الوقت- منذ نشأته، كان الكيان الصهيوني يطمح دائمًا إلى احتلال المزيد من الأراضي المجاورة وضمها إلى كيانه الغاصب، هذه المطامع لم تخفَ على أحد، وتظهر بشكل واضح من خلال الأحداث الأخيرة في سوريا. ففي هذا السياق، تتضح رؤية الكيان الصهيوني ومطامعه في احتلال العديد من المناطق السورية وضمها إلى كيانه الغاصب.
خلال الأيام الماضية، أعلن الكيان الصهيوني رغبته في ذلك علنًا، ما يؤكد أن مخططه للاحتلال والاستيلاء على الأراضي العربية لم يتوقف أبدًا، هذه الممارسات تأتي في إطار الاستراتيجية الإسرائيلية طويلة الأمد، التي تهدف إلى تغيير الوضع الديموغرافي والسياسي للمنطقة، وإضعاف الدول المجاورة لمصلحة "إسرائيل".
تظهر هذه المطامع بشكل جلي في الهجمات والغارات الإسرائيلية المستمرة على مواقع في سوريا، وكما أن الدعم الإسرائيلي للجماعات المسلحة المعارضة في سوريا يساهم في تعميق الأزمة وتوسيع نطاق الصراع، ما يوفر غطاءً لخطط الاحتلال والاستيلاء على الأراضي.
في هذا السياق، يجب على الجميع أن يتنبه إلى خطورة هذه المطامع الإسرائيلية وأن يتخذ إجراءات حاسمة لمنع أي محاولات للاحتلال أو الضم، فالكيان الصهيوني لا يتردد في استخدام القوة والعنف لتحقيق أهدافه، وهو ما يشكل تهديدًا جديًا للسلام والأمن في المنطقة.
خطر داهم يهدد سوريا.. سوكوت يعلن عن مخططاته التوسعية
النائب المتطرف تسفي سوكوت من حزب الصهيونية الدينية قال في تغريدة على موقع إكس: إن "إسرائيل" ملزمة باحتلال منطقة أمنية عازلة في مواجهة نظام الجهاديين الجديد في سوريا تشمل قمم جبل الشيخ، وأجزاء من الشريط الحدودي في الجولان المحتل، ولتبرير دعوته، قال سوكوت: إن الثمن السياسي والعسكري المنوط باحتلال هذه المناطق السورية في الجولان هو ثمن منخفض في ظل الأحداث داخل سوريا، بينما المنفعة الأمنية كبيرة.
هذه الدعوات تأتي في سياق الاستراتيجية الإسرائيلية طويلة الأمد، التي تهدف إلى تغيير الوضع الديموغرافي والسياسي للمنطقة، واستخدام مصطلحات من قبل الكيان الصهيوني يهدف إلى تبرير الأعمال العدوانية والاحتلال، ما يعكس طمع الكيان الصهيوني وسعيه المستمر لتوسيع نفوذه بغض النظر عن التكلفة البشرية والأخلاقي، تشير العديد من التحليلات إلى أن الكيان الصهيوني، في ظل التطورات الأخيرة في المنطقة، يعتزم تكثيف انتهاكاته للأرضي السورية، فبعد دعمه المستمر للمجموعات المسلحة، من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تصعيدًا في التدخل المباشر.
احتلال مناطق جديدة واستهداف المنشآت السورية
يشهد الوضع في الجولان السوري المحتل تصعيدًا خطيرًا، حيث يواصل الكيان الصهيوني انتهاكاته السافرة للقانون الدولي والقرارات الأممية، فقد شرع الكيان مؤخرًا في احتلال العديد من المناطق المحاذية للجولان، بذريعة توفير منطقة عازلة، وهو ما يعد ذريعة واهية لتوسيع رقعة الاحتلال وفرض سيطرته على المزيد من الأراضي السورية.
تزامنًا مع هذه الانتهاكات، شنت قوات الاحتلال الصهيوني سلسلة من الغارات الجوية العنيفة على العديد من المناطق السورية، مستهدفة مرافق حكومية ومنشآت عسكرية حيوية، وتبرر هذه الهجمات بحجج واهية ومتعددة، في محاولة لتغطية أطماعها التوسعية واعتداءاتها المتكررة على السيادة السورية.
إن هذه الأعمال العدوانية التي يرتكبها الكيان الصهيوني ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري والأراضي العربية، وتأتي هذه التصعيدات في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها سوريا، حيث تسعى قوى خارجية إلى استغلال الأوضاع لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وإن هذه الاعتداءات الصهيونية المتكررة تؤكد مجددًا طبيعة هذا الكيان العدوانية وتماديه في انتهاك حقوق الشعوب، وتدعو إلى ضرورة تكاتف الجهود العربية والإسلامية لمواجهة هذه التحديات.
الكيان الصهيوني... مهندس الفوضى السورية
لطالما شكّل الكيان الصهيوني تهديدًا داهمًا على سوريا، لا يقتصر على حدود الجولان المحتل، بل يتعداه إلى عمق الأراضي السورية، فمنذ عقود، عمل هذا الكيان بمنهجية مدروسة على زعزعة الأمن والاستقرار في سوريا، وتحقيق أهدافه التوسعية على حساب الشعب السوري، وقد وجد في الأزمة في سوريا فرصة ذهبية لتحقيق هذه الأهداف، فاستغلها لتقديم الدعم المباشر وغير المباشر للمجموعات المسلحة التي عملت على تدمير البنية التحتية السورية وتشتيت جهود الجيش العربي السوري.
إن الأهداف التي يسعى الكيان الصهيوني لتحقيقها من خلال دعم هذه المجموعات واضحة المعالم، فهي تهدف إلى تفتيت سوريا إلى دويلات صغيرة وضعيفة، والقضاء على أي مقاومة مسلحة في المنطقة، وفرض الهيمنة الصهيونية على المنطقة.
إن ما يحدث في سوريا هو دليل واضح على أن الكيان الصهيوني لا يتورع عن استخدام أي وسيلة لتحقيق أهدافه، مهما كانت التكلفة البشرية والمادية، يمكن القول إن الكيان الصهيوني لعب دورًا محوريًا في الأزمة السورية، حيث عمل على تأجيج الصراع وتعميق الجروح، سعياً لتحقيق أهدافه التوسعية وإضعاف المقاومة في المنطقة.
في الختام، يُعد الكيان الصهيوني أحد الأطراف الرئيسية التي تسعى إلى تعميق الأزمة في سوريا وتقويض استقرار المنطقة، من خلال دعم المجموعات المسلحة وتوفير الدعم اللوجستي والطبي، يعمل الكيان الصهيوني على تدمير البنية التحتية السورية، هذه السياسات العدوانية تهدف إلى تفتيت سوريا لدويلات صغيرة وضعيفة، وإضعاف أي مقاومة مسلحة في المنطقة، ما يسمح للكيان الصهيوني بتوسيع نفوذه وفرض هيمنته.
إن التصعيد الإسرائيلي الأخير في الجولان المحتل والهجمات العنيفة على المنشآت السورية تكشف عن جرأة الكيان الصهيوني وسعيه المستمر للاستيلاء على المزيد من الأراضي العربية، هذه الأعمال العدوانية تشكل تهديدًا جديًا للسلام والأمن في المنطقة، يجب على المجتمع الدولي أن يتنبه إلى خطورة هذه المطامع الإسرائيلية وأن يتخذ إجراءات حاسمة لمنع أي محاولات للاحتلال أو الضم.