الوقت- شنت السعودية وحلفائها عدوانا في 6 مارس من العام الماضي على اليمن تحت عنوان عاصفة الحزم وهو عدوان مستمر حتى الان حيث استطاعت السعودية شراء ذمم دول مجلس الامن وغيرهم لاضفاء نوع من الشرعية على عدوانها الهمجي وقد تسبب العدوان حتى الان بمقتل آلاف المدنيين الابرياء وتدمير واسع للبنى التحتية في اليمن وقد اجمعت الشخصيات والمسؤولين اليمنيين الوطنيين ان العدوان السعودي الذي يطال البنى التحتية للضغط على الشعب اليمني لم يفعله حتى الكيان الاسرائيلي في حربه على غزة فهذا الكيان على سبيل المثال لم يستهدف محطة كهرباء غزة لكن السعودية استهدفت في اليمن محطات توليد الكهرباء والبنى التحتية وحتى منشآت تحلية المياه وهذا يدل بان السعودية تريد تحطم معنويات الشعب اليمني من خلال تدمير البنى التحتية.
ان هذا التدمير الواسع في اليمن يؤدي الى دفع اليمن الفقير نحو طلب المساعدات الدولية بعد انتهاء الحرب مهما تكن نتيجتها وحينئذ تأتي السعودية لتفرض التبعية مجددا على اليمنيين من خلال صرف الاموال لاعادة اعمار البنى التحتية وما شابه ذلك.
ان السعودية لم توفر في عدوانها معامل الألبان والمستشفيات والملاعب الرياضية واهراءات القمح ومحطات الكهرباء والمطارات وخطوط النفط والغاز والموانئ اليمنية.
سوريا
كما حصل في ليبيا، سعى الائتلاف الذي شكلته امريكا الى استهداف البنى التحتية في سوريا بشكل واسع وربما بشكل اكبر و اوسع من ليبيا رغم ان الشعار المرفوع هذه المرة هو مواجهة داعش والارهاب.
وكما اعلنت الخارجية السورية واحتجت لدى الامم المتحدة فقد استهدفت الطائرات الامريكية قبل شهرين من الان محطتين لتوليد الكهرباء في منطقة الرضوانية في شرق حلب ما خلف اضرار تقدر قيمتها بمليارين ومئتي مليون يورو، كما اكدت الخارجية السورية ان طائرات التحالف الامريكي استهدفت البنى التحتية السورية في مدن مارع وتل الشارع والباب في ضواحي حلب، وهناك ايضا الآثار التاريخية التي دمرتها طائرات التحالف الغربي العربي في سوريا بالاضافة الى الدمار الذي الحقه بها تنظيم داعش ايضا.
لكن الدمار الاكبر والاهم هو الذي يلحق بالمنشآت النفطية السورية والتي يسيطر عليها تنظيم داعش حيث تشير الاحصائيات ان 12 مصفاة وحقلا نفطيا يقع ضمن مناطق سيطرة داعش قد قصفتها الطائرات الامريكية، وقد اعلنت واشنطن انه سيتم قريبا تخطي مرحلة استهداف البنى التحتية السورية لكن هذه الهجمات ظلت مستمرة حتى الان.
وتأتي هجمات الطائرات النفط الامريكية على بعض خطوط انتقال النفط في سوريا في وقت يعلم الجميع ان داعش لايستطيع استخدام هذه الانابيب والخطوط لتصدير النفط بل يستخدم الصهاريج بدلا عن ذلك، ورغم هذا نرى ان الامريكيين يواصلون استهداف المنشآت النفطية السورية وهكذا ثبت ان ما يعلنه الامريكيون بأنهم يريدون قطع امدادات داعش باموال النفط ليس الا هراء وانهم يريدون تدمير البنى التحتية السورية من نفطية وغيرها.
ان الغربيين وحلفائهم يريدون الامساك بعنق الدول الاسلامية التي تشهد ازمات وحروب بعد تدمير البنى التحتية لهذه الدول ومن ثم المجيء والبدء باعادة اعمارها وامساك النبض الاقتصادي ومن ثم السياسي لهذه الدول والقضاء على استقلالها لجعلها دول تابعة للغرب.
ان تدمير البنى التحتية التقنية والعمرانية والصناعية والخدمة للدول الاسلامية التي تعاني من الحروب على يد اعضاء الحلف الغربي العربي لايمكن تفسيره في سياق واطار النصر العسكري ويبدو ان هناك اهدافا اهم خلف هذا التدمير مثل اضعاف الدول الاسلامية والقضايا الاخرى التي اشرنا اليها في هذا المقال لكن هناك بارقة أمل في هذا المجال وهو عدم تلزيم الدول التي دمرت البنى التحتية في الدول الاسلامية مشاريع اعادة الاعمار في هذه الدول لقطع الطريق امام تنفيذ مآربها واهدافها المريبة.