الوقت - أدی عدوان الکيان الصهيوني على القنصلية الإيرانية في دمشق بسوريا، إلى أزمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بدلاً من التسبب في مشاكل لإيران وسوريا.
وفي الواقع، بعد الهجوم على السفارة الإيرانية في دمشق، أصبح الصهاينة الآن قلقين من رد إيران، وبالتالي أصبح الوضع في المناطق المحتلة فوضوياً للغاية، وقد شملت هذه الاضطرابات تقريباً معظم الحياة السياسية والاقتصادية وحتى اليومية للصهاينة، وتقريباً لا أحد ينعم بالهدوء في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
إخلاء وإغلاق 28 سفارة وقنصلية
ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الناطقة بالعبرية في تقرير لها، نقلاً عن مصدر صهيوني مطلع، أن 28 سفارة وقنصلية إسرائيلية على الأقل أوقفت أنشطتها مؤقتاً وأغلقت، بسبب التهديدات الإيرانية والعناصر المنسوبة لإيران
وقال "راديو مكان" أيضًا إن وزارة الخارجية الإسرائيلية، بعد التشاور مع وكالات إنفاذ القانون، قررت إخلاء عدد من السفارات كجزء من ترقب رد إيران المتوقع على الهجوم على دمشق.
الاستعداد بسبب الخوف
في الأيام القليلة الماضية، علّق الکيان الإسرائيلي إجازة وحداته القتالية وزاد من قيادة دفاعه الجوي، للتعامل مع هجوم صاروخي أو هجوم محتمل من إيران.
وفي هذا الصدد، أفادت صحيفة الغارديان البريطانية بأنه بناءً على تقييم الوضع، تقرر وقف الإجازة مؤقتًا لجميع الوحدات القتالية في الجيش الإسرائيلي، وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان أن الجيش في حالة حرب، وأن نشر القوات على أساس الاحتياجات يخضع للتقييم المستمر.
وضع غير طبيعي
أفادت بعض المصادر العبرية، أمس، بوقوع انفجار هائل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويذكر أن هذا الانفجار المروع وقع بالقرب من أحد خطوط نقل الكهرباء التابعة للاحتلال الإسرائيلي، بين مستوطنتي كفر ثلث وعزون شرق قلقيلية، وذكرت مصادر عبرية أن هذا الانفجار وقع أيضاً في الوقت الذي كانت فيه قوات الاحتلال تتمركز في المنطقة.
وبعد هذا الانفجار، لم يعد هناك هدوء في باقي مناطق فلسطين المحتلة، وقيل إنه في الساعات الأولى من اليوم، دقت أجراس الإنذار في كيسوفيم بالقرب من قطاع غزة، وحسب هذا التقرير، فقد دوت صفارات الإنذار في كيسوفيم بالقرب من قطاع غزة، بعد إطلاق صاروخ باتجاه هذه المنطقة.
کما دقت، الليلة الماضية، أجراس الإنذار في أجزاء من المناطق الجنوبية من فلسطين المحتلة، بسبب شبهة تسلل طائرات مسيرة، وذكرت قناة "الميادين" أن ناقوس الخطر دق على الحدود بين الأردن وفلسطين المحتلة، بسبب الخوف من اختراق الطائرات المسيرة.
لجوء المستوطنين إلی المحلات التجارية
كما يتحدث تقرير القناة الصهيونية عن تخوف المستوطنين من هجمات محتملة ونقص الإمدادات، واحتمال حدوث مجاعة شديدة خوفاً من بدء حرب جديدة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أيضًا أن المستشفيات الإسرائيلية تستعد لعمليات الطوارئ، حيث وضع مستشفى إيخيلوف في تل أبيب الفرق الطبية على أهبة الاستعداد، خلال عطلة نهاية الأسبوع، ومن ناحية أخرى، نظم مركز شيبا الطبي ومستشفى بيلنسون بوسط الکيان الإسرائيلي فرق طوارئ لتعزيز المستشفيات في شمال "إسرائيل"، في حال وقوع إصابات جسيمة.
أزمة هجينة
من ناحية أخرى، أدت عملية طوفان الأقصى إلى زيادة حجم ونطاق الأزمات الداخلية في الأراضي المحتلة، وجعلت الوضع أكثر صعوبةً بالنسبة للکيان الإسرائيلي.
إن زعماء الفصائل السياسية والمعارضة في الكنيست، التي تملك نصف مقاعد الـ 120 مقعداً، يعارضون بشدة سياسات نتنياهو الحربية، ومجمل هذه الأزمات يعرض استمرار سلطة جزار غزة للخطر.
وبالإضافة إلى الأمثلة الرهيبة للأزمات المتعددة الأوجه في الکيان الإسرائيلي، والتي ضيقت المجال أمام نتنياهو، فإن التهديد المستمر لصواريخ حماس أدى إلى إلغاء جميع الرحلات الداخلية إلى مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب، وانخفاض عائدات صناعة السياحة الضخمة إلى الصفر، وإغلاق معظم الشركات متعددة الجنسيات في "إسرائيل"، ومغادرة المستثمرين الأجانب "إسرائيل"، وعيش 200 ألف نازح إسرائيلي في مخيمات مؤقتة في خوف ورعب؛ وهي المعسكرات التي تقع في مرمى نيران حماس!
مخاوف الکيان الإسرائيلي والولايات المتحدة
في تقرير ذكر فيه قلق الصهاينة من الهجوم الإيراني، كتب موقع أكسيوس الأمريكي: "هدد المسؤولون الإيرانيون علناً بالانتقام من إسرائيل، لمهاجمتها السفارة الإيرانية في دمشق"، وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون، إن إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية قلقتان للغاية من أن إيران تستعد لهجوم وشيك.
إن هجوم إيران المباشر على الکيان الإسرائيلي سيكون غير مسبوق، وقد يؤدي إلى حرب إقليمية في الشرق الأوسط. وقالت نائبة سفير إيران لدى الأمم المتحدة، زهرة إرشادي، في الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولي الاثنين الماضي، إنه يتعين على الکيان الإسرائيلي أن يتحمل المسؤولية الكاملة عن عواقب هذا الهجوم.
