل المقاومة الفلسطينية البطلة وكيف اذا كان هذا الفصيل حركة اسلامية تقود الآن جبهة المقاومة الفلسطينية في وجه أشد الناس عداوة للذين آمنوا أي اليهود الذين يرتكبون اليوم جرائم لم يسبق لها مثيل ضد شعب أعزل ومحاصر في شريط جغرافي صغير ألا وهم سكان قطاع غزة ؟
اذا كانت عناصر من حماس تخطط لضرب المصالح الصهيونية في أي بقعة من بقاع العالم تصل اليها سواعد الابطال الفلسطينيين فهذا حق مشروع ومقدس لشعب مقاوم ولايستطيع أحد ان يقول بأن ذلك يخالف القوانين الدولية وغير الدولية وما شابه ذلك ، ولايحق لأحد ان يعيب على الفلسطينيين الذين احرقت اجساد اطفالهم بالفسفور الأبيض تنفيذ العمليات في اي بقعة ومكان يستطيعون فيها ضرب المصالح الصهيونية والشخصيات الصهيونية في العالم .
ان رجب اردوغان الذي كان في يوم من الايام يطالب الدول الاخرى بأن تحذو حذو تركيا عندما تلاسن مع الرئيس الصهيوني شيمون بيريز قد وصل به الأمر الى ان ينسق أمنيا مع الكيان الصهيوني ضد المقاومة والمقاومين الفلسطينيين وذلك بدلا من ان يقوم هو وتركيا وكل البلدان الاسلامية بتقديم الدعم والمساندة للفلسطينيين الابطال المحاصرين الذين يجرب عليهم كيان الاحتلال الصهيوني أفتك انواع الاسلحة الامريكية الجديدة .
ولايقتصر التنسيق الامني والعسكري بين تركيا والكيان الصهيوني على هذه الزيارة السرية الوحيدة والجميع يعلم بأن هناك حلف استراتيجي بين تركيا والكيان الصهيوني منذ سنوات وان الكيانين هما في الحقيقة اصدقاء الى ابعد الحدود وان صداقتهما موجهة ضد العالم الاسلامي والدول الاسلامية والعربية والقضية الفلسطينية .
ومن حق المرء ان يتساءل هل ان حلم الزعامة على العالم الاسلامي والذي يراود اردوغان واوغلو وغيرهما من السياسيين الحاكمين في تركيا يتحقق عبر التآمر على الفلسطينيين وفصائل مقاومتهم والتنسيق الأمني والاستخباراتي والعسكري والسياسي والاستراتيجي مع الكيان الصهيوني ؟ وهل يعتقد اردوغان واوغلو والسياسيون الأتراك بان المسلمين يقبلون بأن تكون تركيا المنسقة مع الكيان الصهيوني والعضو في حلف الناتو وحليفته الولايات المتحدة والمتآمرة على سوريا ومحور المقاومة والممانعة هي الزعمية الأولى للدول الاسلامية ؟
ان التنسيق الأمني والاستخباراتي التركي ضد فصيل من فصائل المقاومة الفلسطينية ربما يمهد لتنسيق أمني واستخباراتي واستراتيجي بين تركيا والكيان الصهيوني في القضية السورية وذلك نظرا للعلاقات الجيدة بين كل من تركيا والكيان الصهيوني والجماعات الارهابية التي تريد ضرب محور المقاومة والممانعة في المنطقة .
