الوقت- كتبت القناة 14 التلفزيونية الإسرائيلية، في تقرير لها نشرته مساء الثلاثاء، "إن طوفان البشر يتدفق نحو الشمال، ولكن عندما لا تكون القدرة على التفتيش كافية، فإن الخطر يزداد، إن الحوادث غير المتوقعة تتزايد، وهذا جزء من تكاليف الاتفاق، وعلينا أن ننتظر عودة الأعمال المسلحة إلى شمال قطاع غزة، رغم أننا أعلنا منذ فترة طويلة أن هذه المنطقة تم تطهيرها ودفعنا ثمنها بدماء العديد من الجنود".
وتابع التقرير: "حتى يوم الثلاثاء، وفي إطار الاتفاق الموقع مع حماس، شهدنا تدفق أعداد كبيرة من سكان قطاع غزة إلى شمال المنطقة، في حين أن إجراءات التفتيش ضعيفة للغاية ولا يمكنها ضمان السلامة".
وأكد مراسل الشؤون الأمنية والعسكرية لشبكة أمروز أن جنود اللواء 12 المتواجدين في هذه المنطقة معرضون للخطر الأمني، وحسب المراسل، إذا قرر آلاف من سكان قطاع غزة مهاجمة هؤلاء الجنود أو الاشتباك معهم عن قرب، فقد يؤدي ذلك إلى حوادث غير متوقعة وأعمال (معادية للصهيونية)، بل قد يتم ذلك بشكل عفوي من قبل الناس، من دون توجيهات حماس وإدارتها، نحن في وضع خطير للغاية، ولا أحد يريد أن يحدث هذا، لذا يتعين علينا أن نفكر في حلول لضمان أمن المؤسسة العسكرية.
وتابع مراسل الشبكة: "من المفترض أن تمنع الشركة الأمريكية المكلفة بتفتيش العائدين مرور الأسلحة الثقيلة إلى شمال قطاع غزة، من سمع أن حماس لديها دبابات؟، اليوم يعود المقاتلون، كما أن هناك أموالاً ستعود أيضًا كجزء من تكلفة الصفقة، وهذا أمر صعب للغاية وسيئ للغاية ونأمل أن نعرف كيفية التعامل مع هذا وحله".
وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة هآرتس العبرية في مقال لها أن تدفق الفلسطينيين السائرين عبر معبر نيتساريم نحو أنقاض منازلهم في شمال قطاع غزة من المرجح أن يشير إلى نقطة النهاية التي ستنتهي إليها الحرب بين "إسرائيل" وقطاع غزة، وحسب وسائل الإعلام، فإن الصور التي نشرت يوم الإثنين لسيل الناس حطمت في حد ذاتها وهم النصر المطلق الذي خلقه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأنصاره خلال أشهر الحرب الطويلة.
ويواصل المقال بالقول: إن نتنياهو رفض الحديث عن إجراءات ما بعد الحرب في قطاع غزة، ولم يسمح للسلطة الفلسطينية بالعودة إلى غزة، وبدلاً من ذلك، استمر في الترويج لسيناريو وهمي يقضي بالقضاء على حماس بالكامل، ولكن الآن، من الأفضل أن يكون هناك حل وسط، لقد اضطرت إلى التراجع كثيرًا، على الأقل هذا الأسبوع، عن أفكارها السابقة، ويشير جزء آخر من هذا المقال إلى أن الادعاءات والوعود التي أطلقها أشخاص مثل بتسلئيل سموتريتش حول استئناف الحرب سريعًا بعيدة كل البعد عن الواقع، لأن استئناف الحرب أصبح في أيدي ترامب أكثر منه في أيدي نتنياهو، وبالطبع شركاؤه من اليمين المتطرف.
ووصفت وسيلة إعلام إسرائيلية أخرى، تدفق الفلسطينيين نحو أنقاض منازلهم في شمال قطاع غزة، بأنه رمز لتحقيق حق العودة للفلسطينيين، وأكد أمير با شالوم في صحيفة "زمان يسرائيل" أن الطوفان الهائل من الناس الذين يتنقلون من جنوب قطاع غزة إلى شماله يستحضر في الأذهان أحداثاً درامية في التاريخ تشبه الأفلام السينمائية، واليوم نحن نواجه مئات الآلاف من سكان قطاع غزة الذين يعودون إلى شمال قطاع غزة لأول مرة منذ بداية الحرب ويشهدون حجم الدمار الذي لا يمكن تصوره ولا يطاق.
وفي هذه المذكرة التي نشرت صباح الثلاثاء، أكد بار شالوم أنه ليس من الواضح بعد ما هو تأثير حجم الدمار الذي حدث في شمال قطاع غزة على العقل الباطن الفلسطيني وما هي المواقف التي سيتخذونها تجاه "إسرائيل" وحماس، ولكن من المؤكد أن السابع من أكتوبر سيبقى خالداً في التاريخ الفلسطيني وسيذكره المستقبل، وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن عودة مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة سوف تعتبر أيضاً بمثابة إعلان عن انتهاء الحرب بين "إسرائيل" وحماس.
وحسب تقديرات فلسطينية، من المتوقع أن ينتقل نحو 650 ألفاً من سكان غزة شمالاً ويعودوا إلى أماكن إقامتهم السابقة بعد أكثر من عام من العيش في خيام في المناطق الإنسانية في جنوب قطاع غزة، وفي هذا الصراع، ظهر أيضًا أعضاء من حماس والجهاد الإسلامي، وظهرت قوات مغطاة الوجوه ومغطاة بالغطاء تمثل جماعتهم، وكانت تراقب وتدير الموقف، وتُظهِر لوسائل الإعلام كاميراتها التي لا تزال تملكها وتسيطر على هذه المنطقة، وهذه صور تظهر كيف أن هذه القوات لا تزال تسيطر على المنطقة.
مخاوف صهيونية من اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة
كشفت صحيفة عبرية عن خلاف إسرائيلي اندلع في جلسة “الكبينيت” التي عقدت مساء أمس، حول مناقشة سبل الرد على عمليتي إطلاق النار في القدس، التي أدت لمقتل 7 مستوطنين، وإصابة آخرين منهم خطيرة. وأوضحت (القناة 14) العبرية، أنه خلال جلسة “الكبينيت”، طالب الوزيران “سموتريتش” و”ابن غفير” بفرض عقوبات على قطاع غزة، إلا أن هذا الطلب قوبل بالرفض من قبل رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وأقر الكابينيت في نهاية الاجتماع، إغلاق منزل منفذ عملية مستوطنة “نافيه يعكوف” في القدس خيري علقم، وذلك “في أقرب وقت ممكن".
كما قرر حرمان عوائل منفذي العمليات ومن يدعمها من التأمين الوطني ورفض منح بطاقات الهوية لهم ومناقشة ذلك في جلسة حكومة الاحتلال الأسبوعية صباح الأحد، وحسب صحيفة “معاريف”، فإن الكابينيت قرر إضافة الآلاف من الإسرائيليين الذين يسمح لهم بتراخيص حمل الأسلحة وتسريع إجراءات الحصول عليها، وفق “فلسطين الآن"، وقرر الكابينيت تعزيز البناء في المستوطنات وكذلك تعزيز انتشار قوات الجيش وشرطة الاحتلال في الضفة الغربية والقدس والتركيز على جمع الأسلحة.
إلى ذلك تحدثت صحيفة عبرية عن التحدي الكبير الذي يقف أمام رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الفترة القريبة، والذي يتمثل في وقف التصعيد المتفاقم في الأراضي الفلسطينية المحتلة بسبب عدد الشهداء الكبير برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت صحيفة “معاريف” العبرية في خبرها الرئيس الذي أعده الخبير تل ليف رام بعنوان “تحدي نتنياهو”: “في الأسابيع الأخيرة، وفي ظل التصعيد الأمني منذ آذار/ مارس من العام الماضي، الجيش الإسرائيلي حذر من ميول خطيرة وتوتر ينشأ في الميدان، ما يؤدي إلى تصعيد أخطر من ذلك بكثير".
وذكرت أن “فترة شهر رمضان القريب، تحدد كفترة من شأن التوتر الأمني فيها أن يصل إلى ذروته، ولا تنقص أعواد ثقاب من شأنها أن تشعل نارا كبرى؛ فهناك الكثير من القتلى الفلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي، وعملية مضادة فتاكة تؤدي إلى موجة عمليات إلهام وتقليد، تصعيد في المسجد الأقصى أو عملية تدفيع ثمن إسرائيلية إرهابية من جانب المستوطنين وغيرهم".
وأضافت: “اثنان على الأقل من السيناريوهات التي وضعها جهاز الأمن تحققا منذ الآن في غضون بضعة أيام؛ عملية للجيش الإسرائيلي في جنين انتهت مع تسعة شهداء فلسطينيين، بالمقابل، عملية كبيرة قرب مستوطنة “نفيه يعقوب” والتي أدت لقتل 7 مستوطنين، وهي العملية الأقصى منذ نحو 15 سنة".
ونوهت الصحيفة إلى أن “العملية أيقظت ميل التقليد، وهذا وجد تعبيره صباح السبت، عندما خرج فلسطيني ابن 13 سنة فقط لتنفيذ عملية إطلاق نار، والتي انتهت مع جريحين بجراح خطيرة”، مؤكدة أن عملية جيش الاحتلال في جنين صباح الخميس، والتي أدت لارتقاء 9 شهداء بينهم سيدة مسنة، وإصابة العشرات من الفلسطينيين، “شكلت محفزا لتصعيد دراماتيكي في الميدان".
ولفتت “معاريف”، إلى أن “المهمة المركزية للحكومة وجهاز الأمن الإسرائيلي الآن؛ كبح ميل التصعيد، ولكن حتى لو كبحت موجة العمليات في هذه الأيام القريبة القادمة، فإن أبخرة الوقود ستترافق هنا مع حلول شهر رمضان القريب بعد نحو 30 يوما"، من جهتها حذرت صحيفة “يديعوت أحرنوت”، من إمكانية اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة حال قرر المجلس الوزاري الأمني (كابينت)، تنفيذ عملية عسكرية كبرى بمدن الضفة الغربية.
وقال المعلق العسكري بالصحيفة رون بن يشاي، في تحليل بعنوان “الاختبار الكبير للكابينت اليميني”: إن عملية “النبي يعقوب هي بلا شك عمل انتقامي” ردا على العملية العسكرية في جنين والتي وصفتها السلطة الفلسطينية بـ”المجزرة".
وأضاف إن على "إسرائيل" أن تمنع على الفور المزيد من العمليات مثل هجوم “النبي يعقوب وكذلك الأعمال الانتقامية من اليهود المتطرفين في القدس"، واعتبر بن يشاي، أن ذلك يمكن من خلال “إغراق المنطقة بالقوات الإسرائيلية”، مع تجنب تنفيذ عمليات عسكرية كبرى داخل المدن الفلسطينية في الوقت الراهن.
وقال: إن الأحداث في جنين والقدس على مدى اليومين الماضيين “يمكنها رفع مستوى العنف الشديد، الذي تم احتواؤه نسبيا في الأشهر الأخيرة، إلى انتفاضة حقيقية يشارك فيها حشود من الفلسطينيين، ومتطرفون يهود”.