الوقت- في حين نشرت العديد من المنظمات الرسمية التابعة للأمم المتحدة تقارير وثائقية عن ارتكاب "إسرائيل" جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، كما اعترف "موشيه يعلون" وزير الحرب السابق في هذا الكيان بارتكاب "إسرائيل" جريمة الإبادة الجماعية في غزة.
وقال "لي مردخاي" المؤرخ الصهيوني: لقد وجدنا الكثير من الأدلة التي تثبت قيام "إسرائيل" بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة.
وأكد هذا المؤرخ الإسرائيلي، وهو أحد الضباط السابقين في وحدة الهندسة في الجيش الصهيوني وهو الآن أستاذ كبير في التاريخ في جامعة القدس العبرية، من خلال إجراء دراسة: تقارير شهود العيان، ومقاطع الفيديو، ومصادر البحث، وما إلى ذلك، وتشير جميعها إلى أن "إسرائيل" ارتكبت جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وقال في مقدمة هذه الدراسة: أنا "لي مردخاي" كمؤرخ محترف وإسرائيلي، شهدت في هذه الوثيقة الوضع في غزة خلال الأحداث الجارية، ورأيت أدلة ضخمة كانت كافية لي لتصديق أن "إسرائيل" ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة.
وردا على المبررات التي قدمتها سلطات الكيان حول جريمة الإبادة الجماعية في غزة، قال هذا المؤرخ الصهيوني: إن رد "إسرائيل" على عملية حماس في الـ 7 من أكتوبر 2023 غير متناسب وإجرامي تماما، وهناك أدلة كافية على قمع "إسرائيل" العشوائي وغير المتناسب للهجمات خلال الحرب على غزة، وهناك أيضاً أمثلة كثيرة على المجازر التي ارتكبت بحق المدنيين.
وأكد كاتب هذا التقرير أن "إسرائيل" خلقت المجاعة في غزة كسياسة أمر واقع، وتستخدم المجاعة والتجويع كسلاح حرب، ما أدى إلى وفاة العشرات من المدنيين، معظمهم من الأطفال، بسبب الجوع.
وتابع المؤرخ الإسرائيلي المذكور: كما حرمت "إسرائيل" الفلسطينيين من الماء والدواء والكهرباء في غزة ودمرت الكيان الصحي والبنية التحتية المدنية في هذه المنطقة، ونتيجة لهذا الوضع، يموت المزيد من المدنيين بسبب نقص الرعاية الطبية، ويتم إجراء العمليات الجراحية الخطيرة مثل بتر الأطراف والعمليات القيصرية في غزة دون وجود مرافق للتخدير، والعدد الإجمالي للخسائر البشرية في قطاع غزة غير معروف بشكل كامل، لكنه بالتأكيد أعلى بكثير مما تشير إليه الإحصائيات الرسمية.
وقال لي مردخاي: إن السلطات الإسرائيلية تستخدم كلمات عنصرية لتبرير جرائمها، وشنت حملة للتلميح إلى أن الفلسطينيين ليسوا بشرا، ولا يزال الجيش الإسرائيلي ومجلس الوزراء يدعمان هذه الحملة ويحاولان تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم، لقد رأيت وفحصت قدرا كبيرا من الأدلة على أن أحد أهداف "إسرائيل" في الإبادة الجماعية ضد غزة هو تهجير أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين.
وقال: لقد أدلى أعضاء رئيسيون في مجلس الوزراء الإسرائيلي بتصريحات تؤكد هذه النية، وقد خططت العديد من الوزارات الإسرائيلية لتسهيل تنفيذ هذه الخطة، لقد دمرت "إسرائيل" بالفعل أجزاء كبيرة من قطاع غزة بشكل كامل واستهدفت عمدا المؤسسات المدنية مثل الجامعات والمكتبات والمباني الدينية والمواقع التاريخية والمزارع والمدارس والمقابر والمتاحف والأسواق وغيرها في محاولة لتدمير نسيجها بالكامل للمجتمع الفلسطيني.
وفي الأسبوع الماضي، اعترف موشيه يعالون، وزير الحرب السابق للكيان الصهيوني، بارتكاب هذا الكيان إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، الأمر الذي رافقه الكثير من الجدل وأثار رد فعل حاداً من السلطات الصهيونية، لكن لم يتراجع عن كلامه.
وقال: نحن نتجه نحو الاحتلال وضم الأراضي والتطهير العرقي، عندما تنظر إلى الجزء الشمالي من قطاع غزة، ترى الهجرة القسرية للناس هناك، أياً كان التفسير أو التسمية التي تريد وضعها على تلك الإجراءات، فهذا أمر غير مقبول، إنه تطهير عنصري.
وقالت أغنيس كالامارد، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، في حديث مع الصحفيين: "ليس هناك شك في أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في غزة، وبعد ستة أشهر من البحث العميق والمركز، ليس لدينا أدنى شك في هذا الصدد".
وشددت هذه المنظمة الحقوقية على أن "إسرائيل" فتحت أبواب الجحيم والدمار أمام الفلسطينيين في غزة، وهي ترتكب هذه الجرائم مع الإفلات التام من العقاب منذ الـ7 من أكتوبر 2023، والإبادة الجماعية محظورة، وتعامل الشعب الفلسطيني وكأنه ليس من البشر، ولا يستحقون حقوق الإنسان أو الكرامة.